أبارك لمواطنينا عيد استقلالنا الوطني 28/ 11/ 24 20 !

جمعة, 2024-11-29 21:21

أيها الشعب العزيز نبارك لك استقلالك عن تلك الدولة الفرنسية ، ذلك الاستقلال الذي يعد منة من ربنا عز وجل وذلك دون ما عناء يذكر مقارنة بما بذل الشعب الجزائري الشقيق في سبيل استقلاله الوطني(مليون ونصف شهيد)!
كما أبارك لكم أيضا أيها الشعب على هذه الارض الطيبة المعطاء التي من الله علينا بها وبدون حول منا ولا قوة و التي تزخر بكل ما يتمناه أي شعب في العالم لما فيها من معادن نفيسة ، و مناخ طيب و ثروات لا تحصى و جيران طيبين مسالمين ويعد ذلك مكسبا جيدا نحمد الله  تعلى عليه ونشكره !
لكن رغم كل هذا فقد يكدر صفو ذلك الاستقلال و ما نتج عنه مثل تلك الارض المشار إليها أعلاه ما ابتلانا الله به  من الحكام يفتقر معظمهم للكثير خصوصا من العدل و الإنصاف و حصافة الرأي حيث قد بدأ الحكم في بلادنا أولا بدكتاتورية شبه كاملة ولكنها أيضا مع قدر من العدالة و الإنصاف ! لليتحول نظامنا بعد كل ذلك إلى حكم عسكري قد تنقص قادته الخبرة و المعرفة ثم فنون الحكم و الإدارة بسبب تردي مستويات معظمهم العلمية و الفكرية و الإدارية و السياسية ، و كون معظمهم مصاب بانفصام الشخصية الناتج عن الصراع بين ثقافتين و حتى حضارتين (عربية إسلامية و فرنسية )وذلك  في وجدانهم و عقولهم الشئ الذي انعكس سلبا على أدائهم الوظيفي في السلطة والحكم !
ثم لنتحول بعدئذ إلي مرحلة ثالثة من الحكم الموصوف بالاستبداد الديمقراطي ، و لمعرفة ذلك النوع من الحكم  فلنطالع كتاب (الاستبداد الديموقراطي)للأستاذ  الدكتور عصمت سيف الدولة) 
و حاصل نظام الاستبداد الديموقراطي ذلك فهو أن يضع الحاكم دستورا فيه تقاسم السلط بين السلطة التنفيذيه و البرلمانية والقضائية فذلك من حيث الشكل على الأقل فأما من حيث المضمون و الجوهر فان جميع السلطات المذكورة أعلاه تكون بيد رئيس الدولة يتصرف فيها كما يشاء وقد يمنحها بالقدر الذي يشاء ولمن يشاء ! و بالتالي تكون السلطة في هذه المرحلة عبارة عن شاحنه تعطلت كل فراملها و هي في الهاوية تجاه الشعب و ممتلكاته !! و النتيجة المتوقعة من ذلك النظام فهي مثل تلك المخاطر المحتملة من ارتطام تلك الشاحنة بالناس أوبمصالحهم !
إن تلك العيوب السابق ذكرها من جملة اسبابها مخلفات الاستعمار ذلك الاستعمار الذي من اخطر ما فعل بنا فهو تجنيد أبناء المجاهديين الذين كانوا يقاومون وجوده في بلادنا بسلاحي البندقية و القلم إلى سدنة يخدمونه بذل و احتقار ويكونون له عيونا و آذّنا تراقبان كل تصرف لا يخدم مصالحه ! الشيء الذي قد جعل بعد استقلالنا الصوري أن يتحول حفدة أولئك إلى خدم بؤساء ، فلربما يمارسون نفس الأعمال الخبيثة لحكامنا اليوم ! و هذا الوضع سالف الذكر فهو الذي جعل أرضنا تضيق بما رحبت و يصبح معظم سكانها لاجئين وغرباء في بلاد اخرى لا يصلونها إلا بشق الأنفس وبعد هدر للكثير من الوقت والأموال ! 
شبابنا العزيز لا تتصوروا أبدا كون بلادنا قد استقلت فعلا وحتى يومنا هذا 28/ 11/ 2024بل كنا نعاني من استعمار واحد فإذا بنا يضاف اليه ما يشبه استعمارين يتمثلان في تدخل بعض الدول السافر في معظم شؤننا السياسية و الاقتصادية ومن تلك الدول السعودية و الامرات حتى صار أمامنا الأكبر يدعو لبعض ملوكهم وأمرائهم على منابرنا السيادية الوطنية دون ان يرف جفن لأي منكم يا شبابنا الوطني حسب ما سمعت ! علما ان الرأي العام الوطني يمج حتى مجرد الدعاء لقادتنا على ذلك المنبر الشريف! 
و لمعاجلة اختلال هذا الواقع ومن اجل اكمال الاستقلال حقا فلابد للشباب اتخاذ المسؤولية و ذلك ببداية التحرر من كل الشوائب و الأخطاء السابقة و البداية لربما تكون :
‏‎1_ بالتحرر من (الموضة )تلك التي نشأت من طرف المرأة الموريتانية وذلك إبان الانتجاع والترحال بحيث قد نشأت عادات و تقاليد أدت بدورها إلى تلك الفيئوية و كذا البذخ وحتى استغلال الرجال في تلبية بعض رغبات النساء غير المشروعة أصلاوبالتالي جعلهم ذلك أسارى لدى الحكام !
‏‎2_ العمل على تركيزنا للوحدة الوطنيه بتذويب الفوارق الاجتماعية و الاقتصادية بين الجميع و إشراك الجميع في القرارات السياسية وتلك المتعلقة بمصالح الوطن العليا .
‏‎3_ محاربة إفساد التعليم و المسابقات الصورية و كذا الانتقائية والصفقات العمومية ، ثم الرشوة و الفساد كل ذلك بتصحيح مسار القضاء و البرلمان و إبعادهما عن التسيس و الحزبية ثم تمكينهما فعليا أيضا من ممارسة اختصاصاتهم تلك التي قد منحها لهم الدستور والقانون !
والسؤال الذي يطرح نفسه وهو فكيف يتحقق ما سبق ! والجواب لا يمكن أن يكون إلا بالنضال في كل الساحات العامة و بدور النقابات و في مختلف الوزارات و الإدارات وكذا مقاومة الشرطة و الدرك إن تقتضى الأمر ذلك إذا ما حاولوا الاعتداء على المناضلين ! 
فهلاقد اقتبستم مما قد حقق الشباب السينغالي بواسطة التضحيات التي راح ضحيتها شهداء نتمنى لهم الرحمة و الغفران مكافأة لهم من الله عز وجل وذلك بقضائهم على زبانية المستعمر ين تلك التي كانت تجر عربة الاستعمار كالبغال والتي مازالت نفس تلك العربات تجر بلادنا نحن خلف ذاك المستعمر البغيض الذي مازال نصف ميزانيتنا تنفقه الدولة على لغتهم و ثقافتهم و مخابراتهم و حتى لربما (فرنكفوريتهم )كذلك !
وأخيراً فلابد لشبابنا من التضحية ولو بالأنفس إذااقتضى الأمر ذلك من اجل بلادنا ( فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم ) كما قد قال الشاعر العربي الكبير المتنبئ الذي أتمنى له الرحمة والغفران وجنة الرضوان !

ذ/ اسلمو محمد المختار