انطلاق العد العكسي لبداية الحرب الكبرى في الشرق الأوسط وربما العالم... الوقائع على الأرض هي التي تفرض شكل التسوية

أربعاء, 2024-07-03 02:40

انطلق العد العكسي لتحول حرب غزة وحدود جنوب لبنان ومنطقة الجليل الأعلى شمال فلسطين وهضبة الجولان السورية إلى حرب إقليمية واسعة تفتح الباب على مصراعيه لمواجهة عسكرية تستخدم فيها الأسلحة النووية وتتورط فيها مباشرة القوى الكبرى في العالم. 

هناك جهود متضاربة الأهداف بعضها لوقف عملية العد العكسي قبل لحظة الانفجار الكبير والبحث عن تسويات، وأخرى تدفع لتسريع عملية العد العكسي وخوض حرب إقليمية وحتى عالمية.

في واشنطن كما في تل أبيب ولدى الأطراف والحكومات التي تتحالف معهما يتصارع التوجهان بين التسويات وترجيح كفة الحرب الكبرى، كل طرف يقدم معطيات وتقديرات لترجيح خياراته ويدافع عن عن مواقفه بينما تقترب عقارب الساعة من لحظة الانفجار الكبير.

انصار ضرورة البحث عن تسوية يشيرون إلى أن إسرائيل ورغم الدعم المادي والعسكري الضخم الذي تحصل عليه من الولايات المتحدة الأمريكية والذي يقترب منذ أكتوبر 2023 وحتى نهاية شهر يونيو 2024 من 48 مليار دولار والذي يضاف اليه الدعم الذي تقدمه بسخاء أساسا كل من بريطانيا وألمانيا، لم تنجح في الحاق هزيمة بحركة حماس وبقية قوى المقاومة في قطاع غزة كما لم تتمكن من تحرير اسراها الذين يوجدون في قبضة المقاومة الفلسطينية. ويضيف هذا المعسكر أنه على ضوء هذه الحقيقة فإن توسيع المواجهة بحرب شاملة وموسعة ضد حزب الله في لبنان سيكون بمثابة انتحار أولا لأن حزب الله أقوى عسكريا من حماس وأرض معركته جبال وهضاب وليس مسطح أرض صحراوية كغزة ولأنه سيجلب لا محالة دعما من إيران وسوريا والفصائل المسلحة العراقية، ويضيف هؤلاء إلى أن حزب الله حصل على دعم معنوي له مغزى عندما قررت الجامعة العربية يوم الجمعة 28 يونيو إزالة الحزب اللبناني من تصنيف منظمة إرهابية.

هذا الواقع يعترف به بين فنية وأخرى قادة تل أبيب وإن كان بشكل ملتوي فيوم الأحد 30 يونيو 2024 صرح وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت عقب جلسة تقييم الوضع في مدينة رفح، بأن حركة "حماس" منهكة وغير قادرة على التعافي، والجيش سيواصل عمله حتى لا تتمكن الحركة من إعادة بناء قوتها. غابت لغة تصفية والقضاء على التنظيم الفلسطيني.

هؤلاء الذين يدافعون عن التصعيد يشيرون أن وقف الحرب الإسرائيلية على غزة في هذه المرحلة يعني انتصار المقاومة الفلسطينية وتأكيد جديد لنهاية عصر الردع الإسرائيلي رغم الخسائر الكبيرة التي ألحقت بغزة وخاصة بالمدنيين، كما تعني للمستوطنين الإسرائيليين انهيار ضمانات الأمن وهو ما اسفر حتى الآن في الشهر الثامن للحرب عن هجرة أكثر من 623 الف فرد يحملون الجوازات الإسرائيلية إلى دول أوروبية وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

يوم 26 يونيو 2024 دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينت شعب إسرائيل للبقاء في البلاد وعدم مغادرتها بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها، مشيرا إلى أنه "سيتم إنشاء إسرائيل من جديد" على حد قوله.

وكتب في حسابه على منصة "إكس": "لا تتركوا البلاد.. بالأمس أخبرني مهندس برمجيات لامع أعرفه أنه سيغادر إسرائيل إلى بلد في أوروبا قبل بداية العام الدراسي المقبل. جعلني هذا الخبر حزينا جدا".

وأضاف: "صحيح أننا نمر بأصعب فترة منذ حرب الاستقلال: اختلاط أوراق الحرب ومقاطعة دولية وتضرر لقوة الردع و120 إسرائيليا في الأسر وآلاف العائلات الثكلى والجليل مهجور وآلاف المهجرين ووزراء لا يهتمون إلا بأنفسهم وفقدان السيطرة على الاقتصاد والعجز. كل هذا صحيح، لكن من المؤكد أننا قادرون – وسوف نخرج – من هذه الحفرة، هذا الوضع ليس القدر".

