الشتائم هي طريقة تفكير سلبي والتي يصنفها علماء الاجتماع في اطار العدوان اللفظي يلجأ اليه الانسان ( الحيوان لا يشتم بل يعبر عن غضبه بطريقة دفاعية ) للتعبير عن الغضب بشكل حاد في وقت محدد ضد الاخرين.
والشتائم هي الوجه الاخر للخجل ، لكنهما من نفس الجذر.
فالخجل هو غضب موجه نحو الذات اما الشتيمة فهي غضب موجه نحو الاخرين، لعدم قدرة الانسان على تغيير رأيهم او مواقفهم بالاقناع.
السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لجأت الى الشتيمة للتعبير عن افكارها خلال كلمة ألقتها امام "ايباك "منظمة اللوبي اليهودي في امريكا ، ولربما أنها أرادت أن تحابي اليهود فانفعلت اكثر من اللازم وقالت بأنها ستضرب بالـ "الحذاء" كل من يعادي إسرائيل، وأضافت : وأنا أرتدي حذاء كعب عال ليس من باب الموضة، بل لأضرب به مجددًا، في كل مرة يحدث فيها شيء غير صحيح!!!
السيدة نيكي غشيمة في عالم السياسة الخارجية، ومن الواضح أنها جاهلة في التاريخ رغم معرفتها بالاحذية، ورغم أن اصلها من الهند قلب الشرق الساحر، الا انها نسيت أن معظم شعوب الارض يعادون الاحتلال ويصوتون ضد اسرائيل . ونسيت أن الرئيس الامريكي بوش الصغير هو الذي ضُرب بالحذاء في بغداد وان خروتشوف هو اول من خلع حذاءه وضربه على طاولة الامم المتحدة وهددها بحرب ذرية اذا لا تتأدب وتلتزم حدها .
فهل ستخلع السيد نيكي كعبها وتضرب به ٧ مليار نسمة على وجه الارض ؟ ام ستضرب 172 دولة تصوت ضد الاحتلال ؟
هل تضرب السيدة نيكي بكعبها العالي واخلاقها "الواطية " منظمات حقوق الانسان في العالم واعظم الشعراء والمفكرين في هذا الكوكب ؟
هل ستضرب حاخامات ناطوري كارتا ويهود منظمة بتسيلم وابراهام بورغ والمعارضة الاسرائيلية ؟
هل تعلم حافية القدمين ان وزير جيش الاحتلال ايهود باراك قال على شاشة تلفزيون اسرائيل : لو كنت انا فلسطينيا لاخترت ان اكون ضابطا في منظمة التحرير؟
هل سمعت هذه " الجاهلة " عن منظمات يهودية تناضل ضد الاحتلال الاسرائيلي مثل "ووتش ذا محسوم" و"شوبريم شتيكا" و"شلوم اخشاف" وعشرات غيرهم ؟ وهل تعلم ام كعب عالي ان وزير القضاء الاسرائيلي تومي لبيد وهو والد يائير لبيد زعيم اكبر ثاني حزب في اسرائيل قال : كلما رأيت نساء رفح اخجل من نفسي واتذكر ما فعله هتلر بعائلتي ؟
هل تعلم ام كندرة ان عالبية المثقفين والصحافيين اليهود يقولون : انا اخجل انني اسرائيلي حين يشاهدون ما يفعله الاحتلال بالشعب الفلسطيني ؟
ترددت وانا اكتب هذا الرد على امرأة جاهلة في التاريخ ، ولو انها قرأت الادب الامريكي مثل رواية ذهب مع الريح لمارغاريت ميتشيل او رواية الشيخ والبحر لارنستو همنغواي لما قالت ما قالت.
بل لو انها قرأت عبارات جورج واشنطن عن حرية الشعوب ، لشلحت كعبها العالي ودفنت رأسها في المخدة تبكي من الخجل وتعتذر لكل أحرار العالم .
د. ناصر اللحام