معاوية في كيفه وطالب يحلب بقرة

خميس, 2021-04-22 02:28

يصادف تاريخ اليوم قبل عشرين سنة بالتمام (2001)وصول الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد للطايع إلى كيفه في مستهل جولة إلى مختلف أرجاء الولاية استغرقت أسبوعا. الشيء المختلف في هذه الذكرى أن ذلك اليوم كان يوم سبت قبيل العصر بقليل، وكان يوما شديد الحرارة والقيظ.

كنت أحضر للباكلوريا في هذه الأيام، ونظرا لزخم الزيارة فلم نستطع استئناف دروس الفصل الثالث إلا بعد أن انتهت الزيارة؛ لكنني رغم ذلك انتهزت فترة الاسترخاء في الإعداد الجيد والتحضير، ولم أغادر كيفه للحظة واحدة، على عكس الكثير من الأقران الذين استفزتهم حمى الحماس فرجعوا إلى قراهم لحضور مراسم الاحتفال والسهرات الفنية المصاحبة.

وصل الرئيس معاوية إلى دار الوالي قبيل العصر وسط موجات بشرية هائلة، وبعد استراحة قليلة دخل المنصة وابتدأ المهرجان الخطابي الطويل إلى حدود صلاة المغرب.

كان الحضور للسهرة الفنية والثقافية كما تسمى في ذلك الحين شرف عظيم ومرتبة عالية لا يصل إليها إلا من له حظ عظيم؛ يتقاتل الناس والأطر ومن دونهم  في الظفر بمكان تحت الخيم المضروبة، وفي نفس الوقت كانت قوات بازب الصخرة التي تتحطم عليها آمال الكثيرين، ولا يبخل الأطر والمنتخبون حيلة في التدافع والضغط والوساطة إلا جربوها لبلوغ شرف حضور السهرة وقد اجتمعت النخبة الحاكمة تحت سقف واحد.

وأثناء وقت السهرة كنت أتجول في أزقة سكطار الخالية من السيارة وإذا بإمرأة تناديني فتوقفت لأعرف ما تريد. فإذا هي تبحث عن من يساعدها في حلب بقرتها لإطعام صغارها الجياع فوافقت على الفور ومن دون أي تردد. ولما جلست القرفصاء لأحلب البقرة تذكرت قصة الخليفة عمر بن الخطاب حيث حمل السمن والدقيق إلى المرأة التي كانت تلهى أطفالها بغلي الماء في القدر حتى يأخذهم النوم وقلت في نفسي هذا بالضبط ما كان على معاوية أن يفعله في كيفه بدلا مني أو على الأقل أن يفعل شيئا على شاكلته.

سيدأحمد ولد أعمر ولد محم