يؤكد أنصار مواصلة الحرب حتى الحسم أن عدم تدمير حماس وإجبارها على الاستسلام يعني أن ما حدث في 7 أكتوبر 2023 يمكن أن يتكرر مرة أخرى، زيادة عن أن عدم ضمان الاستقرار والأمان في إسرائيل سيبقي ويكرس حالة فرار رأس المال والاسثمارات من الساحة الإسرائيلية ويعمق استفحال الأزمة الاقتصادية ويمنع ما يزيد عن 182 إسرائيلي من العودة إلى مستوطناتهم سواء في غلاف غزة أو منطقة الحدود مع لبنان. ويضيف هؤلاء أن وقف الحرب دون تحقيق الأهداف المعلنة لها يعني انتصار ما يسمونه محور المقاومة المشكل تحت قيادة إيران وتشجيع طهران على المضي قدما في تصنيع السلاح النووي ونشر نفوذها في كل منطقة الشرق الأوسط. ويذهب انصار البحث عن حسم عسكري إلى أن وقف حرب غزة في المرحلة الحالية والفشل في إزاحة حزب الله أو هزيمته عسكريا سيضعف النفوذ الغربي في كل منطقة الشرق الأوسط وأبعد من ذلك، وسيدفع دولا حليفة للولايات المتحدة خاصة في منطقة الخليج العربي إلى التخلي عن الضمانات الأمنية الأمريكية والتنسيق الاقتصادي مع الغرب خاصة فيما يخص النفط والتعامل بالدولار وسوف يشجع التحول إلى علاقات تحالف أو تعاون مع كل من موسكو وبكين ومحور بركس. 

وبالنسبة لكل من واشنطن وتل أبيب وغالبية دول حلف الناتو تعتبر تحولات وتطورات معركة غزة وحرب جنوب لبنان عنصرا أساسيا في تحديد التوجهات السياسية القادمة لتركيا العضو في حلف الناتو، خاصة وأن أنقرة وعلى ضوء تعاملات ومماطلات الاتحاد الأوروبي مع مطالبها بعضويته، ودعم واشنطن للحركة الانفصالية الكردية المهددة لوحدة الأراضي التركية وحرمان أنقرة من اسلحة أمريكية كطائرات ف-35 وبيعها لليونان تعجل بترجيح كفة هؤلاء داخل حزب أردوغان وخارجه الذين يدعمون توجه أنقرة نحو انفصال كامل مع التحالف الغربي والتوجه نحو ما كان يعتبر مستحيلا قبل سنوات بعقد تحالف ولو مؤقت مع إيران التي تعتبر وحسب تجارب التاريخ منافسا لها في النفوذ بمنطقة الشرق الأوسط الكبير. بناء على كل ذلك يقدر هؤلاء أن توسيع الحرب وتصفية القدرات العسكرية لكل خصوم إسرائيل والتحالف الغربي هو القرار الذي لا يجب التراجع عنه.

 

روايات

 

يوم 28 يونيو 2024 أكد اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك أن قيادة الجيش تكذب على الشعب كل يوم، مستشهدا بكلام العديد من الضباط قولهم: نحن لا ننتصر في رفح هم يخدعون الشعب ولا يقولون الحقيقة.

وذكر إسحاق بريك: "إنهم يكذبون على الشعب كل يوم يتكلم معي العديد من الضباط ومنهم قادة ألوية وعقداء وجنود يتحدثون معي من الميدان ويخبرونني بما يحدث ويقولون لي تحدث بكل قوة، أنت صادق في كل كلمة.. نحن لا ننتصر في رفح هم يخدعون الشعب ولا يقولون الحقيقة".

وأضاف: "نحن لا ننتصر، نحن لا نقاتل حماس وجها لوجه وكل الكلام أننا نقتل المئات هنا وهناك هو غير صحيح، وكلام فارغ، هم يتحصنون تحت الأرض يخرجون من كل مكان يطلقون الصواريخ على دباباتنا يفجرونها وينسحبون يفخخون البيوت ويقتلون المزيد منا".

هذا ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، قوله إن "إسرائيل تخسر الحرب في غزة"، مشددا على أن "الردع الإسرائيلي تراجع إلى الصفر".

 

استنفار عسكري

 

أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية مساء الأحد 30 يونيو 2024 بأن القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط في حالة التأهب القصوى بسبب تهديد إرهابي محتمل.

