وحدة المقاومة وضرورات المرحلة

أربعاء, 2022-08-03 15:04

شكلت المقاومة أحد أهم بوارق الأمل في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وسجلت حالة صعود مستمرة، بالمقابل سجل الموقف الرسمي العربي تراجعات واضحة ما بعد حرب أكتوبر/ تشرين عام 1973م ووصل الأمر الى حالة إلتباس في المفاهيم وهذا يمثل تجاوز لتضحيات المناضلين العرب التي قدمت طوال التاريخ واساءة لهذا النضال العربي، إلا أن هذا الخلل في الذاكرة الرسمية لم تستطع ولوج الذاكرة الجماهيرية التي حافظت على حالتها النضالية، ورغم كل تلك الاختلالات في المشهد العربي إلا أن المقاومة والحالة الشعبية العربية ما زالت تقدم نماذج مشرفة حتى اليوم .

المقاومة دائما هي المعيار الحقيقي والخيار الاستراتيجي لهذه الأمة والأدلة كثيرة وملموسة على أرض الواقع، والخصم لا يعرف إلا لغة القوة وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فمنذ عام 2000م وحتى اليوم لم يكسب الاحتلال أي انتصار واقعي على الارض بل كسبت المقاومة كل الجولات بدءا من معارك انتفاضة الاقصى التي لم يحقق فيها كيان الاحتلال شيئا يذكر من مجموع أهدافه بل خرجت المقاومة بأقوى مما كانت عليه واتضح ذلك جليا في جولات الصراع اللاحقة فكانت حرب تموز في لبنان خير دليل على تقهقر الاحتلال وكانت حرب 2009/2008م أيضا نموذجا مشرفا على تقدم المقاومة فلم يتمكن العدو من استعادة الجندي المخطوف شاليط وتكرر الصراع في عام 2014م، وآخر تلك المعارك كانت سيف القدس التي سجلت للتاريخ أن صواريخ المقاومة على أن جغرافية فلسطين المحتلة تحت مرمى تلك الصواريخ وفرضت معادلة جديدة للصراع مع العدو، كما شكلت مقاومة حزب الله صداع مزمن لكيان الاحتلال وآخر تلك المشاهد التهديدات التي أطلقها السيد حسن نصر الله باعتبار غاز شرق المتوسط خطا أحمر وإن لم يستفد لبنان من حقل  كاريش لن يحصل عليه الآخرين، فكانت جولة للطائرات المسيرة وجهت رسالة بليغة للعالم تبعها مشاهد بثت من موقع الحقل ثم التهديد للسفن العاملة في موقع الحقل المتنازع عليه، ولا شك هذه اللغة هي الوحيدة التي يفهمها الكيان المحتل .

اليوم تفرض المقاومة قواعد جديدة في الصراع العربي الصهيوني وهي تعمل بمعارك مستقلة كل” على حدة ضد أعداءها وتسجل انتصارات ملموسة، وقد آن الأوان أن تتحد قوى المقاومة جميعا في فلسطين ولبنان لأي مواجهة قادمة مع العدو لاستعادة الحقوق العربية، كما ينبغي على العرب توظيف المقاومة كورقة رابحة في الصراع ودعمها قبل فوات الأوان فهي المستقبل المشرف لهذه الأمة .

 

خميس بن عبيد القطيطي كاتب عُماني

[email protected]