هو الدورالعدواني (للإبراهيمية)"التطبيعية"، والمستعربين الصهاينة، الذي أسقطه المقدسيون تحت اقدامهم؟

أحد, 2021-05-16 02:41

القدس أكبر من أن لا  تكون عنوانا للعروبة في كل الأزمنة: العربية الجميلة، والقبيحة المتردية في ضياع الهوية، وغياب الأنتماء، وسيادة الأنبطاح، حيث راجت  مقولات التصهين، والتأمرك، والتخندق في مجاهل السقوط الخياني.
والقدس هي المدينة العربية  الأولى التي تجاوز عمرها التاريخي أربعة آلاف وخمسمائة سنة، ولا زالت آهلة بسكانها، وهي أكبر مركز حضاري قاوم ــ ويقاوم ــ  أعداء الأمة، وقد وحدتها  الصدس على كلمة: المقاومة لقياصرة الرومان، وحاخامات اليهود، وساسة الصهاية طوال تاريخنا  في ال 1442 سنة، كما أن القدس اليوم  في فلسطين، منارة للوعي المقاوم للدور الوظيفي للصهاينة، كقاعدة أمامية للمحتلين على الرغم من أنهم أقلية في الوطن العربي الذي تجاوز سكانه الأربعمائة مليون نسمة، ومع ذلك شاهدنا يوميا الصهاينة،  يجتمعون  في حشود كثيرة ضمت كبارهم، وصغارهم  أمام  بيت المقدس، يتصايحون بما عجزوا عنه، وهو " الموت للعرب ".
لقد كانت القدس، هي كلمة السر للثورات العربية في الزمن العربي الحداثي، وستبقى وقودا للثورات  المقاومة في الحاضر والمستقبل، وتوجيه  البوصلة  نحو التحرير، والعبور فوق بحر الظلامات، والقهر، والتخلف الفكري، كالمرتسم على الوجوه الشائهة  لأتباع (الابراهيمية)، الموالين للصهاينة، وقد  قال جل من قائل في من سبق من أمثالهم " ومن يتولهم منكم فإنه منهم"(صدق الله العظيم).
 وهل سيكون الموقف العربي من (الابراهيمية)، مختلفا عن الموقف من " الاسرائيليات"، وهما محاولتان  يائستان في مجال الفكر، والسياسة،، ومن الرائج في  الإسرائيايات  أن نسبة " يافث، وسام، وحام الى نوح عليه السلام"، وفي (الابراهيمية) مشابهة  مفارقة بين الديانات الثلاث في إطار العلاقة  ال"بيولوجية" المفترضة بين ابراهيم عليه السلام، وأصحاب تلك الديانات المنسوخة ــ بعد أن صارت  معتقدا فاسدا ــ ونسبتها الى ابراهيم في ما يخالف  قوله تعالى" ما كان ابرهيم يهوديا، ولا نصرانيا، ولكن كان حنيفا مسلما" ــ صدق الله العظيم ــ ؟، وماهي أهداف (الإبراهيمية)؟
  إن (الابراهيمية)، تصور افتراضي، سعى " الشيوخ ـ حاخام " المتأمريكون  للقضاء على الصراع بين المسلمين الموحدين بالله تعالى، وبين المؤلهين للبشر، تثنية، وتثليثا، ولا تُعبٌرــ الإبراهيمية ــ عن مبادئ  دينية  تعبدية، أو قيم اخلاقية سامية، أو ابتداع للمفاهيم، وتحديد  لمعانيها، وإنما هي فكرة سياسية، ترمي إلى الاستسلام للعدوانية الصهيونية المعززة بنظرية التفوق العرقي على أساس المعتقد، والدعاية لها  في سبيل التنازل عن الحقوق العربية، والإسلامية  في فلسطين، واستلاب هوية القدس الشريف العربية، والاعتراف بالهزيمة، وإنهاء الصراع مع الامبريالية برفع راية الاستسلام السوداء. 