وأفادت الشبكة نقلا عن مسؤولين أمريكيين بأنه تم وضع العديد من القواعد العسكرية الأمريكية في حالة تأهب قصوى خلال عطلة نهاية الأسبوع مع رفع مستوى حماية القوة إلى ثاني أعلى مستوى.

وذكر أحد المسؤولين الأمريكيين المتمركز في قاعدة بأوروبا، إنهم لم يروا مستوى التهديد هذا منذ 10 سنوات على الأقل، مضيفا 'هذا يعني عادة أن الجيش قد تلقى "تهديدا نشطا وموثوقا".

حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الثلاثاء 25 يونيو، من مخاطر اندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط إذا تدهورت الأمور بين إسرائيل و"حزب الله" البناني.

وقال أوستن: "حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله قد تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية، نولي أهمية للحل الدبلوماسي لوقف التصعيد على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية".

وشدد وزير الدفاع الأمريكي على أن "دعمنا لأمن إسرائيل ثابت ولا يتزحزح".

ومن جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: "لن ننسى وقفة واشنطن معنا منذ اليوم الأول لهجوم السابع من أكتوبر، ونحن عازمون على إرساء الأمن وتغيير الواقع على الأرض والوقت ينفد".

تبعات حرب شاملة

 

جاء في تقرير نشرته تايمز أوف إسرائيل في تل أبيب يوم 27 يونيو 2024:

استضاف كبار المسؤولين الأمريكيين نظراءهم الإسرائيليين لاجتماعات في واشنطن يوم الخميس، وسط تزايد القلق في إدارة جو بايدن بشأن احتمال فتح جبهة شمالية كاملة لحرب غزة من شأنها أن تؤدي إلى إغراق القبة الحديدية بوابل صواريخ حزب الله.

وطغت على اجتماعات مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الخلاف العلني المستمر بين إسرائيل والولايات المتحدة الذي أثاره بيان فيديو يوم الثلاثاء من رئيس الوزراء نتنياهو عندما انتقد "الاختناقات التي لا يمكن تصورها" في نقل الأسلحة والذخائرإلى إسرائيل.

وفي وقت سابق من الخميس، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن مسؤولي بايدن يشعرون بقلق بالغ من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية، ستنهار في حالة نشوب حرب شاملة مع حزب الله. ويعتقد أن حزب الله يمتلك حوالي 150 ألف صاروخ يمكن استخدامها لاستهداف البنية التحتية الإسرائيلية.

وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين لشبكة CNN إن نظراءهم الإسرائيليين يشاركونهم هذه المخاوف ويخططون لنقل الأنظمة حول غزة إلى الشمال استعدادا لهجوم محتمل ضد حزب الله. واعترفوا أن أنظمة القبة الحديدية من المرجح أن يتم التغلب عليها في سيناريو يطلق فيه حزب الله عددا كبيرا من الأسلحة الموجهة بدقة.

وقالت شبكة سي إن إن إن المسؤولين الأمريكيين لم يخبروا نظراءهم الإسرائيليين صراحة أنهم يعارضون شن هجوم ضد حزب الله، لكنهم حذروا من أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى صراع إقليمي أكبر بكثير، خاصة بمشاركة مباشرة من إيران.

واقترح المسؤولون الإسرائيليون أنهم قد يقومون بهجوم يشبه الحرب الخاطفة، لكن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن شكوكهم في إمكانية احتواء مثل هذا القتال.

 

السلاح النووي

 

صرح يائير كاتس رئيس مجلس عمال صناعة الطيران الإسرائيلي مساء السبت 29 يونيو إن تل أبيب لديها سلاح يكسر المعادلة إذا قررت إيران واليمن وسوريا والعراق ودول الشرق الأوسط تصفية الحسابات معها.

وأضاف يائير كاتس: لدينا القدرة على استخدام أسلحة يوم القيامة".

وشدد رئيس مجلس عمال صناعة الطيران الإسرائيلي على أنه من المهم أن نفهم أن هناك خطرا وجوديا.

وتحدث كاتس عن الحلفاء الذين يساعدون إسرائيل، حيث أفاد بأن "التحالف الذي أنشأته تل أبيب مهم.. يساعدنا الأمريكيون والبريطانيون والألمان في الجانب الاستخباراتي فهم يعرفون كيف يبلغوننا عن التحركات التي يمكن أن تعرضنا للخطر، حتى عندما تكون لدينا الوسائل في الفضاء لتحديد هذه التهديدات بأنفسنا فإن مساعدتهم مهمة. لقد رأينا مع الإيرانيين كيف عرفوا كيف يساعدوننا".

