لم يعد أحد يسأل كيف وقعت الازمة أو لماذا وقعت . فقد صعد الجميع على الشجرة العالية ، وألقى نتانياهو المجنون بحجر العقل في البئر العميق ، ومن الصعب على الف عاقل أن يخرجه الان .
وفي تعقيبه على أحداث الاقصى قال احد عجائز السياسة في المنطقة ( بات نتانياهو خطرا على حياة اليهود والعرب ، فهو يريد كرسي السلطة بأي ثمن وقد دمر كل شئ لاجيال قادمة وزرع الكراهية في أعماق النفوس ، كان علينا ان نقتله في 2008 ونريح اليهود والعرب من هذا الكلب ) .
هكذا وبكل بساطة يحمّل القادة الفلسطينيون نتانياهو شخصيا مسؤولية كل قطرة دم سالت وسوف تسيل . وحول سؤالي عن سيناريو المواجهة القادمة قال بعضهم ( قد يسقط عشرة الاف شهيد وقد يقتل خمسة الاف اسرائيلي . ولكن اسرائيل لن تنتصر . والفلسطينيون يعرفون أنهم لا يستيطعون مواجهة اسرائيل عسكريا ، وان اسرائيل تستطيع أن تدمر المدن ، لكن الجميع يعرف ان لا أحد سينتصر في الحرب الدينية . واذا كان نتانياهو يهدد ، سوف يرد الفلسطينيون ( عليّ وعلى أعدائي ). وتتحول حياة كل اسرائيلي وكل يهودي في العالم الى مسلسل رعب وكابوس بقاء . وفي حال استقوى نتانياهو على الفلسطينيين في الارض المحتلة ، فان حياة 14 مليون يهودي في العالم ستصبح في خطر الى أجيال قادمة وفي كل مكان في العالم ونتانياهو لن يستطيع تامين فرقة حراسة لكل يهودي على وجه الارض، وان كل مسلم في العالم سيكون له هدف واحد وهو الانتقام من اليهود الذين قتلوا اخوته ومنعوا الاذان ومنعوا الصلاة واعتدوا على المسجد الاقصى .
حكومة مستوطنين يقودها ائتلاف حكومي هش بفارق صوت واحد ، جعلت من نتانياهو يفقد رشده وسط ملفات التحقيق بالفساد معه ومع زوجته سارة ، حكومة يمينية منحت شذّاذ الافاق والمجانين من المستوطنين فرصة استخدام ماكينات الكراهية والحرب الى أبعد مما يتخيّله اي مراقب . يساعدهم في ذلك الادارة الامريكية الفاشلة التي انفضحت عيوبها أمام كاريزما الرئيس الروسي بوتين ونجمه الصاعد ، وفي كل مرة كان يخفق الرئيس الامريكي ، كان ينجح الرئيس الروسي ، فاضطرب البيت الابيض وبات يتخبط مثل غريق في بحر . وليس ثمة أسوأ من حكومة المستوطنين الّا الادارة الامريكية ( السكرانة ) وموفديها " الاغبياء" الى المنطقة الذين حاءوا يبحثون مشكلة المجاري وتعبيد الشوارع والتنسيق الامني بدلا من الملفات النهائية ، واطلقوا على ذلك اسم الحل التاريخي وصفقة العصر .
مسؤول فلسطيني قال لي قبل ساعات ( الان لن نقبل بأي حلول وسط ، لقد توقف التنسيق الامني تماما ولا يوجد أي اتصالات مع اسرائيل . والاتصالات تجري الان عبر قناة وسيط امريكي فقط كما كان في عهد حصار ابو عمار في المقاطعة عام 2003 ) . أوضاف : لا حلول وسط الان ، لا الرئيس عباس ولا الملك عبد الله سيقبلان بأية سيادة يهودية على المسجد الاقصى ولن يقبل أحد ببقاء اليهود يفتشون المسلمين قبل الصلاة . نحن الذين يجب ان نفتش اليهود الذين يتسللون ويقتحمون الاقصى كل يوم بأسلحتهم .
وحين سؤاله عن سيناريو الايام القادمة قال ( نتانياهو مجنون وحاقد وعنصري وهو ياخذ الجميع نحو المجهول ، يسمح للمستوطنين المسلحين ان يعربدوا في الشوارع ويرشقون السيارات العربية بالحجارة ويحرقوا المساجد والكنائس ويشتمون النبي محمد بشعارات ( تدفيع الثمن ) . هو يريد ان يغرق الجميع في حرب دينية لا نهاية لها لانهاء أي أمل بالسلام حتى بعد أجيال . باختصار نتانياهو قرر أن يهدم المعبد على رأس الجميع ونحن نستعد الان لاسوأ السيناريوهات على الاطلاق) .
وحتى يوم الخميس القادم ستكون اّخر فرصة لاعادة المارد الى القمقم ، والا على الجميع ان يقرأ الفاتحة على روح المنطق . وخصوصا اؤلئك الاسرائيليين والفلسطينيين الذين طالما دعوا لحل السلطة والعودة الى سلاح الشارع .
القدس وداخل الخط الاخضر وقطاع غزة والاردن وباقي الدول العربية . استعدوا .