و(الابراهيمية) بهذا المعنى، لا تختلف عن فكرة " نهاية التاريخ" للمؤرخ الأمريكي / فوكو ياما/ الذي افترض انتصار الامبريالية في صراعها مع الشعوب منذ ثلاثين عاما، حين سقط  نظام الاتحاد السوفييتي الأشتراكي..
   2 ـ  وما هي سياسة الصهاينة في دعاية المستعربين المتداولة عبر وسائل التواصل الأجتماعي لتشويه الوعي، والثقافة في مجتمعاتنا العربية؟
إن من سياسة الصهاينة، هذا التشويه التدليسي، التلبيسي الذي لا يختلف  في شيء عن وضع اليهود للأحاديث في السنة الغراء في عصر التدوين، وتأطيرها بمعتقده  وقع التحريف في مصادره، وهذا التحريف  معروف عند المسلمين لله الحمد، وقد جاء في القرآن الكريم، أن الديانتين الإلهيتين  السابقتين على  نزول رسالة الاسلام الإلهية، حصل نسخهما بما جاء في القرآن الكريم، وبالنتيجة أن " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" ( صدق الله العظيم)
إن استعادة التحريف، هو موضوع  الحملة الإعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي في التسجيلات المتداولة، وقد وصلتني على " اليوتوب"، ولعل من أسباب انشارها، هو الاستغراب  من مضمونها المردود على أصاحبها، نظرا لتناقضه مع  ما في  المرجعيات في ثقافة  المتلقين العرب، ووعيهم السياسي الذي يتجاوز لوعي كل من  السمستعربين، و" الشيوخ ـ حاخام" المتأمركين.
 وكان في التسجيل الصوتي الأول، حديث عن تاريخ  نشأة اللغات القديمة لأقوام العرب قبل الاسلام، ولم يتورع هذا (العارف) عن التأكيد على جهله، ودجله  بإرجاعه  دلالة الإسم في اللغة العربية  على أساس شكل الحرف الأول من الكلمة، كوقوله : (( إن كلمة " الصيد" مشتقة من حرف "الصاد"،لأن الصنارة التي يصطاد الصياد  بها، تشبه في تدويرها حرف الصاد،، ))، وعلى هذا المنوال الذي يشف عن ضحالة تفكير هذا الجاهل للغة العربية في بنيتها الفعلية، والإسمية معا، ومعناهما، وجهله  بدلالة أقسام التشبيه، وعدم مراعاته  للأستنتاج الذي قام به  من دون الاستناد إلى مقدمات منطقية، والخروج عن الموضوع الذي أراد الإشارة إليه  في مجال اللغات القديمة: السومرية، والآرامية، والسريانية، لكن المطلع على علم اللغات  القديمة في مراكز الحضارة  في شرقنا العربي، يدرك للوهلة الأولى أن هذا الشخص المسجل للدعاية الرخيصة، ليس مؤهلا للحديث  في مجال المعارف، ولا أدل على ذلك من  تجنبه  لتسجيل رسائله الصوتية، والمرئية  في مركز من المراكز العلمية، والظهور في مدرج جامعي، أو أمام باحثين في الفكر اللغوي  بدلا من توزيعه  للدعاية، والتهريج الفاضح،، 
والسؤال الذي يتبادر الى الأذهان هو: ما هي الخلفية الواضحة من تقديم هذا المستوى المتدني من المعلومات المغلوطة التي لا قيمة لها في مجال علم اللغات، لأنها لا تقدمُ معرفة عن نشأة اللغات القديمة، أوعن اللغة العربية، أو عن العلوم التي كتبت بها، أو عن قيمتها في العلوم المعاصرة، أو حتى عن عدد الحروف الابجدية  لواحدة من تلك اللغات القديمة ــ على الأقل ــ  للدلالة على معرفة هذا المدعي الجاهل، ولو كان  على معرفة  بلغة واحدة من اللغات الشرقية، لكان نطق  بمفردات منها، كنماذج  للمقارنة بين اللغات على سبيل التمثيل في سهولتها، أو صعوبتها،،؟
    وقد تعمد هذا (العارف)، أن يسجل كلامه أمام  فتاة واحدة، وقد سايرته  بانصاتها المبهم، الأمر الذي يشير إلى احتمال تواطؤِها معه.
