الاجتماع الطارئ للاتحاد البرلماني العربي

سبت, 2020-02-08 14:49

انطلقت اليوم السبت، في العاصمة الأردنية عمان، أعمال الاجتماع الطارئ الـ30 للاتحاد البرلماني العربي، بناءً على دعوة من رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، لدعم القضية الفلسطينية، وبحث سبل مواجهة “صفقة القرن”.

وقال الطراونة، في كلمته الافتتاحية، إن القضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها بعد أن ذهب الاحتلال مختبئا بالانحياز الأميركي ليعلن تسوية ظالمة لقضية عادلة، ويتطاول في الاستيلاء على الأرض والتاريخ والكرامة، ما يتطلب منا أن نبحث في اتخاذ مواقف أبعد من تلك التي تكتفي بالخطابات والشعارات.

وأضاف: ان جبهة الرفض العربي عليها أن تنهض من واقع الفرقة، ولا أجد قضية توحدنا أكثر من قضية فلسطين، مؤكدا أن القدس رمزية ورفض الظلم الواقع على أهلنا مسار للأحرار ودرب لكتابة التاريخ، وفي ذلك لن تكون هناك فرص لأي حل لا يقبله الفلسطينيون، وفق وكالة “وفا” الرسمية.

وتابع: لا حل قابل للحياة دون إعلان قيام دولة فلسطين على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية الناصة على حق العودة للاجئين والتمسك بالمقدسات الاسلامية والمسيحية مرجعية عربية وبوصاية هاشمية، لتظل فلسطين حاضنة الزمان والموقف والشاهدة على الحق.

وأكد أن “صفقة القرن” نسفت الأسس التي استندت اليها قرارات الشرعية الدولية، فصادرت حقوق الفلسطينيين، فلا عاصمة في القدس ولا عودة للاجئين ولا أرض متصلة، فهي صفقة خاسرة لمن كتبها وتبناها، مشيرا إلى أهمية تثبيت جهود السلطة الوطنية في التمسك برفضها المشرف لكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية على الأرض وتصديها للمشروع الاميركي- الإسرائيلي.

وأشاد بالجهد المخلص الثابت الذي يجسده الملك عبد الله الثاني، بلاءاته الثلاثة التي ما زال صداها يتردد في العالم.

واعتبر الطراونة هذا الاجتماع خطوة نحو تكامل الجهود العربية في بناء موقف مشترك، نطالب باسم الشعوب التي نمثلها، بوقف مسرحية السلام المزعوم والمدعوم من وسيط لم يعد نزيها، منحازاً في دعمه لإسرائيل كدولة احتلال، فمنحه شرعية محرمة على أراضي الجولان المحتل، وها هو يعدها بالسيادة على غور الأردن، لاغياً حدا أصيلا من حدود دولة فلسطين التاريخية.

وقال: نجتمع اليوم وعلى طاولتنا قضية أصابت كرامة أمتنا عبر أزيد من سبعة عقود، وفلسطين قضية استعصت العدالة أن تطال إنصافها، فكانت فلسطين وجعا يمتد، وكربا يشتد، فدخلت أزمة القضية في منعرجات خانقة، ليظل الشعب الفلسطيني رهين المحابس بين اختلال موازين العدالة، وصراع موازين القوى، وتراجع تأثير مؤسسات العمل الجماعي المشترك عربيا وأمميا.

واكد أهمية تثبيت أركان القرار العربي، الصادر عن مؤسسات مرجعية في العمل المشترك والأهداف المتضامنة، عبر قرارات القمم العربية، ومرجعيات اجتماعاتنا في دوراتها السابقة، والانطلاق نحو البحث في التأثير على الدول والحكومات، لنصرة الحق الفلسطيني، من خلال خطوات فاعلة نتفق عليها، ونشرع في تنفيذها اليوم قبل أي وقت آخر.

وطالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، العرب بمضاعفة دعمهم المادي والسياسي والبرلماني للشعب الفلسطيني، تعزيزا لصموده على ارضه، وافشالا لـ”صفقة القرن” الاميركية- الاسرائيلية.

ودعا إلى اتخاذ القرارات الكفيلة بحماية حقوق شعبنا، وايصال رسالة قوية للإدارة الاميركية والاحتلال بالرفض العربي المطلق لهذه الصفقة، ومواجهة اية خطط أو مشاريع صفقات للمس بالحقوق الفلسطينية.

وأكد أن ما اقترحته صفقة القرن المرفوضة جملة وتفصيلا، لا يقتصر خطرها على فلسطين فحسب، بل يطال مصالح الامة العربية جمعاء، لذلك “بات من الواجب علينا جمعيا اعلان رفضنا المطلق لها، ومواجهة كل من يحاول التعاطي معها او الترويج لها، مناشدا البرلمانيين العرب شدّ أزر شعبنا الذي يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية في وجه مشاريع إقامة إسرائيل الكبرى.