وفيما يتعلق بالهجوم الإيراني، قال رئيس مجلس عمال صناعة الطيران الإسرائيلي "إن مهندسينا وعمالنا استعدوا لهذا السيناريو لعدة أسابيع، في نفس السبت عندما أبلغنا أن إيران شنت هجوما ذهب جزء كبير منا إلى النوم ببساطة وكان أعظم إنجاز في صناعة الطيران هو أننا جميعا استيقظنا في صباح عادي كسائر الأيام".

وتابع قائلا: "لن أنسى أبدا كلمات الرئيس التنفيذي لصناعة الطيران في الساعة الثالثة صباحا، بعد أن أدركنا أننا قد تجاوزنا هذا الحدث بنجاح"، مضيفا أن الرئيس التنفيذي قال "لقد عملت منذ ثلاثين عاما حتى هذه الليلة.. إننا سعداء لأننا أنقذنا إسرائيل في يوم الاستقلال".

 

توقعات الاستخبارات الأمريكية

 

جاء في تقرير نشر في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 28 يونيو 2024:

تشغل التوترات العسكرية والأمنية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية العالم الذي يخشى من اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله، ستكون تكلفتها باهظة على المنطقة.

وتبذل الولايات المتحدة جهودا سياسية حثيثة لمحاولة منع اندلاع مثل هذه المواجهة.

ترجح أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله "تقترب أكثر فأكثر"، حيث يمكن أن "تندلع مواجهة واسعة النطاق في الأسابيع القليلة المقبلة"، إذا فشلت إسرائيل وحماس في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول أمريكي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة معلومات استخباراتية حساسة، القول إن "خطر اندلاع الحرب أصبح الآن أعلى من أي وقت مضى" في الأسابيع الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يحاولون إقناع الجانبين بوقف التصعيد، وهي مهمة ستكون أسهل بكثير مع وقف إطلاق النار في غزة. 

لكن هذا الاتفاق ما زال في مفاوضات متوترة، والمسؤولون الأمريكيون ليسوا واثقين من أن إسرائيل وحماس ستوافقان على الاتفاق المطروح على الطاولة في المستقبل القريب، وفقا للصحيفة.

في الوقت نفسه، تؤكد الصحيفة أن إسرائيل وحزب الله أعدا خططا قتالية وهما بصدد محاولة شراء أسلحة إضافية.

وذكر الجانبان علنا إنهما لا يريدان خوض الحرب، لكن كبار المسؤولين الأمريكيين يعتقدون بشكل متزايد أن الحرب من المرجح أن تندلع على الرغم من الجهود المبذولة لمحاولة منعها.

وبحسب الصحيفة فإن تقييمات الاستخبارات الامريكية "أكثر تفاؤلا" من تلك القادمة من بعض الدول الأوروبية التي تقدر أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تندلع خلال أيام.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، تحذيرا بشأن سفر المواطنين الأمريكيين للبنان وحثتهم على "إعادة النظر بقوة" بهذه الخطوة.

وقال اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين للصحيفة إن من غير الواضح متى يمكن أن تبدأ الحرب على وجه التحديد، لكنهما أشارا إلى أن إسرائيل تحاول إعادة بناء مخزوناتها وقدرة قواتها بسرعة.

 

الإفلاس

 

تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر في غزة في انخفاض حاد في الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل، فضلا عن بدء هروب رأس المال المحلي للخارج.

كما خرجت إسرائيل أيضا من قائمة الدول العشر الأوائل التي يهاجر إليها أصحاب الملايين لأول مرة منذ عدة عقود، وفقا لتقرير هجرة الثروات لعام 2024 الذي أصدرته شركة استشارات هجرة الاستثمار الدولية "هينلي آند بارتنرز" يوم الثلاثاء 25 يونيو.

وأكدت شركة "هينلي آند بارتنرز" البريطانية المتخصصة في "برامج الهجرة والاستثمار الأكثر طلبا في العالم"، أن الحرب الحالية لم تشوه صورة إسرائيل كملاذ آمن لهذا النوع من المستثمرين الأجانب فحسب، بل تشكل أيضا تهديدا للنتائج الاقتصادية.

ويدفع الاقتصاد الإسرائيلي ثمنا باهظا بعد ثمانية أشهر من الحرب في قطاع غزة وعلى الحدود مع لبنان.

وتسببت الحرب المتواصلة في انخفاض حاد بنسبة 55.8 في المئة في الاستثمار الأجنبي المباشر في إسرائيل خلال الربع الأول من العام 2024.

وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 عانى الاستثمار الأجنبي المباشر في إسرائيل بالفعل من انخفاض بنسبة 50 في المئة وفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي يوم الثلاثاء.

