إنه بمناسبة وفاة المغفور له المفاجئة بالنسبة لي والتي ذكرتني بلقائي الوحيد الذي جمعني به في منزل أهله في انوذيبو حي الغران يوم كان شابا يدرس في مدينة لگوارب ( روصو ) بحيث قد تلقت مسامعي منه ولأول مرة واقع بلادنا الخارجة شكليا من قبضة الأستعمار منذ عشر سنوات والتي مازالت ترزح تحت سلطاته ومكبلة بأغلال لغته وثقافته !
وهو الذي يرحمه الله قد أخبرنا بذلك نحن مجموعة من شباب مدينة گرو فمنا من قد توفى ومنا من مازل ينتظر رحمة ربه الكريم . ومما قد قال لنا يومئذ ومازالت كلماته تتراءى لي شفتاه وهي تفترعنها ومسامعي تلتقف مايقول وتسجله في سحلي وجداني وكذا عقلي فهو كوننا شعب لا يتجاوز تعداده المليون وليس لديه من مقومات الدولة سوى سيادة تعترف بها الأمم المتحدة ! ولذلك فنحن في أمس الحاجة إلى الأنضمام و بشكل أو بآخر إلى شعوب تشاركنا نفس الماضي التاريخيّ وكذا الآمال والآلام والدين واللغة والجغرافيا وحتى التكامل الأقتصادي وأولئك فهم العرب وليس معنى ذلك بأن يكون ذلك قد يغمط من حقوق أقليات البلد ! بل نؤمن لهم بنفس الحقوق التي يضمن لهم الشرع الحنيف وكذا القانون الدولي !
والذي أنا آسف عليه أني عدت إلى موريتانيا من أسفاري الكثيرة ولم أوفق في لقاء الرحوم محمد ولد العتيق الذي قد أصبح رجل أعمال كما بلغني ولكني كنت أسأل عنه من حين لآخر صديقنا المشترك إدوم احمد سيدي أطال الله في عمره ! كما يؤسفني كذلك كوني لم أهاتفه يوما ! وليس أما مي الآن للتعويض عما قد فاتني من تقديم المعروف لذك الرجل الشهم سوى أن أسأل الله له الرحمة والغفران وجنة الرضوان وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن ينير قبره ويجعله روضة من رياض النعيم المقيم الدائم إن شاء الله ، وأن يعوضه ألفة أحسن من الأهل والأحباب وأن يخلفه لذويه بمن يسد مسده في الرفعة وكذا الفضل ولا حترام إن شاء الله !
اسلمو محمد المختار مانا
بتاريخ 05 /08 / 2024 م .