يُمَّه عينك عين النعجة بقلم : بشير ولد خيري

جمعة, 2015-08-21 07:42

الاتصاف بصفة الانصاف حالة يجب مغالبة النفس لحملها عليها والبعض يخلط بين احقاق الحق ومواقف يتخذها لحاجة في نفس (يعقوب) والغالب من حال هؤلاء لا يرون خيرا في تصرف من يعارضون وهم عينات في المجتمع تغذيهم جماعات أيدولوجية معروفة ومن صفاتهم أنهم إن علموا خيرا في فعل من يعارضون أنكروا وجحدوا وإن علموا خطئا أو تقصيرا أذاعوا وطاروا به بين الأنام ترويجا وترتيبا لنتائج هم يفترضونها ، ، نفس الوجوه والأقلام المأجورة التي تستنكر على موريتانيا أن تطلق على رئيسها صفة ( الرئيس الإنسان ) سمعناها يوم أمر الرئيس بعلاج السياسي ولد مولود على حساب الدولة قالوا محاباة لكيـــانه القبلي ، وعند الأمر بعلاج الشيخ لمرابط الحاج ولد فحف وردِّه إلى موقعه بطائرة خاصة قالوا مسرحية سياسية ، وعند الالتزام بعلاج المرحوم : عبد العزيز سي وإرسال طائرة خاصة لإحضار الجنازة بعد وفاته عليه رحمة الله ، قالوا نفاق لجهات معينة ، وعند وقوف الرئيس لأحد العلماء الأجلاء وصافحهوأنصت إليه في تواضع ـ وهو أهل لذلك لأنه من ورثة الأنبياء ـ قالوا دعاية سياسية ويراد بها الكسب السياسي ، وفي المقابل يتضح عدم انصافهم في كثير من الأحداث اليومية تراهم يفكرون بمنطق لو أن شخصا انقلبت به سيارة في الطريق فهذه مسؤولية الرئيس ، ولو أن سيارة صدمت الأخرى فهذا مسؤول عنه الرئيس ، ولو أن محتالا احتال في السوق وهو من الهند أو السند فهذا مسؤول عنه الرئيس ، ولو أن بدرا ـ وهو مخسور أخبار ـ أطلق النار على رجاء ـ وقطعا لمتكن في خدرها ـ وهو عمل منكر حقيقة لا يختلف عليها اثنان ،يحملون مسؤوليته للرئيس كأنهم لم يسمعوا يوما أن الحق سبحانه وتعالى خاطب نوح عندما طلب نجات ابنه لأن عاطفة الأبوة تحركت فيه كما في سورة هود : قال تعالى : { وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي } فأجابه الحق سبحانه وتعالى { قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ } ولو أن شخصين حصلت بينهما مشاجرة فاعتدى أحدهما على الاخر  ـ وهو عمل لا يقره عاقل ـ فهذا المسؤول عنه الرئيس ، فأين نحن من المبدأ الذي قرره الحق سبحانه أربع مرات في كتاب الله تعالى : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ } تذهب تلك الأقلام لتصرف الناس عن الحقيقة فتختار أسبابا في تبسيط يسطح الأمر " السبب برتقالة " "جمهورية المندرين " فهل نسينا أن الفتنة كالنار والنار مبتدؤها من الشرر ؟؟؟ وليس من عاقل يقول أن المشكلة عند وقوعها لا بد لها من سبب كبير انظروا تاريخ العرب فكم من فتنة مات فيها عشرات الرجال سببها كلمة أو نظرة ، أو سبق حيوان لآخر !!! فلا تسحبوا السبب على رد الفعل ، ولو أن موظفا في أي ركن من البلاد اختلس شيئا من الميزانية العامة فالرئيس هو المسؤول ، والرئيس في نظر هؤلاء ليس شخصا وإنما هو جسم خارق للعادة يعلم الغيب ويوجد في كل مكان مهمته مراقبة كل عامل للدولة في عمله وأدائه وأمانته وعمال الدولة كما نعلم جميعا يصل عددهم إلى مئات الآلاف وتتفق كل الأعراف السماوية والبشرية أن الرقابة هي رقابة ضمير أولا ثم المجتمع ثانيا ، وحراسة الشأن العام التنفيذي لها أجهزتها الرقابية والعدلية ، وليست من تخصص الرئيس الذي تطالبه الأمة بتوجيه الأمر العام وحماية الدستور ، والحفاظ على السيادة الوطنية ،وحراسة الحدود ، ورعاية النسيج الاجتماعي للمجتمع ، وبناء علاقات خارجية تعود بالنفع على البلاد والعباد ، فهذا النوع يقالوا له المعارضة من أجل المعارضة وقد يعميهم بُغْضُ الأشخاص عن مصلحة موريتانيا فالعقل والمنطق يقول  نتفق على أساس "أن المحسن يقال له أحسنت ويعان والمسيء يقال له أخطأت يرد على الصواب" وكأني بهؤلاء المعارضين لكل شيء ولا يرون خيرا أبدا تنطبق عليهم تماما الأسطورة التي تحكى في الأساطير الموريتانية أن "كرفاف " كان يفكر في أكل أمه فقال لها يُمَّه عينك عين النعجة فأجابته أنت تريد أكلي فقال هي صاحت وقام بأكلها .
الخلاصة نقول : الرئيس الإنسان محمد ولد عبد العزيز ليس ملكا إنما هو رجل مثل غيره يخطئ ويصيب فيما يعنيه ولكن لا يتحمل أخطاء غيره فيما كُلف به من الشأن العام ، وبالنسبة للذين لا يرون إلا الخطأ نقول [قد تنكر العين ضوء الشّمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم ]