اعتقلت الشرطة الأمريكية 5 ناشطين بتهمة “قطع الطريق” على المشاركين بمؤتمر “آيباك” و”منعهم” من دخول مبنى مركز واشنطن للمؤتمرات.
وتظاهر العشرات من الناشطين الأمريكيين القادمين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة أمام مبنى مركز واشنطن للمؤتمرات والذي يستضيف مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروف بـ “آيباك” في العاصمة الأمريكية رفضًا لما أسموه “الدعم الأمريكي” لإسرائيل والتأثير الذي يمتلكه لوبي آيباك السياسي في هذا البلد.
ورفع المتظاهرون أعلامًا فلسطينية وأخرى أمريكية فيما شوهد مجموعة أخرى من المتظاهرين وهم يرفعون رايات لحزب الله اللبناني (موضوع على قائمة الإرهاب الأجنبي في الولايات المتحدة)، بحسب مراسل الأناضول.
مؤتمر آيباك (يستمر 3 أيام) الذي يعتبر أكبر وأهم جماعات الضغط المؤثرة على واشنطن فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل شهد استعدادات أمنية مكثفة توزعت فيها سيارات الشرطة على مدخل ومخرج الشارع فيما اصطف رجال الأمن والشرطة بمحاذاة المبنى الذي ظل أعضاء آيباك يتوافدون عليه رغم المحاولات المستمرة للمتظاهرين تشكيل سد لعرقلة الدخول إلى المبنى، الأمر الذي دفع الشرطة في نهاية الأمر إلى اعتقال 5 من المتظاهرين على خلفية قطع الطريق عل المؤتمرين ومنعهم من الدخول إلى المبنى.
سييرا راميرز، إحدى المعتقلات، قالت، في مقابلة سريعة مع الأناضول قبيل أن يتم وضعها داخل سيارة للشرطة: “ألقي القبض علي لأنني كنت أتظاهر ضد إرسال الولايات المتحدة لأموال دافعي الضرائب الأمريكية إلى إسرائيل والتأثير الذي يمتلكه لوبي آيباك السياسي في هذا البلد”.
وتعالت هتافات المتظاهرين بشعارات من قبيل “نتنياهو مجرم حرب”، و”لا مزيد من الأموال لتمويل جرائم إسرائيل”، فيما رفع آخرون لافتات “حرروا السجناء السياسيين الفلسطينيين”، و”أنهوا جميع مساعدات الولايات المتحدة إلى إسرائيل”.
وفي حديث للأناضول على هامش المظاهرات، قال الحاخام الأورثوذوكسي، يسرائيل ديفيد ويس، عضو جمعية “يهود متحدون ضد الصهيونية”: “جئنا لنقول للعالم إنه برغم أن آيباك تقدم نفسها على أنها ممثلة لليهود الأمريكيين، وبالتأكيد تمثل إسرائيل كذلك، أو ما يدعى بالدولة اليهودية لكنهما (إسرائيل وآيباك) لاتمثلان اليهودية بأي من طرقها أو أشكالها أو تقاليدها”.
بدورها، حذّرت ماديا بنيامين، رئيس إحدى مؤسسات منظمة كود بنك المعنية بحقوق الإنسان، من عواقب السبيل الذي تسير فيه آيباك قائلة: “نحن هنا لنقول إن آيباك في طريقها للحرب”.
وعقّبت القول: “في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات حساسة مع إيران، فإنه من اللامسؤولية والخطورة بمكان لكي يفرضوا المزيد من العقوبات على إيران والذي سيقوض المفوضات النووية بالكامل”.
مؤتمر آيباك السنوي والذي استهل يومه الأول الأحد شهد غياباً للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ونائبه ووزير خارجيته جون كيري على عكس العام الماضي.
ورغم أن أوباما أوفد مستشارته للأمن القومي، سوزان رايس، والمبعوث الدائم للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سمانثا باور إلا أن المراقبين يرون أن جذور ما حصل تمتد إلى الخلاف الذي تأجج بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قبل الأخير دعوة من الكونغرس ليلقي كلمة فيه يوم الثلاثاء القادم عن المفاوضات النووية مع إيران ومخاطر الإسلام المتشدد دون المرور بالبيت الأبيض وهو ما دفع المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إلى وصف الطريقة التي تمت الدعوة من خلالها على أنها “خارجة عن القواعد والتقاليد الدبلوماسية”.
ومن المتوقع أن يلقي كل من نتنياهو وسامانثا باور كلمتيهما صباح اليوم الإثنين بينما ستقوم مستشارة الأمن القومي سوزان رايس بإلقاء كلمتها في وقت لاحق من مساء اليوم نفسه.