تخرج هذا الكاتب الصحفي من هذه المدرسة في هذا البلد وفي هذه المدينة وفي هذا اليوم. وكان لهذا اليوم وقع خاص لما شهده من حفاوة وسرور وبهجة، لكنه في قليل سيدخل إلى برزخ مهني، موحش لا سرور فيه ولا بهجة ولا حتى أمل... ولا نهاية في الأفق لهذا البرزخ المهني الذي يقض مضاجع هؤلاء الثلاثين. ولكن من يتحمل مسؤولية هذا البرزخ؟
يتحمل المسؤولية بشكل مباشر الوزير الاول السيد يحي ولد حدمين! لانه هو من بدأ المأساة! ومن غريب المصادفات انه يحاول الآن ذَر الرماد في العيون بالقول إن لديه حل لهذا المشكل، بصدد التهيؤ لتقديمه ولم يقدمه الى الان. لقد كان هذا السيد الوزير الاول هو من اقترح التوزيعة المشؤومة وغير القانونية ( سآتي على هذا في قليل) لنا على المؤسسات الإعلامية . لقد صارحنا الوزير السابق السيد ازيدبيه ولد محمد محمود بهذا في اجتماع معنا في منتصف يونيو الماضي. لقد وشي به احد مدراء المؤسسات العمومية الذين حضروا الاجتماع، فأسرها الوزير الاول في نفسه واقاله على اثرها في شتمبر الماضي. لقد تبلغت بهذا من مصادر جديرة بالثقة والصدق. لقد كان الوزير الاول غاضبا لان الناطق الرسمي باسم الحكومة حمله المسؤولية في هذا القرار وامام كل كتاب موريتانيا الصحفيين! للأسف، كنّا نظن ولحوالي سنة أن القرار اتخذه الوزير السابق بمبادرة منه، لكن تبين أنه ألزمه الوزير الاول بهذا ولما كشف لنا الامر تمت اقالته لانه تنصل من المسؤولية وبشكل علني!
القرار هذا وهو توزيعنا على المؤسسات الإعلامية (إذاعة، تلفزيون، وكالة...) تبين انه غير قانوني!
جاء هذا الاثبات من وزارة الوظيفة العمومية نفسها. في البيان الأخير للوزارة لا ينفك الموظف العمومي من احدي حالات ثلاث:
-وضع تحت التصرف-إعارة-استداع. ونحن لسنا في أي من هذه الحالات. لقد قمنا في الصيف الماضي بدراسة لقانون الوظيفة العمومية، واكتشفنا الامر، لكن الوزارة في ردها على رسالتنا تمترست وراء حجج واهية. وهي الان تقبل أن الإجراء لم يك قانونيا، ولم تحترم فيه الشروط المنصوص عليها قانونا.
مع تقلد الوزير الجديد السيد ولد الشيخ، حرصنا على لقائه وضعه في صورة الحقائق والوقائع. بدا ودودا وملاطفا في لقائه الأول معنا.تكلم عن مشروع الوزير الاول الذي مازال في طور البحث وأنهم بصدد تفعيل دور الكاتب الصحفي في المؤسسات الوزارية. لقد تقابلنا معه لمرتين بعد ذلك، في اللقاء الأخير معه، كان هو يسألنا ان كان هناك جديد! ونحن جئنا لنسأل نفس السؤال، لقد اعترف بانه لا يعرف شيئا عن الامر. لقد كان في شغل عن متابعة الامر الذي وعد بايجاد حل له!
الكاتب الصحفي، مازال في رحلة التهميش ووعود التسويف وضبابية الوجهة! لقد بلغت في عمرك المهني قريبا من حولين. لقد تقلد نظراؤك من قضاة وإداريين مدنيين وماليين مكانهم المستحق، وأنت في هذه الدرج والمزالق لا احد يسال عنك، أو يرحم بك، أو يشفق عليك، أو على الأقل يعطيك حقك الذي تستحق ولا يزيدك عليه.
الكاتب الصحفي:
سيد أحمد ولد أعمر ولد محم.