بالنسبة لي شخصيا، كانا هاجسان مهمان يقضان مضجعي؛ الهاجس التنظيمي، والهاجس الأمني. ففي الأول، أستطيع القول، وبكل تواضع وفخر، أننا وفقنا في الجانب التنظيمي؛ نظرا لأن لا تجربة لدينا،في ضيافة حشود بمثل هذا الحجم، ونظرا لإمكانياتنا المتواضعة.
كان الشباب، متحمسا،ومندفعا (مارك أقداج) كل في سهولة وشغف، لاسداء خدمة، أو تسهيل مهمة للضيوف والوافدين.. أعجبني حسن وتوفر دورات المياه ونظافتها، وبعدد كاف في محيط المركز الإعلامي.
لقد كنت حريصا من اليوم الأول، على تفقدها من حين لأخر، حتى تطمئن نفسي على هذا الجانب، وما وقفت على عيب أو نقد ذي بال.. كانت دورات المياه معدة إعدادا جيدا، ومن صناعة فرنسية.
كان هناك بعض الارتباك في يومي السبت والأحد، لكن في يوم القمة، وبفضل تكاتف جميع الجهود، استطعنا أن نقوم بخدمة متواصلة من خدمة وسقاية وتسهيل حتى آخر سويعة من مساء يوم الاثنين..
وفي الثاني، يتصور العرب وفي صورهم النمطية عنا، أننا بلد غير آمن وغير مستقر. وبالتالي، السفر إلى بلدنا، يشتمل على بعض المخاطرة والتهلكة.. لقد أعجبني حسن الجواب وسهولته من أجهزتنا الأمنية وقوات جيشنا..
المظاهر المسلحة من دبابات وآليات ثقيلة دليل قاطع على أنك تواجه مشكلة أمنية حقيقية.. المتاريس الكثيرة والحواجز الأمنية، وقطع المرور في الشوارع دليل كذلك لا تخطئه العين أنك في جهد بالغ ومعقد لبسط الأمن والسكينة....الأمن ليس بالمظاهر المسلحة، الأمن بحسن المراقبة، وحسن التوقع، واليقظة الاستخباراتية، والرد المناسب حسب الموقف، وحسب الحاجة؟
الجواب الشافي: أن تظهر للعرب أن ما يشغلهم من هواجس، تمرين عادي وسهل، ولا يتطلب منك أي عصبية أو تعرق. كان من الجواب الشافي أيضا، هذا اليسر، هذا التدفق السهل للسيارات وحسن تنظيم المرور، بدون تعقيدات أو مشاكل تذكر..
شكرا كثيرا للقيادة العسكرية والقيادة الأمنية على فهمها لهذا الأمر.. وإظهارنا بمظهر الشعوب المتحضرة في أوربا وأمريكا.. هناك الحياة العادية تسير جنبا إلى جنب مع استضافة القمم،والأحداث الكبيرة، بدون تعكير ولا بلبلة ولا صعوبة للانسان العادي..
لقد سعدت كثيرا وأنا أتجول في صباح يوم القمة عند السادسة فجرا أن نواكشوط بحالته العادية، سكينة وهدوء، وطمأنينة، لا تحسب أبدا أن هناك شيئا صعبا أو معقدا...
ومما تقدم، فإن الهاجسان التنظيمي والأمني قد تحولا، ولله الحمد، إلى مفخرتين، لا يجادل فيهما إلا جاحد أو منافق، شديد الجحود أو شديد النفاق.. أما الجانب السياسي، فليس بهاجس لنا وحدنا،و لا نتحمل نتيجته، ذلك شأن العرب كلهم، رضوا به أو أحبوه، ذلك شأنهم وواقعهم..