مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يوصي بتعميق الحلف مع الدول العربية "البراغماتية"

جمعة, 2016-01-22 12:44

مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يصدر تقديره الاستراتيجي لعام 2015-2016 الذي تضمن 11 توصية للسنوات الخمس المقبلة انطلاقاً من التطورات في المنطقة. ومن جملة التوصيات تعزيز العلاقات مع عدد من الدول العربية من بينها مصر والأردن والسعودية والاستعداد من الناحية العسكرية والسياسية لئلا تعود سوريا دولة واحدة.

كثرت التقارير عن اتصالات سرية بين مسؤولين إسرائيليين وشخصيات عربية
أوصى التقدير الاستراتيجي لمركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي إسرائيل بتعميق الحلف مع من وصفها بـ"الدول العربية البراغماتية" تحديداً مصر والأردن والسعودية ودول الخليج.
هذه التوصية هي واحدة من 11 أخرى جاءت في خلاصة تقدير 2015 – 2016 الذي امتد على نحو 160 صفحة بعنوان "المحيط الإستراتيجي لإسرائيل في سنوات 2011-2015 – توصيات حول السياسات لسنوات 2016-2020".
الوثيقة التي انطلقت من تشخيص التطورات الأمنية والسياسية المؤثرة على الأمن القومي الإسرائيلي لبلورة استراتيجية عليا للسياسة الخارجية والأمنية للسنوات الخمس المقبلة، أوصت بما يلي: 

ـ الموضوع الإيراني ربما زال عن جدول الأعمال اليومي الآني، لكنه يشكل تهديداً وجودياً محتملاً على إسرائيل ويجب عليها منع تسلح نظام متطرف ويدعو إلى تدميرها بسلاح نووي. الفترة الزمنية الطويلة التي جُمد فيها البرنامج النووي الإيراني بمدى عام عن القنبلة يتيح لإسرائيل هامش تخطيط لخمس أو ربما حتى لعشر سنوات الى الأمام. يتعين على إسرائيل أن يكون لها برنامج بناء قوة يتيح لها مواجهة السيناريوهات المختلفة - خرق الإتفاق، إبطاله، اندفاع ايراني علني أو سري نحو القنبلة. على إسرائيل أن تستعد لأن تكون من يستغل أفضل هذه الفترة الزمنية، وأن تبني قدرات معززة وجديدة لمواجهة إيران بكل أبعاد نشاطاتها.  
ـ على إسرائيل المبادرة إلى اتفاقات موازية مع الولايات المتحدة تسمح للحليفين بالتنسيق في الموضوع الإيراني. 

ـ الإمكانية الأساسية لإضعاف إيران هي في سوريا. سوريا هي الممر الإيراني إلى العالم العربي، وعبرها تحافظ على الصلة وتقوي حزب الله ومجموعات فلسطينية متطرفة. إضعاف نظام بشار (الأسد) وطرده هي مصلحة إسرائيلية واضحة. فقط هكذا تتضرر إيران وحزب الله. على إسرائيل إيجاد طريق لدعم خطوات في نهايتها لا يشكل نظام بشار الأسد جهة مسيطرة في سوريا، مع الامتناع عن تقوية فصائل سنية متطرفة وعلى رأسها الدولة الإسلامية. 
ـ على إسرائيل الاستعداد من الناحية العسكرية والسياسية لئلا تعود سوريا دولة واحدة والمواجهة داخلها تستمر سنوات طويلة.
ـ على إسرائيل الاستعداد لمواجهة عسكرية شاملة مع حزب الله. 
ـ على إسرائيل الانتقال إلى خطوات مبادر بها ومستقلة على الساحة الفلسطينية.
ـ تحضير الجيش الإسرائيلي لمواجهة إضافية مع غزة تأخذ بالحسبان عبر الجرف الصلب. 
ـ الاستعداد لصراعات ومواجهات وقتال في أبعاد غير نشطة.
ـ تعميق الحلف مع الدول العربية البراغماتية.
ـ تحسين العلاقات الإسرائيلية مع الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
ـ تجديد وترسيخ التفوق الأخلاقي لإسرائيل.

