إلى متى ستحل إشكالية ملف العشرية ؟!

خميس, 2023-06-08 20:51

إن ذلك الملف الذي أخذ إسمه من عشرية حكم ولد عبد العزيز وذلك ربما لما قد حصل فيها من فساد من طرف ولد عبد العزيز نفسه ، وكذا البعض من وزرائه وموظفيه وأقاربه ، وحتى أصهاره ! ولمحاولة معرفة تلك الإشكالية ، وبالتالي التفكير الجدي في كيفية إمكانية إيجادحلول لها من جذورها ، وذلك من طرف السادة القضاة المنطلقين في سبيل تحقيق ذلك من مبدئ (من أني لك هذا ) ذلك الترياق العظيم الذي قد وضعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه منذ ما يقارب أربعة عشر قرنا خلت والذي أصبح معمولا بمقتضاه في معظم دساتير العالم شرقا وغربا ! بحيث قد أصبح الموظف العام أوشبه العام مسؤولا عما زادت به ممتلكاته حينما قام  بتسجيلها و لأول مرة وذلك يوم تسلمه لمنصبه ، خصوصا من الرؤساء والوزراء وذلك لكونهم جميعا ممنوع عليهم بحكم وظائفهم تلك الأتجار أوالتربح ،وكذا الإستفادة من كل الهدايا مهما قلت قيمتها لكونها قد منحت لهم أصلا بسبب تلك الوظائف ! ولذلك قد صار لدينا جراء ذلك عرفا سابقا قد تركه لنا المرحوم ، ذ / الرئيس المؤسس للجمهورية المختار ولد داداه الذي يجب علينا احترامه !
ونتيجة لما سبق وكذا تحكم المساطر الغربية في نظمنا القضائية لكان قد حكم قضاتنا في ذلك الملف بحكم غير قابل للطعن وذلك بمقتضى ما قد زاد من أموال عقارية أو منقولة على ما قد صرح به أولئك الموظفون أصلا وذلك قبل تسلمهم  مناصبهم  تلك محل التعيين أو الإنتخابات  
وبعد هذه النتيجة المبسطة فقد تطرح حيثيات ذلك الملف بعض الأسئلة المتعلقة بدراسته تمهيدا للحكم في طلبات النيابة فيه وكذا محامي الحق المدني للدولة أو غيرهم من المشمولين في ذلك الملف المحرج  !
فالسؤال الأول يتعلق بأسباب ترشح السيد ولد الغزواني ؟ومن قد دفعه إلى ذلك ؟! والذي من المؤكد لدى معظم الشعب الموريتاني أن الذي أقنع ولد الغزواني بالترشح هو محمد ولد عبد العزيز لحاجة في نفسه وهو كونه كما بدا لاحقا كان ينوي العودة للحكم بعد استراحة المحارب لما يؤمن ما قد يستطيع تأمينه من ممتلكاته التي قد صار بعض منها مشكوكا فيما مدى  مشروعيته ! 
وأن دور ولد الغزواني سوف يكون باعتباره مجرد ضابط عادي وليس له سند داخل الجيش من أبناء عمومته وهو  الذي ينتمي إلى قبيلة مسالمة ولم يكن لها سابق عهد في الحروب القبلية ، ذات التأثير الكبير في تاريخ المنطقة وكذا كون ولد الغزواني أصلا من طبعه ميالا إلى الراحة والملذات ولا يخلوا شيئا ما من زهد المتصوفة في جمع الدنيا ! وكذا كون الدور المسند إليه من طرف زميله فهو تحليل الجلوس على كرسي  الرئاسة بعد أن أكمل ولد عبد العزيز  الدورتين . ولكن الذي قد غاب عن ولد عبد العزيز هو كون السلطة لها طعم خاص لكونها قد توفر لصاحبها القوة والجاه وذلك بحد ذاتها هي نفسها وكذا كونها تجبر تلك النواقص التي قد اختير بسببها ولد الغزواني أصلا من بين عدة جنرالات لكن يختلفون عنه في إمكانية لعب ذلك الدور القذر لو تم كما خطط له حسب رأي البعض ! 
