ايمانويل ماكرون رئيسا جديدا للجمهورية الفرنسية من خارج الاحزاب التقليدية الكبرى...
كثيرة هي التعليقات في المنتديات السياسية اللبنانية والعربية، وكلها تدور في دائرة ما ستكون عليه فرنسا في مواجهة التطرف الفرنسي الذي نال 35% من اصوات الفرنسيين، وهو رقم يؤسس لجبهة معارضة ستحد حتما من مساحة حرية الرئيس، بانتظار الانتخابات البرلمانية القادمة في ضوء الانتخابات الرئاسية.
ونحن نرى ان مقاربة الحدث الرئاسي الفرنسي يجب ان تكون حول ما يضمره الرئيس الجديد ويعتقده في نظرته الى القضايا العربية وهي شائكة ودامية ومصيرية.
في سجل الرئيس الجديد ماكرون، انه قَدِمَ من رحم الوسط الفرنسي والقريب من الحركة الصهيونية، ولن تختلف نظرته في السياسة الخارجية عن نظرة الرئيس السابق هولاند الذي منحه بركته واصواته، وهو رفض في السابق التعليق على الاعتراف بدولة فلسطين ولا يُعتبر قريبا من الكرملين، وهو يتموضع في منتصف الطريق بين معارضته للنظام في سورية والدعم المحدود للمسلحين، ولكنه في نيسان 2017 اقترح التدخل العسكري في سورية، وهو من دعاة المشاركة في حلف اطلسي بقيادة الولايات المتحدة، والاكثر تشددا في تعامله مع القضايا العربية، واكثر انفتاحا على الاتحاد الاوروبي الذي سلم مقاليده الى السياسة الاميركية، وهو ومنافسته ماري لوبان صورة لعملة واحدة.
اما نحن العرب، ما اشطرنا باللهو والضياع والتطبيل في اعراس الغير كانشغالنا بانتخاب الرئيس الاميركي لولاية بعد ولاية، واليوم ننشغل في انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد!! ولا ننظر ولو لمرة واحدة في تعاستنا وكسلنا وتوكلنا وتخاذلنا وعجزنا وتخلفنا عن شعوب العالم الفاعلة وغير المفعول بها كحالتنا، حتى نستحق الحياة الكريمة...
فهل من مدّكر؟؟
عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
[email protected]