تعيينات ترامب تثير مخاوف المسلمين الأميركيين / سعيد عريقات

أربعاء, 2016-11-23 11:13

أثار الإعلان عن مرشحي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمناصب وزير العدل، السيناتور جيف سيشنز ، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عضو الكونغرس مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي الجنرال المتقاعد مايكل فلبين، حالة من القلق والخوف بين أوساط المسلمين والعرب الأميركيين، الذين باتوا يخشون على حقوقهم وحرياتهم المدنية كمواطنين، بعد ارتفاع حدة "جرائم الكراهية" ضدهم منذ انتخاب ترامب قبل أسبوعين، ومن احتمال أن تعزز هذه التعيينات انطباعات داخل وخارج أمريكا بأن الولايات المتحدة تخوض حرباً ضد الإسلام نفسه.

وأعربت مجموعة من الجماعات الحقوقية الأميركية وزعماء دينيين يوم الجمعة الماضي عن انزعاجهم من تعيين ترامب للجنرال المتقاعد مايكل فلين كمستشاره للأمن القومي، خاصة وأن فلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية الأميركية، وصف الإسلام مراراً بـ"السرطان" ووصف الإسلام بأنه "ليس ديناً وإنما أيديولوجية معادية" وجادل بأن "الخوف من المسلمين هو أمر منطقي" وحذر من انتشار الشريعة الإسلامية داخل الولايات المتحدة رغم عدم وجود أدلة على ذلك.

من جهته أيد السناتور سيشنز، (مرشح ترامب لمنصب وزير العدل)، دعوة الرئيس المنتخب لحظر دخول المسلمين للأراضي الأميركية وقال إن هناك "إيديولوجية سامة" تكمن في جذور الإسلام فيما شارك النائب مايك بومبيو ، مرشح ترامب لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية CIA، في صياغة مشروع قانون يحظر جماعة الإخوان المسلمين، التي يتهمها أصحاب نظريات المؤامرة من اليمينيين الأميركيين بالتخطيط إلى اختراق صفوف الحكومة الأميركية.

وازدحمت برامج الأحد الأسبوعية السياسية (الأحد 20/11/2016) بالحديث عن جدل هذه العيينات وموقف الإدارة المقبلة من المواطنين المسلمين لعل أهمها كان استضافة رئيس موظفي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، (ورئيس الحزب الجمهوري) الذي يعتبر من المعتدلين راينس بريبوس، الذي أكد أن ترامب سوف "يعلق" الهجرة من دول "يحدث فيها إرهاب منتظم".

وقال بريبوس على برنامج "ستيت أوف ذي ينويون" الأسبوعي على شبكة سي.إن.إن، الذي يستضيفه الإعلامي الشهير في الشبكة جيك تابر، رداً على سؤال عما إذا ترامب سيقيم سياسته على اساس أن "الخوف من المسلمين منطقي" أن كلمات فلين "ليست تصريحا عاما للجميع"، مكرراً أن "هناك أعضاء متطرفون في تلك الديانة يجب التعامل معهم".

وقال بريبوس أن سياسة ترامب ستكون "حيث يوجد إرهاب منتظم، وحيث توجد دول تؤوي وتدرب إرهابيين، سوف نعلق الهجرة بشكل مؤقت من تلك الدولة أو المنطقة حتى وضع نظام تدقيق أفضل".

وردا على متابعة تابر الذي قال أنه وبما أن "الخوف من الإسلاميين المتطرفين منطقي"، فإن الجنرال فلين أكد أن "الخوف من [جميع] المسلمين منطقي" ولكن بريبوس تمسك بالقول أن "هناك بعض الأشخاص داخل تلك المنطقة الذين نخافهم"، ولكن "إدارة ترامب لا تؤمن بالاختبارات الدينية" أو "الحكم العام على ديانة بأكملها".

وقال أنه بدلا من ذلك، سوف تحاول الإدارة "تحديد المشاكل والتعليق المؤقت لدخول سكان من تلك المناطق الى الولايات المتحدة الى حين وضع نظام تدقيق أفضل" دون أن يحددها.

وكان ترامب قد استغل الهجوم الإرهابي في مدينة سان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا يوم 2 كانون الأول 2015 الماضي خلال حملته الانتخابية، للمطالبة بـ "توقيف كامل وشامل لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة حتى تمكن ممثلين دولتنا بفهم ما يحدث"، ما أثار انتقادات واسعة، ومن ضمن ذلك من قبل مشرعين أميركيين من كلا الحزبين.

يشار إلى أن ترامب حاول التراجع عن بعض ملاحظاته بخصوص المسلمين إثر انتخابه يةم 8 تشرين الثاني الجاري، وورد أن طاقم حملته تواصل مع عدة دول عربية، طالبين منهم تجاهل خطابات ترامب المعادية للمسلمين خلال حملته للرئاسة، كما اختفت في الأيام التي تلت انتخابه الإشارة إلى عزمه بمنع دخول المسلمين من موقعه بشكل مؤقت، ولكنها ظهرت من جديد في وقت لاحق.

وقد وصف أحد الناطقين باسم الموقع إن اختفاء ملاحظات منع دخول المسلمين من موقع ترامب بـ "الخطأ الفني" فقط وأنه ليس أن ترامب سوف يتبنى نبرة وسياسات أكثر اعتدالا اتجاه المسلمين بعد توليه الرئاسة.

يشار إلى أن جرائم الكراهية زادت في الولايات المتحدة بنسبة 7% خلال عام 2015، وكانت نسبة الزيادة في الجرائم التي تستهدف المسلمين مرتفعة للغاية، حيث بلغت 67% بحسب ما ورد في التقرير السنوي لمكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بى أى". 

وأشار التقرير إلى أنه لم يتم تسجيل هذه الزيادة الكبرى في حوادث استهداف المسلمين منذ تعرض الولايات المتحدة لأسوأ هجمات إرهابية في تاريخها عام 2001.

ويذكر تقرير الـ"إف بى آى" وقوع 5850 حادث كراهية في كافة أنحاء البلاد، خلال عام 2015، مقارنة بـ 5479 في عام 2014.

وسجلت حوالي 1244 حادثة مرتبطة بدوافع دينية العام الماضي مقارنة بـ 1014 في العام الذي سبقه. 

وتأتى هذه الأرقام في الوقت الذي تراقب فيه جماعات الحقوق المدنية زيادة في الحوادث المشحونة دينيا وعنصريا عقب انتخاب دونالد ترامب رئيسا.

وذكر "مركز الفقر الجنوبي للقانون" وهو مركز حقوق مدني يراقب الحركات المتطرفة في كافة أنحاء الولايات المتحدة، إن استغلال هجمات داعش في أوروبا وضربات الإرهابيين في الولايات المتحدة أشعلت الكراهية ضد المسلمين على الأرجح.