وحيث قد أستعجل ولد عبد العزيز العودة للسلطة قبل أن يتعود عليها الرئيس الجديد وربما بطريقة فجة ! ولكن مصطلح المرجعية المستورد من المذهب الشيعي حال دون ذلك ،لكون المرجعية تعود في أصلها للكرسي ومن هو جالس عليه حالا وليس لمن قد جلس عليه ولوطويلا 
والسؤال الثالث يتعلق بنتائج الحكم في ذلك الملف محل الحرج الشديد للرئيس الحالي وكذا تاريخ نطق المحكمة في وقائعه وحثياته بشكل نهائي  ؟!
وفيما يختص بتاريخ الحكم فإنه  ربما قد يتأجل بحسب طول مساطره حتى يكون مصدرا لجذب بعض أصوات الناخبين الذين ربما يعلقون آمالا كبيرة على تلك الثروة المتوقعة من ذلك الملف والتي إن عادت للخزينة - ولم تتعرض لنهب منظم  جديد لغطت جزءا كبيرا من مشاكل الوطن ، والتي ربما تخفف من هجرة ما تبقى من شبابنا !
وأعتقد كذلك أن الملف لن يطوى ويتم دفنه في الدرج إلا بعد الدورة الأولى للرئيس الذي سيأتي بعد ولد الغزواني وذلك لكون السلطة وهي التي قد  توفر لود الغواني الأمن والحماية حاليا لما يخرج دائرة الحكم ويبقى في حراسة جندي واحد فلن يجلب له  ذلك قطعا راحة البال ! وذلك لما يعلم من طول يد ولد عبد العزيز التي ربما قد يشير  بعض أصابها إلى بعض أولئك الحركات المسلحة وربما أيضا إلى بعض قوافل المهربين ! وكذا لبعض للأقارب الذين ربما قد يثأرون لما يعتقدونه استهدافا سابقا من ابنهم الذي يعد مصدرا أساسيًا ومهما من مصادر بعض ثرواتهم التجارية والمالية ! 
وفي ختام هذا التحليل المجتزؤ فإني أذكر ولد الغزواني بمقال قد نشرته سبقا تحت عنوان (أمران أحلاهما مر) يتعلق بذلك الصراع النفسي الذي سيحدث له لما يصير رئيسا للدولة ، وذلك بين عاطفته  من جهة والتي تقضي بالوفاء لزميله الذي قد رشحه ! وكذا عقله الذي يقضي بالبر بمقتضى يمينه الدستورية القاضية بوفائه للشعب وذلك بكونه لن يألو جهدا في سبيل الدفاع عن مصالحه الحيوية مهما كانت وأين كانت ولدى من وجدت لديه  !
وأخيرا فلم يبق لي قوله ياسيدة الرئيس سوى كوني أحس بما أنت فيه من اهتمام بالغ بلف تلك العشرية . بل أكاد أشفق علك أحيانا كلما تذكرت ذلك الملف ومراحل تطوره ومآلاته وذلك لكون بعض تلك  الأمور لا شك تنقص عليك بلوغ البسمة إلى منتهاها ، وإذا ما قد صادفت مسامعك أنباء عن ذلك الملف من الأخبار أثناء تناول الطعام فلا شك أيضا بأنك سوف تفقد بعض الشهية ولو موقتا ! وإذا ماخطر على بالكم أثناء الأسعداد للنوم فقد يسبب لك ذلك بعض الأرق والضجر ! 
لهذا أيها السيد الرئيس فنهاية ذلك الملف لا تعدو كونها  أمرًا حتميا يجب تحقيقه فورا ! والذي ربما قد يجعله الله العلي القدير لنا أمنا وبركة وللأمة الموريتانية ، ولكم أنتم شخصيا أيضا ، وأن لا تترك بلادنا تتمخض هضابها لتلد في نهاية المطاف مجرد فئران خدج غير قابلة للحياة !

ذا إسلمو ولد محمد المختار