بعد أن أمضينا أياما رائعة في المملكة المغربية الساحرة بجمال طبيعتها وطيبة أهلها، وصلت الى مطار الدار البيضاء عائدا الى بيروت، لافاجأ بموظفة شركة الخطوط المغربية تقول لي ببرودة ووقاحة : " يا سيدي ليس لديك مقعد على الطائرة لان كل المقاعد مشغولة "، قلت لها : " لكن يا سيدتي اشتريت مقعدا وحجزته ودفعت ثمنه وهو كما ترين هنا على بطاقتي اليوم الساعة 9.40 دقيقة وانا امامك قبل موعد الاقلاع بساعتين ونصف الساعة" . بدت الموظفة غير مكترثة كأنها تقوم بمثل هذا الأمر كل يوم، فلا تتأثر بما يقوله الراكب وتكمل عملها ببغائيا كآلة حاسبة. وفي خلال حديثي اليها الذي يبدو أنه لم يؤثر بها، وصلت عائلتان لبنانيتان مع اطفالهما الذين ككل الاطفال الذين يضطرون للاستيقاظ باكرا كانوا يبكون ويتعلقون بفستان امهما. كررت الموظفة أمامهما ما قالته لي بأن اماكن العائلتين قد بيعت مجددا وان الطائرة لم تعد تتسع للركاب. بدأت احدى السيدتين وهي من مدينة بعلبك اللبنانية بالبكاء أمام الموظفة وأقسمت لها بأنها لا تستطيع العودة الى المغرب بعد كل ما عانته حتى تصل الى المطار، لكن الموظفة لم تكترث .
القصة ببساطة، ان الطائرة التي باعتنا الاماكن، عادت وباعتها لاناس غيرنا اعتبرت ان لهم أولوية بذريعة انه يحق لشركة الطيران حسب القوانين الدولية القيام بذلك . لكن الشركات التي تحترم نفسها تجد حلولا ، كمثل أن تؤمن الفندق لمبيت العائلات، او أن تقدم لها تذاكر درجة اولى مكان التي فقدتها... أما شركة الطيران المغربية فهي تعاملت باختقار تام مع الامهات والاطفال. فقد حصل هذا معي مثلا على متن خطوط الامارات الذاهبة الى تايلاندا لكن الشركة المحترمة عوضت علي بان أهدتني بطاقة طيران درجة اولى ذهابا وايابا الى اي بلد اختاره لاحقا وامنت لي مقعدا على الطائرة الثانية بعد ٦ ساعات وأنزلتني في أفخم الفنادق.
حين وجدت أن لا فائدة من النقاش مع موظفات رخاميات العاطفة والقلب وقحات في التعبير عن عملية النصب الواضحة ، سارعت للاتصال بمن يستطيع حل المشكلة في المغرب، ونجحنا في حل بعضها لكن بقي بعض الاطفال يبكون بانتظار اليوم التالي، ولا ادري اذا كانوا سيجدون محلا ...
لم اكن اريد ان اروي هذه القصة هنا، لولا اني شخصيا فقدت قبل اعوام حقيبة مليئة بأجهزة الكترونية دقيقة للتصوير حين كنت قاصدا نواكشوط عبر المغرب على الخطوط الجوية المغربية، وحتى يومنا هذا وبعد مرورة سنوات لم أحصل على أي اعتذار أو تعويض رغم انه كان في الحقيبة ما يعادل ٢٥ الف دولار معدات تصوير وتسجيل صوتي .
اكتب هنا لكي يصل الصوت الى جلالة الملك محمد السادس او الى الحكومة والبرلمان المغربيين، آملا بانزال أقصى العقوبات باسم شركة تسيء بتصرفاتها لمملكة نحبها ونحب شعبها ونزورها بحب كبير . فلا اعتقد ان الملك يقبل بأن يعامل ضيوف ممكلته خصوصا من الاطفال بهذه الطريقة الللانسانية .
وأرجو ممن وقعت له مشكلة مع الخطوط الجوية المغربية ان يكتبها ايضا هنا، كي نساهم في تصحيح خلل شركات جشعة همها الربح . كما أرجو من الزملاء الاحباء في المغرب اعادة نشر هذه القصة في صحفهم ، تفضلا لا أمرا.
سامي كليب