اني ببالغ الحزن و الأسى قد صادفت نبأ وفاة العالم الورع آخر متصوفة السنة الزاهدين ، ذلك العالم الذي أسس مدرسته القرآنية و علومها الشرعية و الفقهية في (شعب ) داخل هضبة تكانت من مكان يكاد يقترن مع هضبة لعصابة مطلا على طريق الامل ، و كأن تلك المنطقة تراقب سالكي ذلك الطريق شرقًا و غربًا.
ان ذلك العالم الزاهد قد كون لنفسه و بجهده الخاص مدرسته تلك التي ظلت محجًا لكل وافد يطلب العلم ، و قد توافد عليها طلاب العلم من مختلف المناطق الموريتانية ، و كذا العربية و الافريقية ، و ظل الكل ينهل من معين علم ذلك الفقيه في بيئة من التقى و العفة و السكينة.
و من كان هذا حاله فإن وفاته تعد رزية اصابت المجتمع الموريتاني و الأمة الاسلامية اكثر من مجرد اصابتها لعائلة المرحوم الخاصة.
و بوفاة ذلك العالم الجليل طوي ذاك السفر من الكتاب ،
و اتمنى ان يجد خلفا له لليفتحه من جديد ممن اخذوا عنه العلم لليواصل ذلك النهج القويم في ظل تلك المدرسة السنية الربانية في بيئة نقية طاهرة .
اما فهو فلا خوف عليه فإنه قادم على رب عظيم قد أنفق صفوة شبابه و كهولته و شيخوخته في عبادته عز وجل بقراءة كتابه العزيز و تعليمه لعباده الراغبين في ذلك و في الاخير فإني أرجو من الله العلي القدير ان يتغمده بنعيم رحمته و ان يجعله في اعلى العليين في مقام الانبياء و كذا المجاهدين في سبيل الله و عباده الصالحين و ما ذاك على الله بعزيز ، كما اتمنى لأمته و لعائلته الخاصة الصبر و السلوان .
و آخر قولي إنا الله و إنا إليه راجعون ( و كل نفس ذائقة الموت).
اسلمو ولد مانا
