نقاط يجب الوقوف عندها في بيان منسوب لمحمد ولد عبد العزيز.

أحد, 2020-08-16 00:28

إن هذا البيان الذي يبدو أنه مصاغ بالكامل من طرف د/ ولد احمد ازيد بيه اذا لم يكن وراء فكرته و تحريره، وذلك من خلال ذكره المتكرر للإخوان المسلمين واصفا وجودهم في الوطن و كأنه عيب بصماته تدنس اي عمل وطني مهما كان حتى ولو كان يخدم البلاد في الصميم!
إن ذلك البيان قد ركز على علاقة ولد عبد العزيز بالرئيس محمد ولد غزواني و كأن ولد عبد العزيز  هو الذي مهد له طريقه الى الرئاسة وأنه هو الذي صنع الرجل و أعده لشغل ذلك المنصب الرفيع، و أنه هو ايضا الذي إختاره لقيادة الدولة الموريتانية.
وهذا البيان ايضا يتطلب مني الوقوف عند 3 نقاط منه يمكن ان يكون لكل منها او لبعضها تفرع او تفرعات.
النقطة الأولى :  تتعلق بوصاية الرئيس السابق ولد عبد العزيز على الشعب الموريتاني الذي يعتبره كما يبدوا عائلته الخاصة وهو ما جعله يتخذ من الرئيس محمد ولد الغزواني ولي عهد له لليخلفه علي الدولة الموريتانية!
و الذي أرى أن أي شخص لم يستطع تربية ولده و حماية الناس من بعض تصرفاته فليس مؤهلا على الإطلاق لأبوة شعب و أمومته في نفس  الوقت!  
ثانيًا : فعلاقتك أنت بالرئيس ولد الغزواني و كونك فعلا قد فرضته فرضًا كرئيس على الشعب الموريتاني كما هو حالك مع ولد بايه، فهل يجعله ذلك الرجل ينسى واجبه الوطني في حماية وطنه و إعادة حقوقه ممن أستولى عليها بغير حق شرعي سواء كان ذلك الشخص هو أنت او غيرك!
او تحسب أن الأمر كله هو  أن الدولة مجرد مصلحة بينك انت و هو ! إذاً  فأين قيمة القسم الدستوري، ثم ايضا  يتفرع من هذه النقطة سؤال يتعلق بتهيئتك لولد الغزواني للإنتخابات الرئاسية وقد إعترفت بأنك خضت لصالحه تلك الحملة مستخدما لصالحه فيها العصا و الجزرة و المال العام و خدماته المختلفة متجاوزًا  في ذلك حدود القوانين و الأعراف المحلية والدولية، فكل ذلك ألا ترى انه لحاجة في نفس محمد ولد عبد العزيز باعتباره يرى أن الرجل قد جاءته السلطة أكثر من مرة على طبق من ذهب ولَم يتلقفها كغيره، لأنه من وجهة نظرك الحلقة الأضعف التي يجب عليك التمسك بها من أجل الأحتفاظ بالسلطة الى حين نهاية عدتها كمحلل شرعي لكرسيها!
النقطة الثالثة: تتعلق بسؤال حول ماذا أخل به ولد الغزواني في علاقة صداقتكما ، فهل هو قد فشا لك بعض الأسرار الشخصية الخطيرة أم إغتابك في عرضك امام الناس أم ظلمك في شئ ما ، أم أن الأمر كله  يتعلق برئاسته للبلاد و المحافظة على أمنها و ممتلكاتها و إن كان في هذا الإطار قد حالت حولك شبوهات فساد ما كغيرك ، ففي هذه الحالة ألاَ ترى انه من واجب الصداقة بينكما أن تكاشفه صراحة بما قد حصل منك او من حكومتك في ذلك الشأن، و أن تسويا ودياً معا ما قد حصل من خلل او إختللات و إن لم يحصل شيئ من ذلك فهل ترى أن الرجل يجب أن يبقى مكتوف اليدين تكبله صداقتكما و الناس يخيزونه بأبصارهم و يزلقونه بألسنتهم فيما يتعلق بتقاعسه عن  إسترداد حقوقهم المسلوبة!
و هنا يتفرع من النقطة السابقة سؤال صغير يتعلق بإدارتك للبلاد و تسييرها فهل كان كل ذلك مطبوعا بشفافية و العدل و الإنصاف و تكافؤ الفرص في التوظيف و التعيينات و المسابقات و الصفقات العامة و خدمات الدولة مما يجعل كل ذلك أو بعضه على الأقل بعيدا عن الشبهات.
علما أنك تزعم أنك قد حققت للبلاد مكاسب جمة في مختلف المجالات إلا أنك قد نسيت أنك قد تركت البلاد أكثر من نصفها يحملون قربهم على أكتافهم بحثا عن شربة ماء ،و يعمهون في الظلمات الحالكة ،كما قد تركت ثان مدينة في البلاد من حيث السكان شبه جزيرة خاوية على عروشها تعشعش العناكب داخل القمامة في أسواقها، ثم أيضاً ألا ترى معي أنه لم تمت الناس يوماً جوعا في بعض مقاطعا تنا إلا في فترة مأموريتك الأخيرة للأسف.
و اخيراً أطلب منك أن تضع نفسك في مكان ولد الغزواني الذي أدى اليمين الدستورية بحضرتك على ان يحافظ على البلاد و كيانها و وحدتها و مصالحها أن يترك الحبل على الغارب و يغض الطرف عن الفساد، و أنت الذي قد قلت ذات يوم في هذا الشأن بأنه لايمكن ان يبقى البلد كل مرة عندما يتغير رأس النظام إلا ويحمل ذلك الرئيس الجديد شعار عفا الله عما سلف و يترك مصالح البلاد تترنح في إتجاه هاوية الفساد الى ما لا نهاية له ! 
و في الختام فإنك قد ذكرت منة على ولد غزواني بأنك قد غادرت البلاد في اليوم الموالي لإستلامه الرئاسة تاركا له الحرية في  إختيار حكومته دون تدخل منك في شأن اي شيئ من ذلك! الا ان فيه غيرك من يفسر ذلك السفر المباغت الى أن الهدف من ورائه حقاً كان هو تحصين ثمرة عشر سنين من التحصيل و الجد و المثابرة وذلك في سبيل ما قد حققت من مكاسب شخصية لك و لعائلتك كان كل ذلك نتاجاً لعشر سنيين عجافٍ متوالية قد  أختلفت الناس في تقييم وصفها  للأسف!

ذ/إسلم ولد محمد المختار ولد مانا