توافد منذ الصباح الباكر اليوم الجمعة 22 يناير 2016 إلى الساحة الواقعة أمام مبنى الجمعية الوطنية عشرات الشباب المحتجين على الانقطاع المتكرر للكهرباء عن أحياء العاصمة والملاحظ بقوة منذ بعض الوقت.
كانت الدعوة الى هذا التجمع موجهة من طرف المنظمة الشبابية لحزب الصواب في إطار برنامجها الجماهيري لسنة 2016 الهادف كما تقول إلى جعل أولوياتها الدفاع عن حياة إنسانية كريمة لكل الموريتانيين في ظل تدن مستمر لمستوى العيش الكريم الذي تمثل موجة الانقطاعات المتكررة للكهرباء أكثر مظاهره شدة، وفرضت على أحياء عديدة أن تتكيف بشكل دائم مع العيش على ضوء الشموع والفوانيس، وحرمتهم من الحدود الدنيا من حاجتهم للكهرباء الذي يعود انقطاعها الدائم إلى تدني مستوى خدمة ما هو موجود من مولدات عفا عليها الزمن وغياب أي جهد في استجلاب أخرى جديدة.
وقد أكد المتظاهرون أن المؤسسة المسؤولة عن التيار الكهربائي لم تلتزم بأي من وعودها المتكررة التي أعلنت عنها لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سنوات رغم سوء خدمات ذلك السنيت وتدنيها التام ، ويقول بعض المحتجين من شباب حزب الصواب إنه إن تمكن سكان الأحياء الميسورة من تعويض غياب وضعف خدمات الشركة الوطنية للكهرباء باقتناء المولدات الكهربائية الأهلية فإن أحياء الهامش الاجتماعي والمقاطعات الفقيرة ليس بمقدور سكانها ذلك، وبالتالي فهم عرضة متكررة لما سماه ( فكرة العقاب الجماعي) الممارسة على هذه الأحياء بحرمانها من مادة اساسية للعيش والنشاط اليومي.
الوقفة استمرت لساعتين وفي نهايتها سلم المحتجون رسالة موجهة إلى رئيس الجمعية الوطنية تقول بعض فقراتها : (في وقت تمضي اغلب أحياء نواكشوط لياليها في الظلام الدامس والحيرة القاضية خوفا من عصابات الجريمة ومكابدة لسع البعوض). ( لم نسمع كثيرا في دورتكم الأخيرة حديثا بحجم معاناة ثلث سكان بلدكم من هذه الآفة، وهو ما جعلنا نتجه إليكم بهذه الرسالة و الوقفة المنظمة من جانبنا للتعبير عن حجم كارثة الانقطاع المتكرر للكهرباء وخطورة استمرارها في فصول الحرارة المقبلة وهو ما يقتضي من دورتكم المقبلة أن يكون الموضوع في مقدمة مواضيعها إن لم تهبوا وتستدعوا دورة طارئة لمناقشته ومساءلة القطاعات الحكومية المسؤولة عن هذا الأمر ).