علمت "القدس" دوت كوم، (الثلاثاء 27 كانون الأول 2016 ) من مصادر مطلعة أن "قياديين من منظمة إيباك ومجلس المنظمات اليهودية الكبرى، وإي.دي.إل، ومعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومنتدى السياسة الإسرائيلي وآخرون، عقدوا على مدار الايام الثلاثة الماضية لقاءات لبحث الخطوات التالية في مواجهة قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يدين الاستيطان، ولقطع الطريق على أي جهود محتملة في الأمم المتحدة تحدد أطر الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 قبل استلام الرئيس المنتخب دوانالد ترامب مقاليد البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني المقبل".
وتهدف هذه الجهود بلورة "عهد جديد "بين الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تطلق يد الاحتلال الاسرائيلي وتتيح لنتنياهو الذي تربطه علاقات صداقة مع ترامب فعل ما يشاء في الضفة.
وعلمت "القدس" دوت كوم ايضا أن هذه الاجتماعات لم تنتهي بعد "تسعى لرصد الجهود البشرية والمالية لتعزيز معارضة الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ، وتطعيم فريق ترامب المختص بشؤون الشرق الأوسط بشخصيات من ذوي الخبرة الطويلة، لتقديم الإرشادات والمشورة الحكيمة للرئيس المنتخب، خاصة وأن الذين يعملون الآن ضمن هذا الطاقم هم من أصحاب التوجهات اليمينية والمتطرفة مثل ديفيد فريدمان، الذي يفتقر لأي خبرة دبلوماسية، وانه سيكون من الأفضل لترامب السماع لشخصيات معتدلة مخضرمة وذات سجل دبلوماسي طويل، وعلى معرفة وثيقة بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي" وذلك في تلميحات واضحة لمبعوث السلام الأميركي السابق دنيس روس، الذي علمت "القدس" دوت كوم أنه يسعى للحصول وظيفة استشارية مهمة في إدارة ترامب.
ويقول المصدر لـ "القدس" دوت كوم "يعتقد هؤلاء (الذين التقوا مؤخرا ولا يزلون يلتقون) أن خط إستراتيجية واضحة للإدارة المقبلة يتطلب جهودا مكثفة، ولكنهم واثقون أن الرئيس القادم ترامب يُبشر بعهد جديد من العلاقات والأهداف المتلاصقة والرؤية الواحدة مع صديقه (رئيس وزراء إسرائيل) نتنياهو، وأنهم سريعاً سيتجاوزون أذى الأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يعطي الرئيس (المنتخب) ترامب الحرية لنتنياهو ليفعل ما يراه مناسباً في الضفة الغربية من أجل أمن إسرائيل، وهو ما يعني المزيد من المستوطنات وربما ضم أجزاء من الضفة والإبقاء على قوات إسرائيلية في قلب الأغوار المتاخمة للأردن إلى جانب نقل السفارة ألأميركية من تل أبيب للقدس".
ويُسوق معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ضد قرار مجلس الأمن، ويستخدم قدراته وعلاقاته الواسعة للتحريض ضد القرار، من أجل أن يُعطى دنيس روس الذي عمل لسنوات رئيسا لهذا المعهد ولا يزال يعمل فيه كمستشاره الاكبر، موقعاً مهماً في إدارة ترامب.
وكان دنيس روس دعا في مقال نشر له في الاول من كانون الأول الجاري الرئيس المنتخب دونالد ترامب للتمسك بالدبلوماسية و"تجنب المبادرات الكبرى" في إشارة واضحة لرفض اقتراح الرئيس السابق جيمي كارتر الذي كان نشر مقالاً، دعا فيه الرئيس الحالي باراك أوباما المنتهية ولايته للاعتراف بدولة فلسطين أسوة بما فعلته 137 دولة أخرى من أعضاء الأمم المتحدة، ونبهه من مغبة الاعتقاد بأن الاستيطان هو "القبة الكبرى لتحقيق سلام فلسطيني إسرائيلي".
ونفى مسؤول أميركي يوم الاثنين، أن تكون بلاده تسعى لوضع قالب لمشروع قرار آخر في مجلس الأمن يُحدد أطر حل الدولتين ويعترف بدولة فلسطينية، إلا أنه من المتوقع أن يلقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري خطاباً شاملاً يتناول "رؤيته ورؤية الإدارة الاميركية الحالية لإحلال السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل على اساس حل الدولتين".
وكان وزير الخارجية الأميركي كيري قد دعا إسرائيل والفلسطينيين إلى تطوير آفاق حل الدولتين، بعد أن امتنعت الولايات المتحدة على التصويت على قرار في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة يدين المستوطنات الإسرائيلية.
وقال كيري في بيانه إثر تبني قرار الأمم المتحدة، إن الولايات المتحدة لم تتفق مع كل ما ورد في القرار، لكنه قال، إن القرار "أدان بصورة صحيحة العنف والتحريض والأنشطة الاستيطانية ويدعو الجانبين لاتخاذ خطوات بناءة لتغيير التوجهات وتطوير آفاق حل الدولتين."
وقال ترامب في تغريدة بعد اتخاذ قرار مجلس الأمن "أما بالنسبة للأمم المتحدة، فإن الأمور ستكون مختلفة بعد 20 كانون الثاني"، عندما يصبح رئيسا.
وصرح في تغريدة الاثنين (26/12) واصفاً "الأمم المتحدة بأنها "نادٍ لتمضية الوقت". وقال ترامب في تغريدته "الأمم المتحدة تملك إمكانات هائلة لكنها في الوقت الحالي مجرد ناد يجتمع فيه الناس ويتحدثون ويقضون وقتا طيبا.. هذا أمر يبعث على الأسف الشديد".
ويحتدم الجدل بين اليهود الأميركيين الذين أيدوا قرار مجلس الأمن، مثل مبعوث السلام السابق مارتن إنديك، والكاتب بيتر باينارت ومنظمة "جي ستريت" ورئيسها جيريمي بن عامي من جهة وشخصيات مثل روبرت ساتلوف من معهد "واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" ودينس روس وجوقة كبيرة من النواب والشيوخ.
وقال دان كيرتزر، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في عهد الرئيس الاميركي السابق، جورج دابليو بوش إن "اللهجة التي استخدمت ضد رئيس الولايات المتحدة، (باراك أوباما) غير مسبوقة في حد ذاتها، وأنها حقا يجب ألا تكون اللهجة التي يستخدمها حليف مع حليف".
وكان نتنياهو اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما المنتهية ولايته، بأنه تآمر على إسرائيل وضغط من وراء الكواليس لصدور القرار.
مركز الحوار : سعيد عريقات