"لاَ مَرْكَزِيّةُ" تَخْلِيدِ الاسْتِقْلاَلِ..دَلاَلاَتٌ و مُقْتَرَحاتٌ. المختار ولد داهى،سفير سابق

ثلاثاء, 2018-11-13 11:41

سيتم تخليد الذكرى الثامنة و الخمسين لعيد الاستقلال الوطني بعد أيام معدودات بمدينة "النعمة"عاصمة ولاية الحوض الشرقي تَسَاوُقًا مع تقليد جيد  و سُنّةٍ حسنة سَنّتْهَا الحكومة الموريتانية منذ سنوات قَضَتْ" بلامركزية"  تخليد الذكرى السنوية للاستقلال.

 

و التخليد السنوي لذكرى الاستقلال هذا العام يتنزل زمانيا بعد إنشاء و انتخاب المجالس الجهوية مما يضفى  على التخليد بعواصم الولايات بعدا داعما  للمجالس الجهوية   و هي تخطو خطواتها الأولى و هو ما يجدر أن يفطن له المنتخبون الجهويون فيعطوه من "الماء ما يستحق".

 

و ما من شك فى أن لا مركزية  تخليد ذكرى الاستقلال دُولَةً  بين عواصم الولايات  تحمل  العديد من الرسائل و الدلالات  أولاها أن هذا التخليد هو نوع من "إحياء" المدن -عواصم الولايات  التى يشهد أغلبها "نوما ثقيلا" حيث تستفيد من مناسبة التخليد تجهيزا بالطرق و البنى التحتية الأساسية و تنشيطا للحركة التجارية يوم التخليد و أياما عديدة قبله و أياما قليلة بعده. 

 

ثانى دلالات لامركزية  تخليد ذكرى الاستقلال هو  تنظيم عرض عسكري و أمني يُستعرض فيه التطور الحاصل أفرادا و عتادا لدى الجيش و قوات الأمن يراه مواطنو الولاية المُخَلّدِ بها رأي  العين فيزيدهم اطمئنانا و فَخارا كما لا يستبعد أن  يكون تنظيم العرض العسكري دورانا بين عواصم الولايات حاملا "لرسالة  إلى من يهمهم الأمر"منطوقها الجاهزيةُ الدفاعية و الأمنية المتطورة لقوات الجيش و الأمن .

 

أما الدلالة الثالثة للامركزية تخليد ذكرى الاستقلال فهي تبنى سياسة الأقربية من المواطنين و تجسير الهوة بين "المتن و الأطراف" و توفير فرصة الإقامة لرئيس الجمهورية -الذى يترأس فعاليات التخليد -  يومين أو أياما بإحدى عواصم الولايات اضطلاعا على أوضاعها و استكشافا لقدراتها و مُزَحِفَاتِهَا و لقاء بكبراء و بسطاء فاعليها،...

 

و تثمينا لهذه التجربة التى بَلّغَتْ رسالاتها و دلالاتها أعتقد أن المقترحات التالية مُعينةٌ على تثبيت و ترسيخ تجربة لا مركزية التخليد السنوي لذكرى الاستقلال:

 

أولا- تنويع النشاطات التخليدية: و ذلك من خلال تنظيم حفل خطابي  يسبق العرض العسكري يلقى -ضمن وقائعه-رئيسُ المجلس الجهوي كلمة ترحيبية و يوجه من منصته بشكل مباشر رئيس الجمهورية خطابه السنوي؛

 

ثانيا-تبويبُ و تثبيتُ بَنْدَيْنِ ضمن الفعاليات المخلدة لذكرى الاستقلال بعواصم الولايات أحدهما اجتماع لمجلس الوزراء و  ثانيهما جلسة برلمانية إن وجد مكان يسع كافة البرلمانيين فإن لم يوجد التأم اجتماع لمكتب الرؤساء على الأقل؛

 

ثالثا-إنشاء "برنامج وطني لتخليد ذكرى الاستقلال": يعهد بإدارته لأحد أكفإ الأطر بالبلد و أكثرهم إيمانا بقيم الاستقلال الوطني و استيعابا لضرورات  توازن التنمية الجهوية و المناطقية و المحلية.

 

و يكلف البرنامج بوضع معايير موضوعية لترتيب المدن التى ستخلد بها ذكرى الاستقلال جوابا لكل من قد يسأل عن أي أساس  يبنى عليه تقديم و تأخير المدن  المستضيفة لذكرى الاستقلال؟.

 

كما يضطلع البرنامج بإعداد خطة تخليد  تنموية طموحة خمسية على الأقل تعبأ لها الموارد الذاتية للدولة كما تعبأ لها الموارد الخارجية سواء منها المنح و الهبات و "القروض الحسنة" و القروض الميسرة و غير الميسرة؛و من حسنات خطة تخليد من هذا العيار غَرْسُ مزيد من الثقة بين مواطنى الولاية المخلّدِ بها و "الدولة  الوطنية المستقلة".