رمضان مرتين في العام وعلى الرجل معرفة ما يحيط به 

أحد, 2022-04-03 21:36

حدث هذا قبل نهاية الألفية الثانية بثلاث سنين. وافقت غرة رمضان الأول يوم الثامن أو التاسع يناير 1997، على حين كان فاتح رمضان الثاني أواخر ديسمبر من نفس العام ( 29 أو 30 ). وهي ظاهرة نادرة تتكرر مرة كل 33 سنة. والموعد القادم لهذا التكرار سيكون في 2030، وهذا بسبب أن السنة الشمسية تزيد على القمرية بحدود 10 إلى 11 يوما كل عام.

والحديث المساق هنا يتعلق برمضان الأول الذي وافق بداية يناير 97. كان هذا التلميذ في الراحة الفصلية الأولى بقرية أهله (كلّير)، وكان يروم بلوغ باركيول حيث مكان دراسته، وقد استؤنفت الدراسة، ولكن لا حلول فورية للمتعجل غير الانتظار والصبر. فهذا المحور (كلّير-باركيول) لا تسلكه السيارات إلا لماما ومن غير نظام، رغم أن المسافة لا تتعدى بضعا وثلاثين كيلومترا. فحركة السيارات أكثر إلى الشمال(الغايرة، طريق الأمل)منها إلى الغرب (باركيول المقاطعة). 

ولما يئس التلميذ من إيجاد سيارة، سعى إلى أن يستعير دابة لتحمله، فلا يمكن الانتظار أكثر من أسبوع ورمضان على الأبواب. ووافق هذا الأخ مشكورا على أن يعير جمله، لكن على التلميذ أن يجد مرافقا ليعيد الجمل لصاحبه. وبحث التلميذ، فهداه الله إلى هذا الصاحب الذي تعهد بتحمل الأمر مقابل أجرة زهيدة بمعايير اليوم وكبيرة بمعايير تلميذ في تلك الأيام (ألف أوقية).

وانطلقا معا من كلير بعيد منتصف النهار بقليل وكان هذا اليوم المتمم للثلاثين من شعبان، وبلغا باركيول بعد ثلاث ساعات من السير الخفيف المتوسط وقبيل أذان صلاة العصر بقليل.

ولدى الوصول، وأثناء احتساء الشاي، كان هذا الوالد يسأل عن الأهل وأخبارهم وكان التلميذ يجيبه بحسب ما سأل. لكنه، بعد ذلك، بدأ يسأله عن حال سوق القرية والأسعار وأثمان البضاعة؟ وسعر خنشة الدقيق والأرز والسكر والفاصوليا وغيرها من السلع.....فاعتذر عن أنه لا يعرف شيئا عن الأمر، فعنّفه الوالد وأنكر عليه بالقول إن على الرجل أن يكون على إلمام واطلاع بكل ما يدور حوله. وتولى الرفيق إشباع فضول الوالد، فأجابه عن كل ما سأل عنه وبتفصيل دقيق، ثم صار هذا التلميذ بعد ذلك يعير انتباهه لمثل هذه الأشياء ولا يدعها تتفلت، ويتهيؤ لكل امتحان أو اختبار.
———————

#رَمضَان_1443

الكاتب الصحفي  سيد أحْمَدْ أعْمَرْ محم