هنالك محاولة لتقزيم المقاومة،لاأستطيع استيعابها ولم أفهم دواعيها ولامبرراتها ،فمن يقول بأن المقاومة يجب أن لا تأخذ هذا الكم من الإعتزاز في نفوسنا لانها لم تخرج المستعمر بصورة مباشرة .. لتلك الأسباب ،له نقول أنه منذ متى كانت المقاومة تحتاج في ترسيخها في ذاكرة الزمن والمجد ، إلى أن تكون قد وصلت مرحلة النِديّة مع المستعمر فهذا منطق يجافي الأمانة التاريخية وتنكر للتضحية ،ولماذا هذا الحرص التدقيقي والتشكيكي ، الذي يأخذ منحى التكبيل والتقييد للمقاومة ،فالحجر الذي يقاوم به أطفال فلسطين العدوان الصهيوني ، يتساوى مع بلدوزرات الأمة الفرنسية في مقاومتها للإحتلال الألماني ،فالمقاومة تتناسب طرديا مع الإمكانيات المتاحة للشعب المقاوم ،فما يجب أن نركز عليه هو حصول المقاومة أصلا ؛ ممايفيد بوجود فكر تحرري يرفض الخنوع والإستكانة عند ساكنة هذه الربوع ؛ فهنا حجر الزاوية ،وأشلاء كبولاني على ذلك من الشاهدين ،تلك العملية النوعية التي لم تشهدها المنطقة، نظرا لبساطة الوسائل المستعملة ، ولأهمية الشخصية المستهدفة ؛وليس التركيز على كونها من أخرجت المحتل أم لا ؛ فهذه نظرة قد يشوبها بعض التقزيم لدماء سقطت وأرواح أزهقت وألآم صدحت بها الحناجر ، وصدور قد مزقت بالخناجر ..،وكأن لسان صاحبه يقول أن عملية العد الإعتباري للتضحيات تبدأ عند إخراج المستعمر ،وأن ما دون ذلك يعتبر بعض الرتوش التي لايعتد بها .،فهذا المنطق العقوقي سنكتوي به عاجلا أم آجلا ، بفعل أجيالنا المستقبلية والتي نزعنا عن ذاكرتها تلك النظرة الموّقرة لرجال قدموا كل عزيز حينما كان للرصاص أزيز وقدموا كل غالٍ ونفيس في سبيل تحرير الوطن ..
ـــ عقوق آخر زمن ـــ
