سيدي الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأنت تسير بخطى حثيثة صوب مغادرة القصر الرمادي -كما يسميه البعض-بعد نهاية مأموريتكم الثانية -إنشاء الله-تاركين وراء كم إرثاً ثقيلا سيحسب لكم أو عليكم بعد ماتكون الموضوعية في مايتعلق بإنجازاتكم ممكنة، وسوف وقتئذ يذكر عنكم معارضو كمْ الكثير من الأمور التي لاتردون ذكرها، في حين سوف يبالغ أيضاً المستفيدون من حكمكم في تضخيم إنجازات تفوق فعلا ماحققتم.
لكنه بعد ماينقشع غبار مغادرتكم السلطة نافضينَ أيديكم منها فحينئذٍ سوف ينصب ميزان العدل التاريخي ويضع في كفتيه ماأنجزتم فعلا لصالحِ البلد ومأفسد في ظل حكمكم من حقوق للشعب.
وأظن أن النتيجة التي سوف يتفق عليها الطرفان (الأنصار والمعارضة) هي أن العدالة والشفافية في التوظيف والتعيين والمسابقات العامة والمناقصات كذلك كانت شبه غائبة إبان حكوماتكم المتعاقبة للأسف.
وإذا أردتم التأكد من صحة هذه الأحكام فماعليكم ياسيادة الرئيس إلا مراجعة بسيطة لأسماء من عينوا في وظائف عامة ومن نجحوا في مسابقات ونفس الشئ بالنسبة للتعييناتِ والصفقات العامة فلن تجدُ وا أي شئ من ذلك قد تم بشفافية ونزاهة وعدالة، ويعود السبب في ذلك الأختلال المشين إلى أن الحكومة برئآسة الوزير الأول ووزرائهِ ومدرائه وأمنائه العامين جميعهم لايوظفون سوى أقاربهم وأنصارهم وحاشياتهم،وإن حصل عكس ذلك مرة فسيكون إستثناءً يؤكد قاعدة الفساد المشار إليها أعلاه.
سيدي الرئيس إن صح هذا وهو ثابت فعلا !فلاتؤنب أوتلوم شباب (لحراطين )أو المهمشين بصفة عامة الذين ليس لديهم وسطاء متنفذون يمكن أن يقودوهم إلى التوظيف أو التعيين والمنح وكسب الحقوق بصفة عامة، وعليه فإن قام هاؤلاء أوغيرهم بفوضى عارمة لاتبقي ولاتذر على الطريقة الليبية أو السورية لاقدرَ الله فإن المسؤل عن ذاك حينئذ هم من وراء الفساد الذي تغض الحكومة الطرف عنه منذُ أمد بعيد.
وهنا سيدي الرئيس أتسمح لي بطرح سؤال مؤداه : فهل يحدث كل هذا ولأكثر من ثلاثة عقود من الزمن ومخابراتنا لم تقدم حول هذا الفساد تقارير للمسؤ لينَ، أم أن مهمتها تقتصر على متابعة الذين بإمكانهم هز أركان الحكم القائم، وأظن أنه من أشد مايمكن أن يقوض أركانه- ولو عل المدى المتوسط -هو غياب العدالة، وبسبب ذلك الغياب إستشرى الظلم العلني المعيش حالياً في مختلف الدوائر الحكومية.
سيدي الرئيس أَلاّ تعلم حقاً! أن الشباب الراغب في الوظيفة عن طريق المسابقات العامة مهما أتي من علمٍ وذكاء لن يصل إلى مبتغاه في أي أمتحانات إلا إذاكان وراءه متنفذ من الدرجة الأولى حاملاً خمسة نجومٍ ! ولا يمكن أن يفند هذه الحقائق الذي ذكرنا إلا (سفسطائي) مأجور!
سيدي الرئيس إن هذا الفساد الأخلاقي لم يكن معروفاً لدى شعبنا إلا مع مجيئ الأنظمة بالقوة ، وقد كانت لدينا أخلاق وقيم يوجهها العلماء وإرادة وإباء تحلى بها قادة عظماء أمثال بكار ولد إسويدأحمد وأحمد ولد أحمد ولد عيدّه وغيرهم كثيرْ ولكن إرث هاؤلاء وأولائك قد تبخر للأسف عند أول إزاحة للنظام بالقوة، وظل الفساد يتفاقم بعد ذلك كَلْمُتوالية العددية إلى أن أصبحنا مجتمعاً فاسداً.
ومادام الأمر وصل هاكذا فإننا في مقاطعة باركيول الذين كناّ ومازلناضحية الفساد والتهميش وذلك لأننا لم يعين مناّ وزير ولا ذو منصب عالٍ نكون بواسطتهما قد حصلنا -مثل غيرنا -على قسط من من ريع هذا الفساد ، لهذا نأمل منكم سيدي الرئيس إلتفاتة سخية تنصف أطرنا الذين يتوفرون على الكفاءة العالية والنزاهة الأخلاقية ومع ذلك ساهموا معكم في كل الأستحقاقات الأنتخابية وأنفقوا في ذلك مالديهم من مال ووقت ثمين.
وفِي الختام نتمنى عليكم السيد الرئيس أَن لا تغادروا السلطة إلا وقد قضيتم على الفساد ووضعتم أوسس العدالة الحقّة وليس مجرد شعارات براقة تجذب السامع الذي أصبح يشك في أصل العدالة من أساسها، وننبهُ سيادتكم أنّ. هذا المقال ومافيهِ من إشارات ماهي إلاّ مقدمة لوضع نقاط الفساد على حروفها،خصوصاً فيما يتعلق بتسيير الحكومة الحالية تحت قيادة الوزير الأول يحي ولد حدمين.
الويزفيل / كنتاكي/ أمريكا :يحي ولد مقامه