لا شك أبداً في أن المعارضة الموريتانية إن اختارت مرشحاً موحداً فهي بكل تأكيد طرف حقيقي قد تؤول إليه مقاليد الأمور في البلاد، لكن مهلاً..
مع كل الاحترام.. هذه المعارضة لديها تجارب رائدة في شق صف بعضها ومثال ذلك السريع: حوار ufp مع معاوية 2004، ودعم مسعود ولد بلخير لسيدي 2007، وتشريع أحمد داداه للانقلاب 2008، ومشاركة تواصل في الانتخابات 2013.. هذه ملامح سريعة ولا تعيب المعارضة بقدر ما تظهر سهولة الفت في عضدها، ذلكم أن السياسة مرنة وتتحمل خيارات ممارسيها، لا ثابت فيها ولا مبدأ.
لكن الحقيقة الراسخة هي أن المعارضة الموريتانية فشلت في ترصين خطابها وتأسيسه على منهج.. تارة تدعو للرحيل، وتارة تتبع خبراً غير مؤكدٍ منه.. إلخ.
من أزماتها أيضا خيار "التعطيل" وهو سلاح دارج وشائع في الديموقراطيات لكنه محكوم بأسس عقلية يثبت واقع اليوم في العالم أجمع -تقريباً- أنها لم تعد قائمة.. إن خيار المقاطعة قوي لو أن المعارضة على قلب رجل واحد، ولديها من المبررات المشروحة والمقنعة ما يجعلها قادرة على إنفاذ هذا الخيار.. لا أن تكون مقاطعة مجمدة، نتيجتها نسبة مشاركة مقبولة في الانتخابات وصعود "تيار متطرف" لا السياسة ميدانه ولا مآلات فعله محسوبة أو محمودة.
لا أعتقد أن أي عاقل يتمنى أن تكون المعارضة الموريتانية ضعيفة، فقد خرجت على مدى أجيال أطراً وسياسيين هم اليوم عماد الأغلبية الذي يعول عليه.. لكن هذه المعارضة بحاجة إلى أن تعيد ترتيب نفسها. على مستوى الأحزاب نفسها وعلى مستوى المعارضة ككيان واحد.. المرحلة تقتضي ذلك، وما دام الكل مؤمنا بمشروع فلا عيب في أن ينزل القادة عن عروشهم للشباب.. نعم للشباب.