ومما يزيد من عزوف المستثمرين المتزايد هو أن 80 في المئة من الاستثمار يتركز في مجال التكنولوجيا الفائقة، حيث يوفر هذا القطاع وحده نصف صادرات إسرائيل التي تقدم نفسها على أنها "أمة الشركات الناشئة" بامتياز. 

وعلقت شركة "إنتل" الأمريكية العمل في توسيع مصنع لإنتاج المعالجات الدقيقة في إسرائيل، والذي كان من المقرر أن يشكل أكبر استثمار أجنبي على الإطلاق في البلاد.

والعلامة الأخرى التي تضرب الاقتصاد الإسرائيلي هي الإسرائيليون أنفسهم الذين بدأوا بالبحث عن آفاق جديدة أكثر هدوءا خاصة في الولايات المتحدة حيث قفز حجم استثماراتهم المباشرة في الخارج بمقدار الربع في الربع الأول من هذا العام ليصل إلى 3.6 مليار دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف عدد مثل هذه العمليات التي يقوم بها الأجانب في إسرائيل.

وذكرت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية "كالكاليست" أن ذلك يعد تحديا للسياسة الاقتصادية لحكومة نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب قومي متطرف يواجه عجزا كبيرا في الميزانية لتمويل حرب لا تزال مستمرة.

ويمكن أن تصل التكلفة الإجمالية للحرب إلى حوالي 67 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقا لتوقعات بنك إسرائيل.

 

المستقبل

 

ذكر موقع "والاه" الإسرائيلي، يوم السبت 29 يونيو 2024، أنّ الآلاف من الإسرائيليين هاجروا إلى كندا، منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأوضح الموقع، في تقريره، أنّ كندا تمنح الإسرائيليين "تأشيرة إنسانية". وبحسب التقديرات، استغل آلاف الإسرائيليين الفرصة فعلا، وغادروا إلى هناك.

ونقل الموقع عن ميشال هاريل، التي انتقلت إلى كندا قبل نحو 5 أعوام، وتدير موقعاً يساعد الإسرائيليين على الهجرة، قولها إنكندا "توفر حياة مريحة، ومجتمعاً تعدديا، ونظاما صحيا عاما، وتعليما ممتازاً، وأفقاً اقتصادياً للأجيال المقبلة، إلى جانب الطبيعة الخلابة".

وتم إطلاق مشروع يمنح الإسرائيليين تأشيرة عمل لمدة 3 أعوام في كندا، يمكن خلالها تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة، أو المواطنة الكاملة. 

ولدى سؤالها عن "الانتماء الوطني إلى إسرائيل"، ردت هاريل بأنهناك "حالات منعزلة من ردود فعل أقل سرورا في الشبكات، لكن الجميع سعداء بالمشروع، وبمساعدة الإسرائيليين الذين يحتاجون إلى الراحة".

وذكر الموقع أن كندا كانت دوما "وجهة مفضلة للهجرة لليهود من جميع أنحاء العالم"، وأنّ اليهود يتمتعون في كندا بحياة مريحة وهادئة، وخالية من مظاهر معاداة السامية. 

وبحسب التقديرات لآخر إحصاء في 2021، يعيش في كندا نحو 400 ألف إسرائيلي، معظمهم في تورونتو، يضاف نحو 2000-3000 إسرائيلي إليهم سنوياً، لكن من المحتمل أن يكون عددهم زاد بصورة ملحوظة منذ بداية الحرب.

 

فرصة التسوية

 

الذين لا يريدون حربا كبرى بالشرق الأوسط في الولايات المتحدة خاصة على ضوء التطورات السلبية للناتو في حرب أوكرانيا يبذلون جهودا كبيرة لمنع توسع حرب غزة.

وقد جاء في تقرير نشر في العاصمة الأمريكية يوم 29 يونيو 2024: منذ بداية الحرب في غزة يتبادل حزب الله القصف يوميا مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود.

تضغط إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على الصديق والعدو لمنع التوتر من أن يصبح حربا بين إسرائيل وحزب الله، وربما حربا إقليمية. فهل تثمر الجهود الأمريكية بين لبنان وإسرائيل بغياب اتفاق وقف النار في غزة؟ وما هي بدائل واشنطن إن انتكست مساعيها؟

الخبيران الأمريكيان، حسين إبش، وديفيد داوود، ناقشا هذا الموضوع في برنامج "عاصمة القرار" على قناة الحرة. إبش هو كبير باحثين في "معهد دول الخليج العربية" في واشنطن. وداوود هو كبير باحثين في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات".

