أستسمح الكتاب و القراء معاً علي هذه المساهمة القصيرة مبني و ربما القاصرة معني فأنا و إن كانت لي اهتمامات أصيلة بالكتابة و السياسة و الثقافة فقد فرّ قت بيني و إياهم هموم الزمن الرديئ حيث أنا اليوم رجل متوسط الحال مغترب بأمريكا أطارد العيش الكريم فلي بهذه الأرض منأي عن أذي البطالة و ظلم المسابقات و مسألة الناس جاههم المغشوش في التوظيف و التعيين....
ما دعاني إلى هذه المساهمة و أنا ليست لي معرفة ماسة بالرجل بل إن انتمائي النشط في الانتخابات البلدية و النيابية الأخيرة "ذات الشهرة الوطنية" بمسقط رأسي مدينة گرو كان لي قطب سياسي محلي غير القطب الذي دعم الرجل و بذل فيه الغالي عنده و النفيس.
دوافعي إذن هو ما قرأته عبر وسائل الإعلام الألكتروني من إشاعات و تحامل و نميمة و دق إسفين و طعن في الظهر.. موجه إلى الوزير الأول السابق و الوزير الأمين العام للرئاسة د. مولاي ولد محمد الأقظف فيما أعتبره و أنا المتابع البعيد في غير محله و ظلم لرجل سمعت عنه و قرأت و روي لي الثقاة ما أجمله في هذه المؤشرات الخمسة التي تؤكد أن الرجل إنما يعضٌه العاضٌون و ينهشه الناهشون لأنه فقط في المقدمة -و إذا ركلك الناس فاعلم أنك في المقدمة- و تلك المؤشرات هي:-
1- الكفاءة العلمية و المهنية : فهو خريج المدارس المحمدية للمهندسين بالمغرب و التي هي مدارس امتياز لا يدخلها إلا صفوة الأذكياء زد على ذلك شهادة الدكتورة من أعرق الجامعات البلجيكية و التي عمل بها أستاذاً متميزاً مجيداً و باحثاً قديراً مبدعاً؛
2- التجربة الإدارية و السياسية الناجحة: حيث قضي سنوات سبع وزيرا أول شهدت فيها موريتانيا طفرة تنموية على جميع الصٌعد فاقت التوقعات حتي صار بعض الموريتانيين يتندرون في مجالسهم بأن الرجل تصحبه بركة و توفيق.. كما قاد مفاوضات مع أحزاب المعارضة –منتدي و معاهدة- منها ما تكلل بالنجاح و منها ما لم يوفق لكن في كل الأحوال ظل الرجل يتمتع بسمعة طيبة و خلق جم.
3- الوفاء في كل الظروف للرئيس محمد ولد عبد العزيز: يُجمِع العارفون بالرجل على أنه يكرر دائما في مجالسه الخاصة و تلك الموسعة و المفتوحة أنه كان رجلا مغتربا بالقوة -مكرها لا راغبا- إلى أن أعطاه محمد ولد عبد العزيز ثقته و عينه في أعلى السلم الإداري لذلك فهو مدين له و لا يستطيع أن يوفيه حقه و هو في ذلك محق - و أنا سيد العارفين بذلك- فمن أخرجك من نار الغُربة إلي جنان الوطن فله عليك دين لا يقضي.
4- الرصيد السياسي- الاجتماعي المحلي المعتبر:لا يختلف اثنان على أن مولاي ولد محمد الأقظف هو أحد الأوزان السياسية و الاجتماعية الثقيلة بمنطقة "الحوض الكبير"و التي هي خزان سكاني و تاريخي معتبر يمتلك فيه الرجل رصيدا هاما منه ما هو موروث و منه ما هو مكتسب.
5- الخلو من الإضرار بالناس:سمعت من ثقاة عدول أن الرجل خلال السنوات التي قضاها بالوزارة الأولى دشن سلوكا إداريا رفيعا مفاده محاولة جلب المنفعة و عدم الإضرار بالناس حتي و لو كانوا خصوما و يستدلون علي ذلك -مثلا لا حصرا- بأنه أبقي على مستشارين في ديوانه السياسي عارضوه و دعموا مرشحين لرئاسيات 2009 غير مرشحه و صاحب المنة الكبري عليه محمد ولد عبد العزيز.
و لقد فهمت من الحملة الإعلامية ضد الرجل أنها محاولة للوقيعة بينه و بين خلفه المهندس يحي ولد حدمين و تقديري أن الأمر مبالغ فيه جدا و حيث أنه لا بد لكل شائعة من أساس فتقديري أن الأمر لن يعدو أن يكون خلافا راقيا حول قضايا فرعية و إن صح حدسي فهو اختلاف لا خلاف و لن يفسد للوداد و الزمالة و التاريخ و الجغرافيا المشتركين أبسط قضية.
ادد ولد سيدي عبد الله
إطار و فاعل سياسي و اجتماعي بمدينة كرو مقيم بأمريكا