السعودية تعدم رجل الدين الشيعي نمر النمر و47 شخصا آخرين

سبت, 2016-01-02 10:30

اعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان اعدام 47 شخصا ادينوا “بالارهاب” بينهم رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر احد وجوه المعارضة للسلطات السعودية.

وأدين الـ47، وهم 45 سعوديا ومواطن مصري يدعى محمد فتحي عبدالعاطي السيد، وآخر تشادي، يدعى مصطفى محمد الطاهر أبكر، بـ”استهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية، والسعي لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة السعودية وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة”، وتوعدت ايران الرياض بانها ستدفع “ثمنا باهظا” بعد اعدام النمر.

اما علي النمر ابن شقيق الشيخ نمر باقر النمر، الذي كان قاصرا عند توقيفه فليس بين الذين تم اعدامهم.

وبين الذين تم اعدامهم السبت ايضا محكومون بعمليات اسفرت عن سقوط قتلى تبناها تنظيم القاعدة في 2003 و2004 وبينهم مصري وتشادي.

وتضم اللائحة ايضا فارس آل شويل الذي كانت وسائل اعلام سعودية قدمته على انه رجل دين في تنظيم القاعدة في المملكة حيث اوقف في آب/اغسطس 2004.

وكان فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية حذر في الاول من كانون الاول/ديسمبر السعودية من اعدام عدد من المحكومين بتهم الارهاب والانتماء اليه.

وقال التنظيم في بيان تداولته حسابات مؤيدة للجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي “تبادر الى مسامعنا في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب نبأ الاعدامات التي تنوي حكومة آل سعود تنفيذها في أسرانا المجاهدين من اهل السنة في سجونها”.

واضاف “انّا نعاهد الله ان دماءنا دون دماء اسرانا وان دماءهم الطاهرة لن تجف قبل ان تسفك دماء عسكر آل سعود، ونعاهد الله ان العيش لن يطيب دون النيل من رقاب حكم آل سعود”. وتعهد البيان “اننا لن نخذلكم يا اسرانا حتى يتم فكاكم”.

 

والشيخ نمر النمر احد اشد منتقدي العائلة الحاكمة في السعودية، كان من اهم شخصيات الاحتجاجات في شرق المملكة حيث تعيش غالبية الاقلية الشيعية في 2011. وتشكو هذه المجموعة من التهميش في المملكة التي تضم غالبية سنية

وقد حكم عليه بالاعدام في تشرين الاول/اكتوبر 2014. وتتهم السلطات النمر بقيادة احتجاجات في المنطقة الشرقية حيث تقطن الاقلية الشيعية و”اشعال الفتنة الطائفية” و”الخروج على ولي الامر” وغيرها من التهم.

وهي اول احكام بالاعدام تنفذ في 2016 في المملكة المحافظة المتشددة التي نفذت عقوبة الاعدام في 153 شخصا العام الماضي، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.

ورفضت المحكمة العليا حينها طعناً على حكم الإعدام، بحسب ما ذكره شقيقه محمد.

وأعربت منظمات حقوقية عن قلقها من أن النمر “قد لا يحظى بمحاكمة عادلة”.

كما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، قوله في تشرين الأول/ اكتوبر أن “إعدام الشيخ نمر معناه أن السعودية ستتكبد تبعات كبيرة”.

وكان الشيخ النمر قد اعتقل في تموز/ يوليو عام 2012 عقب تأييده احتجاجات حاشدة اندلعت في شباط/ فبراير 2011 في القطيف بالمنطقة الشرقية.

وذكرت وزارة الداخلية السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الحكم جاء بعد أن ثبت على المتهمين “اعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، من خلال: تفجير مجمع الحمراء السكني وتفجير مجمع فينيل السكني وتفجير مجمع أشبيلية السكني شرقي مدينة الرياض.”

