السيد الوزير رغم كوننا من مدينة واحدة فلم أقابلكم سوى مرة واحدة يوم كنت أميناً عاما لأحدى الوزارات وذلك في مكتبكم صحبة صديقي العزيز اسلم ذو النورين الذي كنت تعامله يومئذ كأب مشكورا على ذلك .
ولكن عرفتك أكثر من خلال ماكنت تنشر من مقالات في موقع موريتانيا 13 ولقد أعجبت كثيرا بمعرفتك العميقة باختلالات المرافق العامة الموريتانية ، والتي لم تنسبها يومئذ لذلك النظام مكتفيا بالتنبيه عليها ! ربما خوفا من استغلال ذلك النقص الحاصل من طرف تلك المعارضة التي لم يصلب عودها ويتقوى بعد !
وقد أعجبت بك كثيرا لما رأيتك تحمل حقيبة احمد ولد داداه وهو شيخ يمثل المعارضة في حين فانت وزير يمكن أن تأمر غيرك بحمل تلك الحقيبة وهو مغتبط جدا بذلك!
وقد ظل إعجابي يتزايد حتى بلغ سنامه لما رأيتك تواسي الدكتور والشاعر والأديب الكبير ناجي محمد لمام وغيره
من ذوي الحاجات من المواطنين الذين قد بذلت جهدا في تحقيق مصالحهم وحسب المستطاع وما قد تسمح به ظروف مخصصات وزارتكم المالية واللوجستية !
حصل ذلك لكونكم مازلت متأثرا بتربية أسرتكم النبيلة وقبل أن تنتقل إليكم عدوى الحكام والبطانات السيئة ووسوسة المنتفعين من المحيط والذين يزنون بمعايير المفسدين الذين يعملون كذا وكذا وبذلك قد صاروا هم كذا وكذا ، ثم تعودت على الجلوس على كرسي الوزارة الوثير الذي ثمن الجلوس عليه في أيامنا هذه فهو الجزء الأكبر من أخلاق وكرامة من قد يروم البقاء جالسا عليه ولأطول مدة ممكنة يسمح بها توزيع حصص المناصب .
وأول ذلك الإنعطاف لربما تمثل في قبولكم إسناد تعليم اللهجات الوطنية وكتابتها بالحرف اللاتيني وسجن اللغة العربية بذلك في محبسها حتى تصل إلى مستواها تلك اللهجات من حيث النحو والصرف والبلاغة والفلسفة ثم الرسالات السماوية ! كل ذلك قد تم بضغط من النظام المسير من طرف لفنكفونيين ! وبتوجيه من المستعمر القديم وكذا أيضا بضغط العلمانين من بعض القوميات الزنوجة وحتى البيظانية التي لا تراعي سوى مصالها الآنية!
ولقد نصحتك من خلال مقال تحت عنوان حطاب الدشرة
بحيث نبهتك فيه على كون الطفل لدينا يثقل دماغه وهو مازال طريا بدراسة ثلاث لغات ، وهو غير قادر بعد على استعاب واحدة منها ! ثم يضاف على ذلك ثلاث لهجات أخرى ، علما أن هذه اللهجات غير مكتوبة أصلا في الدول التي معظمها ناطق بها ولكن أقد اختارنا نحن الأ ستعمار بضغط تلك الأقليات الزجرية لنكون مختبرا لإنشاء وكتابة وتعليم تلك اللهجات مستغلة تلك القوى ضعف نظامنا المتأتي من عدم مشروعيته بشكل يطابق النظم والقوانين الدولية المتعارف عليها حاليا على الأقل !
وأخيراً وفي الحملتين الإنتخابيتين الأخيرتين قد بذلت في كل منهما جهدا ماديا ومعنويا كبيرين بما في ذلك قدرا لا بأس به من مستواك العلمي والاجتماعي وحتى الوظيفي ! وكونك أنت المعين أصلا بحسب علمي على كونك إطارا اتيونقراطيا يؤمل منه بأن يعالج مثالب ما قد كنت تنتقد من نقص في تلك المرافق العامة ! وليست مجرد الدعاية الحزبية التي لها من يصلح لها و قد تصلح له ولست أنت كما أرى شخصيا وربما غيري كذلك !
وأخيرا فإني مازلت أتمنى لك تعيينا مستحقا تعود فيه إلى رؤيتك الأولى تلك التي تقضي بمحاولة إصلاح ما قد يسند إليكم إدارته من تلك المراق ، وأن تنجح في ذلك وتكون أعمالك مثالا يدرس و يحتذى به و أن تكون عدوى ذلك إيجابية ولاتكن مثل عدوى كفيد 19 التي مازالت تنخر في كيان مختلف لإدارات الموريتانية من حيث الفساد وعلى الأقل ، و ما قد يرتبط بذلك من تبعات فلا تعد ولا تحصى للأسف الشديد !
وأخيرا أعتذر لكم مسبقا عما إذا كانت هذه التهنئة تعد نوعا ما من عتب الإخوة الناصحين الغيورين على مستقبل اخوتهم . وقد تعتبرها أيضا مجرد تقييم من جهة محايدة كانت تتابع بأمل إصلاحي فترة عملكم في وزارات مختلفة وأن لا تضحي مستقبلا أكثر من اللازم لمن لا يقدر عملكم ذلك النبيل ويلتزم قانونيا وأخلاقيا بما قد تعهد به سابقا!
ذ / اسلمو محمد المختار ولد مانا .