وقبل كتابة  هذا المقال  اتصل بي أحد الزملاء بعد أن أرسل إلى تلك التسجيلات الصوتية المذكورة، وقال لي هل شاهدت  التسجيلات التي ارسلتها اليك؟
 فقلت: نعم،  شاهدتها منذ أيام  قبل ان ترسلها الي، إذ  وصلتني من طرف خمسة اشخاص، ثلاثة  من الوطن العربي، واثنان من خارجه، ثم  قال: وهل اطلعت على مضمون هذه الدعاية؟
فقلت له : وما هي ؟
قال : جاء في التسجيل الأول، حديث  هامشي عن اللغة "العبرية " التي نسبت  للعبرانيين، وذلك للإيحاء بأن اليهود، هم من العبرانيين، وبالنتيجة، فهم  من قدماء ساكنة  البلاد العربية على حد زعمه، ولكن هل هذا الجاهل يستطيع أن  يوضح العلاقة  بين العبرانيين الذين عبروا في التاريخ منذ ثلاثة آلاف سنة،  وبين صهاينة  اليوم الذين استقدموا من مختلف المجتمعات المعاصرة، فنبوذوا منها نظرا لفسادهم  الأجتماعي، والأخلاقي في أمريكا، وأروبا، والهند، والاتحاد السوفييتي، وافريقيا، واستراليا، وحتى  الصين ؟!
وفي التسجيل الصوتي الثاني، قدمت معلومات مغلوطة لا  قيمة لها عن  قبيلة  قريش، وكونها  ليست عربية، ولا تجيد لغتها، وأن العرب  ما كانت تقرؤ، أو  تكتب، ومن هنا ظهر الهدف المغشوش  في تلك الرسائل التافهة، وهو التشكيك في الأصول العربية، ومحاولة جعلها قضية للعرب اليوم  بدلا من  الأهتمام بقضاياهم المعاصرة  التي هي أهم  من غيرها، كمواجهة الصهاينة في الوطن العربي، والتوعية السياسية  على خطر"التطبيع" الخياني المقوض لتحرير بلادنا العربية من الاحتلالات الامبريالية، ومنها الاحتلال الصهيوني الذي يمثل قاعدة احتلالية في فلسطين.
 فقلت للزميل هَوًن عليك: إن المتلقين العرب، يتابعون الاحداث إن لم  يشاركوا فيها أمام بوابات الأقصى في هذا العيد المبارك، والمتميز باستعادة الوعي القومي في فلسطين، والتعبير عنه  بمواجهة الصهاينة،، ولايخفى على أحد  أن "المستعربين" في فلسطين المحتلة، أكثرعدوانية على العرب، وكان تعلمهم للغة العربية من أجل التجسس على المجتمع الفلسطيني، كما شاهدناهم  في وسائل الإعلام، يداهمون المنازل ليلا مع الشرطة الصهيونية، وذلك من أجل إعتقال الأطفال، وإخراجهم من منازلهم، وهم  في عِزً النوم،، 
ولا غرو أن يقوم أحد المستعربين بالترويج لهذه الدعاية  زاعما، أنه  يستطيع أن يغيٌر من ميول، أو اتجاهات المتلقين العرب، والمسلمين عموما، وذلك  بنشره لهذه الأكاذيب التي لا مراجع لها في تراثنا الثقافي، أو في التاريخ العربي.
ومن هنا يمكن استخلاص النتيجة التالية، وهي: أن لاقيمة  للإبراهيمية، ودعاية المستعربين، فهما ظاهرتان صوتيتان، تعبران عن انحطاط  فكري لخريف الوعي السياسي الذي يلفظ أهله أنفاسهم في  الموصوم بالمشاركة  في هدر دماء شهداء المقاومة في" اعمارت النعمة" ضد الفرنسيين في ستينات القرن الماضي، وصولا الى شهداء القدس اليوم، فبئس البداية، وتعست النهاية، وبالتالي، لا فرق بين الشيوخ ـ حاخام، المتأمركين، وبين المستعربين الصهاينة من حيث التوظيف السياسي..

 

إشيب ولد أباتي