 

وتابع البيان أيضا أن المتهمين وجدوا مذنبين في “اقتحام مجمع الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أي بي كورب) وشركة (بتروليوم سنتر) ومجمع الواحة السكني بمحافظة الخبر بالمنطقة الشرقية باستخدام القنابل اليدوية، والأسلحة النارية المختلفة، وقتل وإصابة العديد من المواطنين ورجال الأمن، والعديد من المقيمين، والتمثيل بجثثهم، والشروع في استهداف عدد من المجمعات السكنية في أنحاء المملكة بالتفجير، وفي تسميم المياه العامة، وخطف عدد من المقيمين بهدف قتلهم والتمثيل بجثثهم، وتصنيع المتفجرات وتهريبها إلى المملكة، وحيازة أسلحة وقنابل مصنعة محلياً ومستوردة، وحيازة مواد متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية وشديدة، وحيازة قذائف وصواريخ متنوعة.”

 

وأدرج بيان الداخلية أسماء المتهمين كالتالي:

 

1- أمين محمد عبدالله ال عقالا – سعودي الجنسية.

 

2 ـ أنور عبدالرحمن خليل النجار – سعودي الجنسية.

 

3 ـ بدر بن محمد بن عبدالله البدر – سعودي الجنسية.

 

4 ـ بندر محمد بن عبدالرحمن الغيث – سعودي الجنسية.

 

5 ـ حسن هادي بن شجاع المصارير- سعودي الجنسية.

 

6 ـ حمد بن عبدالله بن إبراهيم الحميدي – سعودي الجنسية.

 

7 ـ خالد محمد إبراهيم الجار الله – سعودي الجنسية.

 

8 ـ رضا عبدالرحمن خليل النجار – سعودي الجنسية.

 

9 ـ سعد سلامة حمير – سعودي الجنسية.

 

10 ـ صلاح بن سعيد بن عبدالرحيم النجار- سعودي الجنسية.

 

11 ـ صلاح بن عبدالرحمن بن محمد آل حسين – سعودي الجنسية.

 

12 ـ صالح بن عبدالرحمن بن إبراهيم الشمسان – سعودي الجنسية.

 

13 ـ صالح بن علي بن صالح الجمعة – سعودي الجنسية.

 

14 ـ عادل بن سعد بن جزاء الضبيطي – سعودي الجنسية.

 

15 ـ عادل محمد سالم عبدالله يماني – سعودي الجنسية.

 

16 ـ عبدالجبار بن حمود بن عبدالعزيز التويجري -سعودي الجنسية.

 

17 ـ عبدالرحمن دخيل فالح الفالح – سعودي الجنسية.

 

18 ـ عبدالله ساير معوض مسعد المحمدي- سعودي الجنسية.

 

19 ـ عبدالله بن سعد بن مزهر شريف – سعودي الجنسية.

 

20 ـ عبدالله صالح عبدالعزيز الأنصاري- سعودي الجنسية.

 

21 ـ عبدالله عبدالعزيز أحمد المقرن – سعودي الجنسية.

 

22 ـ عبدالله مسلم حميد الرهيف – سعودي الجنسية.

 

23 ـ عبدالله بن معلا بن عالي – سعودي الجنسية.

 

24 ـ عبدالعزيز رشيد بن حمدان الطويلعي – سعودي الجنسية.

 

25 ـ عبدالمحسن حمد بن عبدالله اليحيى- سعودي الجنسية.

 

26 ـ عصام خلف محمد المذرع – سعودي الجنسية.

 

27 ـ علي سعيد عبدالله آل ربح – سعودي الجنسية.

 

28 ـ غازي محيسن راشد – سعودي الجنسية.

 

29 ـ فارس احمد جمعان آل شويل – سعودي الجنسية.

 

30 ـ فكري علي بن يحيى فقيه- سعودي الجنسية.

 

31 ـ فهد بن أحمد بن حنش آل زامل – سعودي الجنسية.

 

32 ـ فهد عبدالرحمن أحمد البريدي – سعودي الجنسية.

 

33 ـ فهد علي عايض آل جبران – سعودي الجنسية.

 

34 ـ ماجد إبراهيم علي المغينيم – سعودي الجنسية.

 

35 ـ ماجد معيض راشد – سعودي الجنسية.

 

36 ـ مشعل بن حمود بن جوير الفراج – سعودي الجنسية.

 

37 ـ محمد عبدالعزيز محمد المحارب – سعودي الجنسية.

 

38 ـ محمد علي عبدالكريم صويمل – سعودي الجنسية.