ودعا الزعنون البرلمانات العربية للعمل مع حكوماتها لتنفيذ شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمم العربية لدعم شعبنا ومؤسساته الشرعية، وتوفير الدعم المادي الكافي لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم، تنفيذا لقرارات القمم العربية، وقرارات الاتحاد البرلماني العربي.

كما دعاهم لرفض ومحاصرة كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال قبل انسحابه الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام1967، وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها مدينة القدس، وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194، التزاما بقرارات القمم العربية المتتالية، ومبادرة السلام العربية.

وقالت رئيسة مجلس النواب البحريني فوزية بنت عبد الله زينل، إن المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية تستوجب أن نكون على قدر المسؤولية والتحدي، وأن تكون مواقفنا وقراراتنا متسقة مع أهمية وحجم الحدث وتطلعات شعوبنا.

وأضافت ان موقف البحرين ثابت في دعم الفلسطينيين وحصولهم على حقوقهم المشروعة في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأشارت إلى أن بلادها أعلنت مرارا دعمها للحقوق العادلة للشعب الفلسطيني ومساندتها لكل ما يراه ملبيا لحقوقه وتطلعاته، واستعادة أرضه، لافتة إلى ان الشعوب العربية تنتظر منا قول كلمة في هذه الفترة التي تمر بها القضية.

وقالت “يجب استغلال كل الأدوات والعلاقات مع برلمانات العالم، لثبيت موقفنا الثابت برفض أي خطة ومشروع لا يحقق طموحات الشعب الفلسطيني ولا يلبي حقوقهم وتطلعاتهم، والتأكيد على تمسكنا بالسلام كخيار استراتيجي”.

وأضافت، رسالتنا للعالم أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى هي المركزية بالنسبة للشعوب العربية، رغم التحديات التي تواجهها.

وثمنت موقف الرئيس محمود عباس وحرصه على توحيد الموقف العربي بالنسبة للقضية الفلسطينية، مؤكدة أهمية أن يقوم المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه الخطوات أحادية الجانب التي تقوم بها الإدارة الأميركية والإسرائيلية، والتي تتنافى مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والقانون الدولي.

غباش: الحل العادل للقضية الفلسطينية يجب ان يقوم على حل الدولتين وقرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية

وقال رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات صقر غباش، إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت من أهم القضايا المركزية في السياسة الخارجية الاماراتية، وإن هذا الموقف إنما هو امتداد طبيعي للمواقف التاريخية الخالدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وأكد ضرورة أن يقوم الحل الدائم والعادل والشامل للقضية الفلسطينية، على ثلاث ركائز أساسية، هي: أولا، مركزية حل الدولتين بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على ترابها وعاصمتها القدس الشرقية، ثانيا، قرارات مجلس الأمن الداعية الى الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة، ثالثا، مبادرة السلام العربية والتمسك بها كخيار استراتيجي للسلام.

وقال رئيس مجلس النواب التونسي راشد الغنوشي، إن صفقة القرن جاءت تعديا على الحق وخللا في ميزان العدل وتهديدا للسلام، ففلسطين ليست بضاعة حتى نتكلم عن صفقة تخصها، والقدس ليست تجارية تباع وتشترى، بل هي قضية حق أبدي، والحق لا يساوم أصحابه عليه، بالتالي فإن تلك الصفقة منتج سيئ تملك من لا حق له لمن لا يستحق، لذلك نرفضها جملة وتفصيلا.

وأضاف ان نصرة القضية الفلسطينية تحتاج الى توحدنا لنفعّل امكانياتنا لنصل الى الأهداف المرجوة، خاصة توحيد الصف الفلسطيني الداخلي.

وتابع: علينا أن نوظف ما لدينا من امكانيات لنصرة فلسطين والتصدي لهذه الصفقة من خلال مقترحات عملية وفقا لآليات العمل البرلماني.

واقترح الغنوشي توجيه رسائل باسم الاتحاد الى جميع البرلمانات الدولية والاقليمية يكون عنوانها رفض الشعوب العربية لصفقة القرن والتنديد بها، كما أوصى بتوجيه رسائل الى برلمانات الدول دائمة العضوية، لبيان مخاطر هذه الاجراءات وانعكاساتها على الامن والسلم الدوليين.

ويناقش ممثلو 20 برلمانا عربيا بينهم (16) رئيس برلمان، موقفهم من “صفقة القرن”، التي اعلنها الرئيس الاميركي دونالد ترمب قبل اسبوعين.

ويتضمن الاجتماع الذي يعقد بعنوان: “دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة .. قضية العرب والمسلمين”، كلمة لرئيس الاتحاد البرلماني العربي الطراونة، ومداخلات من قبل رؤساء وممثلي المجالس والبرلمانات العربية، وبيانا ختاميا