يبدو أن الفرنسية هي بالنسبة لبعض مثقفينا، أو مثقفيها، و بعض سياسينا، هي عقيدة و ليست لغة كأي لغة أخرى!

أربعاء, 2020-10-28 00:11

فعندما يطالب بعض المنتصرين لدينهم و نبيهم بالتخلي عن الفرنسية و استبدالها باللغة الانجليزية، مثلا، أو حتى بالتمكين للغة العربية "يغمى" (بالحسانية)  على هؤلاء و أولئك؛ فيخرجون  بطروحات و فذلكات خارج سياق المواجهة الراهنة بين سلطة غاشمة تدعي احتكار قيم الحق و العدل، بينما تدوس على مقدسات مليار و نصف مليار مسلم بذريعة حماية "حرية" التعبير، أو بالأحرى حرية الإساءة لقيم كونية رسخها الإسلام قبل الثورة الفرنسية و قبل إعلان حقوق الإنسان!

إنهم يستحقون الشفقة حقا! فهل الفرنسية إلا لغة أجنبية كغيرها من لغات العالم، بل هي دون لغات عالمية انتشارا و نقلا للمعارف، و لم يقل أحد من دعاة التلويح بمقاطعة اللغة الفرنسية كأحد أدوات المواجهة الحضارية بتكسير أقلام من يكتبون بالفرنسية، أو بإقامة محرقة لإنتاجهم،  و لا حتى بحذف الفرنسية من مناهج التعليم، إنما هي ردود أفعال طبيعية لأمة يستهزأ برسولها و تلصق تهمة الإرهاب بدينها!

فما لهؤلاء الساسة و المثقفين؟ ما لهم كيف يحكمون؟