تدوينة للكاتب الصحفي: الحسن ولد إحريمو بعنوان ســفــر غيــر مُـبــاح لـقــيــادات الــمــعــارضـــة

أربعاء, 2016-03-09 16:54

لقد كان شاعرنا العظيم أحمد ولد عبد القادر يستخدم لغة خارجية واصفة حين استخدم تلك الصيغة الشهيرة في قصيدته "السفين" فقال: "رحلنا.. رحلنا.. كما كان آباؤنا يرحلون.. وها نحن نبحر.. كما كان آباؤنا يبحرون".. أقول هذا لمعرفتي بأن مجتمعنا البدوي وإن كان رحالاً، إلا أن "يوم الرحيل" أيضاً لم يكن يوماً محبباً فيه عادة عند أهل البادية، ففيه من المشاق والإرهاق، ما هو كفيل بجعل 

النفور منه هو الجبلة والطبع المتملك لمعظم الناس في بلادنا. فيوم الرحيل عادة لا يتفيأ فيه رأسٌ ظل خيمة، ولا يتذوق فيه أحد طعاماً، ويبدأ الاشتغال على ربط الأحمال على الجمال، من ظلمة الصبح، ويسير الرجال مترجلين وسط الأشواك، طيلة شمس اليوم، ولا ينزل المرحل غالباً إلا في الساعات الأخيرة من النهار. ولا شراب طبعاً ولا طعام ولا شاي، وقصة خسارة "لبن الرحيل" أيضاً معروفة، بل هي مضرب الأمثال. ولكل هذا نمت الحساسية الثقافية المفرطة تجاه يوم الرحيل، ويتلمس ذوو الدعة والسعة والبسطة من العقل والإبل دونه عادة ألف عذر وعذر. 
والسفر قطعة من العذاب، ولذلك رخص فيه الشارع الحكيم القصْر في الصلاة، عماد الدين، وهو ما اقتضى التمييز بين السفر المباح لطلب رزق أو نجعة أو لدفع ضرر وجلب منفعة، والسفر غير المباح لمعصية أو بطر وعبث وفساد في الأرض. وما أرى الإعلان عن إرسال أحزاب المعارضة الموريتانية وفوداً إلى الولايات الشرقية الثلاث يوم غد الخميس للدعاية ضد النظام إلا نوعاً من هذا الصنف 

الأخير، أي السفر غير المباح، لما فيه من ضياع الجهد والوقت والمال، وتفرق كلمة المسلمين. ولذلك أدعوهم إلى عدم القصر في الصلاة بين نواكشوط وانبيكة لحواش، لأن سفرهم يخشى أن يكون فيه بطر ورياء وتفرق لكلمة المسلمين. وبدلاً من ذلك أدعوهم للاستخارة والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وأن يلزموا بيوتهم، مداومين على العبادات والطاعات، متحدثين بنعم الله سبحانه وتعالى، حتى يأتيهم من الله فرج، أو يأتيهم اليقين أجمعين.