كما كانت هناك مداخلة من طرابلس للنائب اللبناني السابق مصطفى علوش. وشارك في جزء من الحوار، من تل أبيب، مندي صفدي، عضو حزب الليكود الإسرائيلي.

استقبلت الإدارة الأمريكية وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بالترحيب والتحذير من "حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، يمكن أن تصبح بسهولة حرباً إقليمية، تكون لها تبعات وخيمة على الشرق الأوسط"، على حد تعبير وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.

وفي المقابل، أبلغت واشنطن لحزب الله وإيران، بطريقة غير مباشرة، بأنها لن تمنع إسرائيل من الهجوم على لبنان. وأن "قرار الحرب مع حزب الله بيّد إسرائيل وحدها"، كما قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة بوليتيكو الأمريكية. لأن واشنطن تعرف أن "استفزازات حزب الله تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها. هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان والشعب اللبناني"، على حدّ تعبير لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي.

وعشية وصول وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن، قال البنتاغون كلمته الأولية لإسرائيل، عبر الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الذي قال في تصريح إعلامي نادر: "من غير المرجح أن تكون الولايات المتحدة قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حرب أوسع نطاقاً يخوضها حزب الله ضدها، كما ساعدنا إسرائيل في التصدي لوابل من الصواريخ والطائرات الإيرانية بدون طيار في أبريل 2024. لأنه من الصعب صد الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله بشكل روتيني عبر الحدود إلى إسرائيل".

وأضاف أعلى مسؤول عسكري أمريكي، بأن "إيران ستدعم حزب الله بشكل أكبر مما تفعل مع مقاتلي حماس في غزة، خاصة إذا شعرت طهران أن الحزب يتعرض لتهديد كبير".

 

خيار بايدن الأصعب

 

لكن هل يعني ذلك أن الولايات المتحدة لن تدعم إسرائيل إن توسعت مواجهتها مع ذراع إيران في لبنان؟ تجادل افتتاحية وول ستريت جورنال بأن تصريح الجنرال براون، هو "ضوء أحمر لإسرائيل، وضوء أخضر لحزب الله. ويقدم للأخير ذريعة كي يستمر باطلاق الصواريخ على إسرائيل، لأن الرئيس بايدن سيحميه من العواقب". وتضيف الصحيفة أن "تركيز إدارة بايدن على كبح جماح إسرائيل وتقييدها، يجعل الحرب مع حزب الله أكثر احتمالاً. لأن إسرائيل لا يمكنها القبول بالبقاء تحت رحمة إيران ووكيلها في لبنان". 

إلى ذلك يضيف هال براندز في بلومبرغ، بأن بايدن يواجه خيارا صعبا لتجنب حرب إسرائيل القادمة. وأن "أفضل طريقة لمنع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، هي أن يثبت الرئيس بايدن بأنه سيدعم إسرائيل بشكل كامل. وأن تبلغ الولايات المتحدة إيران وحزب الله بأن تصعيد معركتهما مع إسرائيل سيؤدي إلى رد مدمر".

لا يتوقع ديفيد داوود "تحقيق تسوية دبلوماسية قبل وقف الحرب في غزة، وبالتأكيد ليس قبل وقف إطلاق النار. فحزب الله ملتزم بالاستمرار في القتال، مما يضعه في موقف يصعب عليه التراجع عنه". ويشكك ديفيد داوود في امكانيات نجاح الحلول الدبلوماسية المطروحة، لإن "المقترحات الأمريكية والفرنسية لا تتعامل مع عداوة حزب الله لإسرائيل. يمكن ان يحل خلاف الحدود العالق بين إسرائيل ولبنان حول الأراضي. ولكن عداوة حزب الله ستستمر. وحزب الله سيستمر في التسلّح والاستعداد لنزاع يريده مع اسرائيل في المستقبل".

من جهته، يقول حسين إبش، إنه "من الخطأ أن نربط بين كلام حزب الله وما يفعله على الأرض. فلو قبِل هذا الحزب بمقترح آموس هوكستين، وسحب أسلحته الثقيلة لبعض الكيلومترات عن الحدود مع إسرائيل، فكيف سيفسر استمراره كميليشيا مسلحة تدعي أنها ستحرر مزارع شبعا. وبالتالي، فإن ابعاد حزب الله عن الحدود، سيفقده منطق المقاومة الذي يسوِقه. لذلك أنا أستبعد نجاح التسوية الدبلوماسية. رغم ذلك، من الممكن الوصول إلى حل دبلوماسي، ولكن بشكل غير رسمي، ينسحب بموجبه حزب الله، أو يسحب ما يكفي من قواته واسلحته الثقيلة من الجنوب. وان انتهت الحرب في غزة، قد تقرر إسرائيل انها لا تريد حرباً، ولا اعتقد ان حزب الله يريد الحرب".

