قد يعلم القادة العرب واليهود (وقد لا يعلمون) ان بوابات الحرب الدينية فتحت على مصراعيها، وان نيرانها قد تصل الى جميع الكنس اليهودية في العالم، وان النار ستأكل الأخضر واليابس. وبالتزامن مع تراجيديا المسجد الاقصى وانشغال الحكام العرب في صفقات السلاح الامريكية، لبّى الرئيس الفلسطيني دعوة رئيس الصين بزيارة عاجلة الى بكين، وقفز نتنياهو بطائرته الى باريس. ومن خلفهما تبدو القدس على أبواب مذبحة جديدة بكل معنى الكلمة.
بعد ان أفشل الفلسطينيون قرار الكنيست الاسرائيلي منع الاذان تلبية لشهوات المستوطنين، حاولت اسرائيل بكل جبروتها وخبثها، تكرار تجربة مسجد الحرم الايراهيمي في الخليل من خلال تقسيمه زمانيا ومكانيا بين اليهود والعرب، ولكن اهل القدس لوحدهم أفشلوا ذلك ومن دون أية مساعدات من دول الاسلام أو الجامعة العربية أو الدول الغنية المنشغلة بشتم بعضها البعض واقامة علاقات سرية مع اسرائيل. ولذلك سارع الاحتلال لاتخاذ عملية الاقصى يوم الجمعة الماضية ذريعة لتقسيم المصلين زمانيا ومكانيا من خلال تسع بوابات الكترونية على بعض بوابات الاقصى (لم تفتح بوابات الاقصى جميعها)، وتريد اسرائيل من ذلك التحكم بعنق الزجاجة وان تكون هي صانعة السدود أمام نهر المصلين الذي أفشل مخططات الاحزاب الصهيونية وكلاب الحرب الدينية من أمثال الوزراء زئيف ايلكين وجلعاد أردان وافي ديختر وافيغدور ليبرمان وميري ريجيف ونفتالي بينيت وغيرهم، خططوا لهذه الجريمة تحت حماية نتنياهو.
موقف اهالي القدس وقواه الوطنية كان عظيما، وقد اجمعت القوى على رفض سياسة الامر الواقع والتصدي لها من خلال الدعوات للصلاة على بلاط البلدة القديمة قبالة البوابات الالكترونية، وهو الامر الذي لم تحسب له حكومة الاحتلال أي حساب حينما وضعت مخططها الشيطاني هذا.
اسرائيل ومن خلال انفرادها بالمسجد الاقصى ولعبها ببرميل البارود تعرض جميع يهود العالم للخطر، وتفتح بوابات الشر على جميع الكنس اليهودية في أرجاء المعمورة. وهي لا تدرك انها ستحتاج الى الف عام لاغلاق بوابات الانتقام والكراهية التي ستأكل الاخضر واليابس.
الهدوء الحالي لا يعني شيئا ، وأجهزة المخابرات الاسرائيلية غبية وهي التي تعرف ان الاماكن الدينية ليست ساحات صراع حزبي او برلماني وانما هي براميل بارود لا يجدر العبث بها.
وحين يعود الرئيس من الصين سيجد سيناريو اسرائيلي جديد في التعامل معه، يفضي الى ابتزازه بالمزيد من الشجب والاستنكار للعمليات والضغط عليه وعلى الحكومة الفلسطينية لوقف الغضب الشعبي. تماما مثلما فعلت اسرائيل بالزعيم عرفات، ولسوف يبدأ العديد من المستشارين الكثر باسداء النصح له عن أهمية الليبرالية وضبط النفس وعدم الوقوف في وجه أمريكا وتل ابيب.
ولكن الهوامش لم تعد تسمح بالمزيد من التكتيك.. وعلى جميع الفصائل والقوى، وخصوصا الحركات الاسلامية التي أشبعتنا خطابات دينية طوال عشرين عاما أن تثبت للجمهور الفلسطيني انها جاهزة للدفاع عن القدس من خلال الخطوات التالية:
- اجتماع طارئ للقيادات الوطنية عنوانه الاقصى.
- اعلان وقف الصراع الداخلي ووقف "الردح" الاعلامي والحروب الداخلية وطلب الدعم من شباب التواصل الاجتماعي لتوحيد الجبهة الداخلية.
- اعلان حل الحكومة الحالية فورا.
- اعلان حماس حل اللجنة الوزارية في غزة فورا من اجل اللقدس والاقصى.
- اعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية على وجه السرعة.
- دعم أهل القدس بكل ما تملكه الاحزاب والحكومة والسلطة من أجل تعزيز صمودهم.
- الطلب من المغرب ورئاسة لجنة القدس في جامعة الدول العربية الحد الاقصى من اجل الاقصى.
- وقف التنسيق الامني فورا.
- مشاركة المعارضة ونواب البرلمان بالتشاور والقرار وطي صفحة الخلافات مع جميع التيارات والقوى بشبكة امان وطنية شاملة.
- مشاركة الجمهور بأي قرار وعدم تفرد أية جهة بأي قرار قادم.