كان لي شرف لقاء خالي السيد الفقيه الحافظ محمد يحي ولد الطالب "الإِيدَبْنِيِ" الجكنيعلي هامش مأدبة غداء فاخرٍ في البيت العامر للشاب الفاضل الواعد محمد الأمين ولد أحمد دركل (الكاف منطوقة كنطق حرف G في كلمة Garnison )سليل أسرة سيادة و ريادة بطن "إيديبني" الذي هو أحد أكثر بطون قبيلة "تجكانت" شوكة و تضحية وشهامة و مروءة،...
وحدثني الفقيه محمد يحي أنه تتلمذ علي المرحوم العلامة محمد عبد الله ولد الصديق ولد الشيخ سيدي ألمين الجكني سنينا عددابالإمارات العربية المتحدة وما سمع و لا رأي في حياته أكمل ورعا و لا أرسخ علما و لا أندي كفا و لا أكثر تواضعا،... من ابن الصديق رحمه الله. !!
و لم يفاجئني حديث محمد يحي هذا لأن هذا التقييم و خيرا منه و أكثر متواترٌ لدي علماء موريتانيا و صلحائها و نبهائها علي اختلاف أجيالهم و مناطقهم و لدي أمراء و كبار الموظفين بدولة الإمارات العربية المتحدة التي عمل فيهاالعلامة ابن الصديق ثلاثين سنة من 1976- 2006 مفتيا و مدرسا و داعيا إلي الله بالموعظة الطيبة و "القدوة الحسنة"!!
لكن ما استحق التدوين عندي هو ما رواه الفقيه من أن العلامة ابن الصديق رحمه الله أصابته و عكة صحية في أواخر التسعينيات مكث علي إثرها فترة غير قصيرة بالمستشفي و كانت إحدي بناته( توفيت بعد العلامة بفترة قصيرة جدا) من أحب و أقرب عياله إليه فشق عليها مرض العلامة وحزنت حزنا شديدا فناداها أن لا تحزن و أن تطمئن بأنه رحمة الله عليه مذ بلغ حد التكليف الشرعي لم يترك أمرا إلا و امتثله و لا نهيا إلا واجتنبه.!!!
رحمة الله علي العلامة ولد الصديق رحمة واسعة و بارك في عقبه و جعلهم خير خلف لخير سلف و نفعنا ببركته و وفق أجيالنا الناشئة إلي اتباع ناصع سيرته و علو همته و مضاء عزيمته و لوكانت موسوعة "غينس" تعتمد في تصنيفها معيار الورع و العلم و العمل به لدخل العلامة ابن الصديق موسوعة "غينس" باعتباره أورع العلماء المسلمين في القرنين العشرين و الواحد و العشرين الميلاديين و لحاز بجدارة لقب "أورع العلماء"!!