هذه المسألة، برأي ديفيد داوود، تعتمد على "الكثير من المتغيرات في المجتمع الإسرائيلي، الذي ولأول مرة في تاريخ النزاع بين إسرائيل وحزب الله، هناك قبول لدى الإسرائيليين بدفع ثمن ازالة تهديد حزب الله. وأستبعد مسألة ابعاد حزب الله عن الحدود مؤقتاً. والمشكلة هي انه لا يمكن الوثوق بآليات التنفيذ ضمن الصفقات الدبلوماسية، كالاعتماد على الدولة اللبنانية مثلاً".

 

ثلاثة سيناريوهات 

 

يعتقد حسين إبش أن هناك ثلاثة سيناريوهات لمستقبل النزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله؛ السيناريو الأول هو استمرار المستوى الحالي للعنف، الذي سيتراجع عندما تنتهي الحرب في غزة، وبذلك يظهِر حزب الله دعمه لحماس والفلسطينيين بطريقة محدودة فقط. ولكن قدرة إسرائيل او ارادتها على تحمل ذلك بدأت تتآكل.

السيناريو الثاني هو استمرار الوضع الحالي، مع امكانيه أن تقوم إسرائيل باستهداف حزب الله، لتحصل على تفوق ما أو تقدم ما، وتحوّل النكسة في غزة الى تفوق. والسيناريو الثالث هو هجوم إسرائيلي شامل على لبنان، وحدوث ذلك هو الأقل احتمالاً، لإن إدارة الرئيس بايدن كانت واضحة بانها لا تدعم حرباً واسعة. وكذلك فإن إسرائيل ما زالت عالقة حتى الآن في غزة، وتواجه تمرداً هناك، ولا تحتاج الى حربٍ أخرى. السيناريو الاول او الثاني هما الأكثر احتمالاً.

يتفق ديفيد داوود مع تحليل حسين إبش، ويضيف أن هناك حدوداً لصبر إسرائيل على هجمات حزب الله المستمرة منذ أكتوبر 2023. ولكن هناك درجة من الرغبة لدى الطرفين في الانخراط بتهديدات شفوية، ولكن ليس في العنف الكامل، خاصه من جانب حزب الله، الذي رغم خطابه التهديدي العالي اللهجة، إلا أنه لا يستطيع ولا يقدر على إدارة نزاع كامل مع إسرائيل حالياً. ولكن وهناك امكانية لحسابات خاطئة لدى الطرفين. وهذا الاحتمال موجود دائماً. وهناك احتمال أن ينفذ صبر إسرائيل وتوسع هذا النزاع، ليتحول إلى حرب. 

وحول إمكانيات التوصل الى تسوية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله، يقول النائب اللبناني السابق مصطفى علّوش، إن "ما سيوقف التصعيد بدون تسوية هو توقف حرب غزة، وذلك ليس لان حزب الله يريد الدفاع عن غزة، أو حماية الفلسطينيين، ولكن إذا لم يقم هذا الحزب بأي شيء على طرف الحدود، فسيفقد سبب وجوده، وستفقد إيران ايضاً الدعاية التي تمارسها على مدى عقود بانها المدافع الوحيد عن فلسطين. وأنا أتوقع استمرار الستاتيكو الراهن، لأن كل أطراف التصعيد لا تريد حرباً واسعة".

وحول ماهية التسوية التي تقبل بها إسرائيل لوقف التصعيد، يعتقد مندي الصفدي، عضو مركز حزب الليكود، أن "الهدف الوحيد عند اسرائيل هو منع حدوث 7 اكتوبر آخر في أي منطقة، أو من أي حدود للدولة. المسؤولون الاسرائيليون يقولون ان نافذه الدبلوماسية محدودة ولن تطول. ولإسرائيل خطوط حمر، أهمها عدم القبول بتواجد قوة إرهابية مسلحة على حدودها الشمالية. فالمطلوب إسرائيلياً للتسوية هو، على الأقل، تراجع حزب الله الى ما بعد الليطاني وتجريده من السلاح تماماً، فأولوية إسرائيل أمن مواطنيها".