 

39 ـ محمد فتحي عبدالعاطي السيد – مصري الجنسية.

 

40 ـ محمد بن فيصل بن محمد الشيوخ- سعودي الجنسية.

 

41 ـ مصطفى محمد الطاهر أبكر-تشادي الجنسية.

 

42 ـ معيض مفرح علي آل شكر – سعودي الجنسية.

 

43 ـ ناصر علي عايض آل جبران- سعودي الجنسية.

 

44 ـ نايف سعد عبدالله البريدي – سعودي الجنسية.

 

45 ـ نجيب بن عبد العزيز بن عبد الله البهيجي – سعودي الجنسية.

 

46 ـ نمر باقر أمين النمر – سعودي الجنسية.

 

47 ـ نمر سهاج زيد الكريزي – سعودي الجنسية.

 

من هو الشيخ نمر النمر

 

السعودية تعلن إعدام الشيخ نمر باقر النمر وذلك بعد اعتقاله لما يزيد عن 3 سنوات، على خلفية الاحتجاجات التي عمت المنطقة الشرقية في العام 2012 المطالبة بإعطاء المواطنين الشيعة حقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم من قبل السلطات.

وكانت السلطات في المملكة السعودية اعتقلت الشيخ النمر في تموز/يوليو 2012، بعد ملاحقته وإصابته بطلق ناري في رجله، وأعلنت الداخلية السعودية حينها أنها اعتقلت “أحد مثيري الفتنة”، وادعت أن الشيخ النمر ومن معه “حاولوا مقاومة رجال الأمن، وقد بادر بإطلاق النار والاصطدام بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب”.

والشيخ النمر معارض سعودي، رفع الصوت لمحاربة الفساد في المملكة، والكهنوت الديني والظلم السياسي الواقع على المواطنين الشيعة في السعودية.

كما حارب الكثير من المعتقدات الدينية المنتشرة في السعودية والتي تكفر أتباع الطائفة الشيعية، وخصوصاً الموجودة في الكتب الدراسية، كما قدم الشيخ النمر عريضة “غير مسبوقة” لنائب أمير المنطقة الشرقية في المملكة تجسد المطالب الشيعية، لكن رد السلطات كان دائماً الملاحقة والاستدعاء والاعتقال أحياناً.

وبرغم ضغوط السلطة ومعارضتها أقام الشيخ النمر على مدى أعوام عدة مهرجاناً أطلق عليه اسم “البقيع حدث مغيب”، وذلك بهدف إعادة بناء قبور الأئمة في منطقة البقيع في مكة، حيث تمنع العقيدة الوهابية بناء القبور، وتعتبره من “البدع″.

وحاول الشيخ النمر توعية الناس في بلدة العوامية الواقعة في المنطقة الشرقية في المملكة، كما عمل على رفع مستوى المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية، كما عمل على رفع مستوى الوعي الديني من خلال افتتاح حوزة “القائم” التي تخرج منها العديد من رجال الدين.

والشيخ النمر من مواليد بلدة العوامية في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية عام 1959، من أسرة ينتمي إليها العديد من رجال الدين وخطباء المنابر.

بعد إكمال رداسته الثانوية غادر الشيخ النمر السعودية إلى طهران لمتابعة العلوم الشرعية، حيث درس الأصول والفقه، ثم انتقل إلى دمشق ليكمل دروسه عند عدد من أهم العلماء في حينها.

وبعد إكمال دراسته الحوزوية انتقل الشيخ النمر إلى التدريس، وخصوصاً في دمشق، كما تولى إدارة حوزة “القائم” في طهران ودمشق لعدة سنوات، ليعود بعدها إلى السعودية ويؤسس هناك لحركة واعية تسعى لرفع الظلم عن المواطنين الشيعة في المملكة، ما جعله عرضة للمضايقات الأمنية والاعتقالات.

بعد اعتقاله خرجت المظاهرات في منطقة القطيف للمطالبة بالإفراج عنه، كما حذرت الخارجية الإيرانية من إعدامه وطالبت بالإفراج عنه، وخصوصاً بعد إقرار المحكمة العليا في السعودية إعدام النمر، حيث اعتبرت أن إعدامه سيكلف المملكة “ثمناً باهظاً”.

“راي اليوم”