عادة مايكون في دوان الملوك والرؤساء عدة مستشارين من مختلف الأتجاهات والتخصصات وذلك من أجل إستشارتهم في كل ما يستجد من أمور يحتاج سبر أغوارها إلى حصافة الرأي والمعرفة،إلاّ أنه للأسف في موريتانيا يلاحظ عكس ذلك لأن كل رئيس يأتي بعد آخر كتتابع عربات القطار إلا ويترك لخلفه تركة من الأعوان والمستشارين ، ويضيف عليهم هو الآخر من نوعهم حتى يصفح كيل المستشارين المزاجيين الذين لايريدون تكدير صفوِ الرئيس الجديد القديم بالمشاكل والهموم الوطنية.
فحصيلة هذه التجربة منذ قيام الدولة الموريتانية إلى الآن من جملة ما أعطت أن هؤلاء المستشارين أو البطانة أساس عملهم هو تمجيد الرئيس وتقديسه حتى العبادة إلى أن يفسدوا بعملهم ذلك مزاج الرئيس وتقديره للأمور بمافيه معرفته لذاته التي يكتشف من جديد عند هذه البطانة القابل بعضها للوصف بغير ماهو طيب .
إن هذه البطانة تضع رئيس الدولة في قفصين من الأوهام والكوابيس المزعجة ، ولاتترك شئاً يصل إليه من هموم البلد ومشاكله إلا ماأرادت هي إصاله ، وذلك خوفاً من تغيير مزاج الرئيس المقدس لديهم .
ومن خلال مامرّ معنا من تحليل واقع هذه البطانة فإنه كان يجب على السيد الرئيس أن يتنبه إلى وضع هؤلاء المشارين - إن تَرَكُوا له هامشاً من الوقت يستطيع فيه التأمل ومراجعة النفس-
فمادام الحال هكذا فإني أتمنى على السيد الرئيس أن يقتبس من تجربة المغفور له ملك المغرب الحسن الثاني الذي مافتئ طيلة حياته إلا ويعين المستشارين ويقيلهم بستثناء المرحوم رضاإقديرة الذي إحتفظ به طويلا حتى أثار ذلك فضول أحد صحافة الكويت الذي سأل الملك ذات مرة عن سر إحتفاظه برضا إقديرة دون الآخرين وكان رد الملك صارماً قائلا له لأن ريضا إقديرة هو المغربي الوحيدالذي يستطيع أن يقول لي بأني قد أخطأت في أمرٍما، في وقت أنا في أمس الحاجة إلى ذلك التمبيه، والذي كان يمكن أن يكلف الرجل الكثير بما فيه وظيفته ، ورغم ذلك ظل يقدم نصحه الصادق مراعياً مصلحة وطنه قبل كل شئ .
وأخيراً أقترح على السيد الرئيس تلافياً لأخطاء الماضي أن يعيد النظر في من حوله من مستشارين ورجال مخابرات والذين يفرضون عليه حصاراً غير معلن كاد أن يبعده عن الخيرين من ذوي الكفا آت من وطنه ، فلا تتردد أيها الرئيس في البحث عن مستشار يملك قناعة وشجاعة المرحوم ريضا إقديرة لتتخذ منه قدوة للمستشارين في المستقبل .
ذ/ إسلمو ولد محمد المختار ولد مانا