أيها الشعب العزيز نبارك لك استقلالك عن تلك الدولة الفرنسية ، ذلك الاستقلال الذي يعد منة من ربنا عز وجل وذلك دون ماعناء يذكر مقارنة بما بذل الشعب الجزائري الشقيق في سبيل استقلاله الوطني(مليون ونصف شهيد)!
كما أبارك لكم أيضا أيها الشعب على هذه الارض الطيبة المعطاء والتي من الله علينا بها بدون حول منا ولا قوة و التي تزخر بكل ما يتمناه أي شعب في العالم لما فيها من معادن نفيسة ، و مناخ طيب و ثروات لا تحصى و جيران طيبين مسالمين حيث يعد ذلك مكسبا جيدا نحمد الله تعلى عليه ونشكره !
لكن رغم كل ذلك فقد يكدر صفو ذلك الاستقلال وما نتج عنه كتلك الارض المشار إليها أعلاه فهو ما ابتلانا الله به من حكام يفتقر معظمهم للكثير خصوصا من العدالة و الإنصاف و حصافة الرأي بحيث قد بدأ الحكم في بلادنا أولا بدكتاتورية شبه كاملة ولكنها أيضا مع قدر لابأس به من العدالة و الإنصاف ! لليتحول نظامنا بعد ذلك إلى حكم عسكري قد تنقص قادته الخبرة و المعرفة ثم فنون الإدارة والحكم ، وذلك بسبب تردي مستويات معظمهم العلمية و الفكرية و الإدارية و حتى السياسية ،وكذا كون معظمهم مصاب بانفصام الشخصية الناتج عن الصراع القائم بين ثقافتين وحضارتين عربية إسلامية وفرفرنسة ذلك لانفصام الذي استقر في وجدانهم و عقولهم الشئ الذي قد انعكس سلبا على أدائهم الوظيفي في السلطة و وكذا تسيير دواليب الحكم في البلاد !
ثم لنتحول بعدئذ إلي مرحلة ثالثة من الحكم الموصوف بالاستبداد الديمقراطي ، و لمعرفة ذلك النوع من الحكم فلنطالع كتاب (الاستبداد الديموقراطي)للأستاذ الدكتور عصمت سيف الدولة) .
و حاصل نظام الاستبداد الديموقراطي ذلك فهو أن يضع الحاكم دستورا فيه تقاسم السلط بين السلطة التنفيذيه و البرلمانية والقضائية ، فهذا من حيث الشكل على الأقل فأما من حيث المضمون أو الجوهر فان جميع السلطات المذكورة أعلاه تكون بيد رئيس الدولة بقوة القانون وقوة القوة نفسها يتصرف فيها كما يشاء ! وقد يمنحها بالقدر الذي يشاء ولمن يشاء ! و بالتالي تكون السلطة في هذه المرحلة عبارة عن شاحنة قد تعطلت فراملها وهي تسير في الهاوية تجاه الشعب و ممتلكاته ! و النتيجة المتوقعة من ذلك النظام فهي لربما كتلك المخاطر المحتملة من ارتطام تلك الشاحنة بالناس أو ببعض ممتلكاتهم !
إن تلك العيوب السابق ذكرها من جملة اسبابها مخلفات ذلك الاستعمار الذي من اخطر ما فعل بنا فهو تجنيد أبناء المجاهديين الذين كانوا آباؤهم يقاومون وجوده في بلادنا بسلاحي البندقية والقلم إلى سدنة يخدمونه بذل واحتقار لليكونوا عيونا و آذّنا تراقب كل تصرف لا يخدم مصالحه ! الشيء الذي نتج عنه بعد استقلالنا الصوري فهو أن تحول حفدة أولئك الأبطال إلى خدم بؤساء ربما يمارسون نفس الأعمال الخبيثة لحكامنا اليوم ! و هذا الوضع سالف الذكر فهو الذي جعل أرضنا رغم شساعتها تضيق بما قد رحبت على سكانها ويصبح معظم مواطنها شبه لاجئين غرباء في بلاد اخرى قد لايصلون إليها إلا بشق الأنفس وبعد جهد جهيد وهدر للكثير من الوقت والأموال !
شبابنا العزيز لا تتصوروا أبدا كون بلادنا قد استقلت فعلا وإلى يومنا هذا 28/ 11/ 2024بل كنا نعاني من استعمار واحد فإذا به يضاف اليه استعمارين اثنين يتمثلان في تدخل بعض الدول السافر في معظم شؤننا السياسية و الاقتصادية ومن تلك الدول السعودية و الامرات حتى صار إمامنا الأكبر يدعو لبعض ملوكهم وأمرائهم على منابرنا السيادية الوطنية !ودون ان يرف جفن لأي منكم يا شبابنا الوطني حسب ما قد سمعت علما ان الرأي العام الوطني يمج حتى مجرد الدعاء لقادتنا على ذلك المنبر الشريف!
و لمعاجلة اختلال هذا الواقع ومن اجل اكمال الاستقلال حقا فلابد للشباب من اتخاذ كل المسؤولية و ذلك لبداية التحرر من كل الشوائب والأخطاء السابقة والبداية تكون :
1_ بالتحرر من (الموضة )تلك التي نشأت من طرف المرأة الموريتانية وذلك إبان الانتجاع والترحال بحيث قد حدثت عادات و تقاليد أدت بدورها إلى تلك الفيئوية و كذا البذخ وحتى استغلال الرجال في تلبية بعض رغبات النساء الغير شرعية أصلا الشيء الذي جعل أولئك الرجال أسارى لدى أولئك الحكام المسيطرين على البلاد ومدخراتها !
2_ العمل على تحقيق الوحدة الوطنيه بتذويب الفوارق الاجتماعية و الاقتصادية بين الجميع و إشراكهم جميعا في القرارات الأساسية خصوصا تلك المتعلقة بالمصالح العليا للوطن .
3_ محاربة إفساد التعليم و المسابقات الصورية و كذا الانتقائية والصفقات العمومية ، ثم الرشوة و الفساد! يتم كل ذلك بتصحيح مسار القضاء و البرلمان و إبعادهما عن التسيس و الحزبية وتمكينهما من ممارسة اختصاصاتهم تلك التي قد منحها لهما الدستور والقانون !
والسؤال الذي يطرح نفسه وهو فكيف يتحقق كلما سبق؟ والجواب لا يمكن أن يكون إلا بالنضال وفي كل الساحات العامة و بدور النقابات و في مختلف الوزارات و الإدارات وكذا مقاومة الشرطة و الدرك إن تقتضى الأمر ذلك إذا ما حاولوا الاعتداء على المناضلين الشرفاء من اجل الأمة !
فهلا اقتبستم مما حقق الشباب السينغالي بتضحياته التي راح ضحيتها شهداء نتمنى لهم الرحمة و الغفران مكافأة لهم من الله عز وجل بقضائهم على زبانية المستعمر ين تلك التي كانت تجر عربة الاستعمار كالبغال والتي مازالت نفس تلك العربات تسحب بلادنا خلف حمير نفس ذلك المستعمر ، والذي أصبح نصف ميزانيتنا تنفقه دولتنا على لغتهم و ثقافتهم و مخابراتهم و على افرنكفريتهم كذلك !
وأخيراً فلابد لشبابنا من التضحية بالغالي والنفيس ، إذاما تطلب الأمر ذلك وهو قد يتطلبه من اجل مستقبل بلادنا ! ( فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في عظيم ) !كما قد قال الشاعر العربي الكبير المتنبئ ، والذي نتمنىوا له الرحمة والغفران وجنة الرضوان على مقدم من حكم !
ذ/ اسلم محمد المختار