يقول السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إن القضاء على حماس بدعم من الولايات المتحدة سيبعث برسالة قوية لإيران وحزب الله. ويضيف إنه من المهم جداً أن يكون الأمر واضحاً للغاية للعالم كله، بأنه "إذا قام حزب الله بالتصعيد ومهاجمة إسرائيل، فإن هدف الرد الإسرائيلي لن يكون بيروت فقط، بل طهران". ويتعهد السِناتور الجمهوري البارز، بأن يقدم قريبا إلى مجلس الشيوخ "مشروع قانون لتصنيف أي هجوم كبير من حزب الله على إسرائيل على أنه هجوم من إيران ضد إسرائيل".

ولأن إسرائيل هي أهم شريك استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ولإنها تقف "اليوم وسط حرب وجودية ضد إيران، والمجموعات الإرهابية المدعومة من إيران، حماس وحزب الله"، كما يقول النائب الديمقراطي غريغ لاندسمان. ولإن "الدولة اليهودية ما تزال تواجه تهديدات من إرهابيي حماس وحزب الله وأيضا من النظام الإيراني ووكلائه. فعلى الولايات المتحدة أن تقف بشكل ثابت دعماً لإسرائيل"، برأي السِناتور الجمهوري ماركو روبيو.

وبالمقابل، "على حكومة نتانياهو اليمينية المتشددة أن تصغي إلى الولايات المتحدة. وتعلم أننا نريد سلاماً في المنطقة وليس حرباً تصعيدية"، كما يقول النائب الديمقراطي غريغ كاسار.

ويلوم الكاتب الأمريكي تريتا بارسي، المسؤولين الأمريكيين الذين "لا يمتلكون الجرأة لإنتقاد المسؤولين الإسرائيليين علانيةً. فيما يعّبِرون خلف الكواليس، عن امتعاضهم من كون إسرائيل تجر الشرق الأوسط برمته والولايات المتحدة إلى حرب إقليمية".

لا يتوقع كل من حسين إبش وديفيد داوود حصول أي حرب إسرائيلية إيرانية قريباً، فـ"البلدان يريدان احتواء النزاع لا توسيعه"، وهذه رغبة أمريكا أيضاً.

 

ضربة استباقية

 

يعتقد جون بولتون، أن "لإسرائيل ما يبرر توجيه ضربة استباقية لحزب الله، لإن تهديده بمهاجمة إسرائيل قديم. ولدى هذه المنظمة مخزون هائل من الصواريخ تراكمه منذ سنوات. كما أن قدرة حزب الله على التغلب على القبة الحديدية الإسرائيلية، وغيرها من الدفاعات الصاروخية تشكل خطرا كبيرا" على إسرائيل، برأي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق. 

عسكريا، يقول الخبير الاستراتيجي الأمريكي جون سبنسر، أنه "لدى حزب الله أنفاقا، يمتد طولها مئات الكيلومترات، وهي مختلفة جداً عن أنفاق حماس. وقد تم تجهيزها على مدى ثلاثين عاما. لذلك يسمى جنوب لبنان بأرض الأنفاق".

ويخشى الباحث الأمريكي هال براندز، من أن "الحرب على الجبهة الشمالية، ستكون مؤذية جدا لإسرائيل، نظرا لقدرات حزب الله الكبيرة. وقد تؤجج العنف في الضفة الغربية أيضا. وقد تشعل الحرب مع حزب الله حربا مع إيران".

 

عودة إلى اليوم التالي

 

يقول جاك لو، السفير الأمريكي في إسرائيل، إنه "من الناحية الاستراتيجية، صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار، سيفتحان الباب أمام نقاش مع حزب الله ولبنان حول تجنب الحرب، وسيفتحان الباب أمام إنهاء مناقشات التطبيع مع السعودية. إن التحدي الآن هو أنه علينا انهاء الحرب في غزة بطريقة تجعلنا نَفوز استراتيجياً بالمستقبل. لن ينجح أي من ذلك إذا لم تكن هناك استراتيجية لليوم التالي لكيفية حكم غزة".

هل الحرب بين إسرائيل وحزب الله حتمية؟ وهل انتهت فرصة التسوية السياسية بين الطرفين؟ يعتقد الكاتب الأمريكي - اللبناني فراس مقصد، أن "المشهد يبدو وكأن وقت التسوية السياسية قد نفذ، وأن الحرب قادمة لا محالة. وبالتالي فإن إدارة بايدن أمام تحدٍ كبير في الأيام المقبلة لتفادي حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، أو الحد من نتائجها، خاصة على ضوء تهديدات إيران بالانضمام إلى حزب الله".

تعتقد واشنطن أن الحل الدبلوماسي ممكن، وأنه في مصلحة جميع الأطراف المعنية. وبالتالي، ستواصل إدارة بايدن العمل على تسوية سلمية تمنع توسيع هذا الصراع.

 

عمر نجيب

[email protected]