اغتيال المناضل العربي الكبير سمير قنطار ، رسالة قاسية للجيوش العربية ، تضع النقاط على الحروف وتجعل المثقف العربي يخفّف قليلا من اعتماده على الدول العظمى وعلى روسيا تحديدا . فمنذ اسقاط الاتراك للطائرة الروسية بثّت روسيا ووسائل اعلامها رسالة واضحة للعالم مفادها ان سماء سوريا لا تختلف عن سماء موسكو وان اية طائرة معادية تحلّق في سماء دمشق كأنما تحلّق في سماء موسكو وان مصيرها السقوط بصواريخ ومضادات نوعية جديدة !!!!!
تقول بعض التقارير ان الطائرات الاسرائيلية لم تدخل سماء سوريا وانما ان طائرتين اسرائيليتين وقفتا فوق بحيرة طبريا واطلقتا الصواريخ باتجاه دمشق وبالتالي لم تخرقا الحدود مع سوريا ، ولكن الامر لا يبدو بهذه البساطة ، ففي نهاية الامر قد تجرأت اسرائيل وقصفت مبنى سكنيا في حي جرمانا ونفذت اغتيالا سياسيا بكل معنى الكلمة ، ولم نسمع عن اية مضادات سورية او روسية او عربية . ما يعني ان اسرائيل تسرح وتمرح في العواصم العربية أكثر مما تسرح في مناطق السلطة الفلسطينية ، والغريب ان المثقفين والمحللين والخبراء العسكريين الذين يسألون كل يوم : كيف تجتاح اسرائيل رام الله وجنين وبيت لحم والخليل ونابلس ؟ ينسون ان يسألوا على نفس الفضائيات : كيف تجتاح وتقصف الطائرات الاسرائيلية العواصم العربية وتضرب السودان ولبنان وسوريا ، فاما ان تقصف عواصم العرب او تفتح فيها سفارات .
اسرائيل توحشّت تماما ، واحزاب اليمين الصهيوني تشرب الدم كل يوم ، وقد تحوّلت الى مصدر للتوتر العالمي كله ، وقد أفسدها الدلال الامريكي والدلال العالمي بلا استثناء لاية دولة عظمى ، حتى صارت تسمح لنفسها ارتكاب كل الجرائم وقتل من تريد . وهي لم تفهم بعد ان هذه الجرائم ستخلق جيلا عربيا كاملا لثلاثين سنة قادمة ، لا يفكر ولا يتمنى الا ان يقصف تل ابيب .
سمير القنطار ابن فلسطين ، عاش من اجل فلسطين ، واستشهد من اجل فلسطين ، صحيح ان لبنان هي الام البيولوجية لسمير ، ولكن فلسطين كانت الام التي ربته واحتضنه ثلاثين عاما ... واغتيال سمير لن يكسر ظهر الثورة . لان سمير قنطار فكرة ، والفكرة لا تموت بقصف الطائرات ابدا .
د. ناصر اللحام