
وقد يتبادر لدى كل فئة منكم على حدة بأن ذلك لا ينطبق عليها وربما ينشد لك أكثر من واحد منهم ( اتهيدينة ) أو ( كرزة ) أوقصيدة ويسحب لك من سجل تاريخ مصطنع قد غذته الدعايات الكاذبة المغشوشة نبل منشئه ونسبه وحسبه !
وذلك سوف يطرح لهم إشكالية جديدة وهي كونهم قد أصبحوا في هذا المستوى من التردي الا أخلاقي والذي يكاد ينكشف غطاء صدئه بمجرد ما يتم تعيين موظف ما ربما قد اختير بمقتضى مزاج شخصي على أساس منادمة ما أو بيع زميل أو صديق بثمن بخس ! وكل ذلك بسبب تفرد الحكام بأرزاق البلاد والعباد وذمتها لليتحكموا بذلك في رقاب المواطنين والمقيمين على حد سواء !
وهنا قد يتساءل أي فضولي عما إذاكان أولئك حقا هم أبناء لمن قد أشرت سابقا إلى بعضهم ؟! أم فهم مجرد مثال لما قد صار مع أحد ملوك المغرب لما يزوره أحد الشرفاء يلتمس منه الهدية بحيث يختبره بالمبيت في غرفة بجانب أسد جائع . فإن هو أصبح على قيد الحياة فإن الملك سوف يعطيه ما سأل أو ما قد يحتاج إليه !
ولما طبق ذلك الإختبار على أحد شرفائنا نحن الشناقطة وأصبح سالما ، بل أكثر من ذلك . فقد وجدوا الأسد جاثيا أمامه بين يديه وهو باسط ذراعيه تتساقط قطرات لعابه على قدميه ! فتعجب الملك من ذلك المشهد الغريب ! وقال له فلك سؤلك . وفي الحال ولتطلب ما تشتهي أيها الشنقيطي الشريف حقا !
فماكان من ذلك الشنقطي الشهم الحكيم إلا أن قال له -ربما -مستنكرا لما يختبر به ذلك الملك نسب الشرفاء ! حيث قد كان من الشائع لدى بعض الناس يومئذ هو كون الأسد لا يعتدي على الشرفاء حفدة رسولنا عليه صلاة الله وسلامه !
فقال ذلك الضيف الشنقيطي للملك بأن هديته فهي : أن يبيت الملك نفسه مع ذلك الأسد في غرفة واحدة ! فما كان من جلالة ذلك الملك الواقعي إلا أن قد رفض اقتراح الشنقيطي باعتباره متخوفا من كون ( بعض النساء ربما غير ما منات ) !
ولربما كان ذلك الذي قد خشيه الملك فهو أيضا ما قد صار عليه حال أبناء الأمراء والعلماء والأدباء والشعراء وحتى غيرهم ممن قد يدعون الإحترام والكبرياء ، وغير ذلك من القيم المعتبرة لدى معظم شعبنا الموريتاني !
وبدلا من تلك القيم كما يبدو فقد أصبحوا متواطئين على الإنحناء وكذا التدافع حول موائدالوزراء وذلك من أجل أن تنتزع للواحد منهم لقمة من فم قد كان يلوكها صاحبه ! لتوضع داخل معدة شخص آخر ، لربما قد لا يستحقها ، والذي منحت له من طرف من لا يملكها أصلا ، وهو ذلك الموظف السامي الموصوف بما قد سلف من إشارة إليه بالظلم والحيف واهتضام لحقوق المواطنين !
أيها الشعب الذي قد سميت لك دولتك من طرف تلك الدولة الفرنسة بأنها دولة موريتانية إسلامية . وأرجو أن لا يكون إسلامها ذلك مجرد شعار كا ذب يخفي خلفه كفرا بواحا ونفاقا فجا قبيحا ! وأن يصبح إسلامنا حقا لادعاء خاليا من النفاق والكذب والغش . على أن يكون إسلامنا على الطريقة العمرية بإدارتها للبلاد والعباد وأن تتم فيها المسواة والعدل والإنصاف وتكافؤ الفرص غير ما قدكانت عليه تلك الصفات الحميدة يوم قد كانت تذكر ولمجرد المخادعة ! في زمن الأحكام العسكرية تلك المدنية شبه العسكرية حتى كادت أن تكون طبقا للأصل منها تماما !!
ذ / اسلمو محمد المختار ولد مانا