داعش أساسي في تشكيل المشهد في الشرق الأوسط 
وانطلق التقدير الاستراتيجي الذي صاغه رئيس مركز أبحاث الأمن القومي اللواء احتياط عاموس يدلين من أن الدول العربية ضعيفة إلى حد تفكك دول أساسية وأن تنظيم داعش هو أحد المشكلين الأساسيين لمجريات الأحداث في الشرق الأوسط لافتاً إلى عودة الدول العظمى إلى العمل عسكرياً في المنطقة لكن مع الحذر من التورط في أعمال برية. وبحسب التقدير فإنه في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران بقيت إسرائيل وحدها مقابل اتفاق إشكالي يمنحها الوقت، مشيراً إلى المصالح المتداخلة بين تل أبيب و"العالم السني البراغماتي" معدداً كلاً من مصر والأردن والسعودية ودول الخليج. 

على المستوى الفلسطيني وفي ما يتعلق بالمفاوضات لفت التقدير إلى فشل الجولة الإضافية والانتفاضة الثالثة من عمليات طعن ودهس. وتحدث مركز أبحاث الأمن القومي عن تدهور إضافي في الوضع الدولي لإسرائيل بشكل خاص مقابل أوروبا والولايات المتحدة، والذي تؤثر فيه سلبياً التطورات الداخلية التي تهدد مناعتها.  

المركز نظر إلى التغيرات في سوق الطاقة على أنها تطورات إيجابية لإسرائيل لجهة إضعاف أعدائها، كما اعتبر أن التهديد على إسرائيل أصبح أكثر تنوعاً ومتعدد الأبعاد مضيفاً أن الشبكات الاجتماعية تشكل مصدر قوة ومعرفة جديدة. وشخص التقدير أن "إسرائيل قوية من الناحية العسكرية، هناك انخفاض في التهديد العسكري المباشر عليها وتنجح في الامتناع من مواجهات وحروب واسعة". 

الاستراتيجية العليا
التقدير وتحت عنوان الاستراتيجية العليا قال "إن لدى إسرائيل القدرة على المناورة وإيجاد فرص للدفع قدماً بوضعها السياسي والأمني والاستراتيجي، بسبب التطورات التي تعصف بالشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. ومن بين هذه المواضع: توقف الموضوع النووي الإيراني، تهديد الدولة الإسلامية، والتفهم الواسع في العالم وحتى في الشرق الأوسط بأن القضية الفلسطينية لم تعد السبب الأساسي لعلل المنطقة، وهذا يفتح نافذة لأحلاف محتملة مع جهات براغماتية في العالم العربي وتسمح ببلورة استراتيجية عليا شاملة وفعالة". 

وأضاف أنه "في مركز هذه الاستراتيجية اعتدال ومرونة في الساحة الفلسطينية من أجل تقوية العلاقات مع الدول العربية السنية البراغماتية، وترميم وتعزيز العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة. تنسيق وتعاون أفضل مع الولايات المتحدة يسمح بالاستعداد مقابل ايران، التي من الممكن أن تصل الى قدرة نووية عسكرية على المدى الزمني الطويل، ومقابل تهديدات حزب الله والدولة الإسلامية الموجودة على المدى الزمني القصير" وفق ما جاء فيه. 

وخلص التقدير إلى أنه "عندما تندمج القدرة العسكرية لإسرائيل مع فطنة سياسية ومشروعية دولية، فإن هذا الدمج يؤدي الى تقوية جوهرية لإسرائيل ويمكنها من الاستمرار بالمواجهة الناجحة لكل سيناريوهات التهديد المستقبلية وحتى لترسيخ اتفاقات سلام قابلة للحياة مع جيرانها". 

المصدر: قسم الشؤون العبرية في الميادين