هذه قريتي الوديعة الهادئة " كلير" فيها ترعرعت وتهجيت الحروف على يد المرحومتين الخبيرتين التربويتين : الخظر والصغيره بنات أبوه
ثم بدأت دراسة القرآن على ابي " الشيخ باب - رحمه الله - وإذا سافر أرسلني إلى المرحوم : محمدو ولد اباه أو المرحوم : أربان ولد أعمر ولد محم.
كلير : تسمعون هذا الاسم ولكنه اسم لايحدد معالم المسمى ،
كلير أطريك أهل انختير ..وان بعد إل راد الله.
مانطلع ماه امع كلير ....... وإل كظيت انكظ امعاه.
إن دلالة هذا الكاف - الذي يقرؤه بعض الأدباء غزلا- دلالة لاتأويل فيها فالشاعر : محمد محمود ولد القلب يمر على بعض خاصيته من سكان وادي كلير قادما من كرو حيث أهله فيمضي معهم ليال في الطريق إلى زوجته في " الغبره- فيجد في كلير مالذ وطاب من حلو الحديث وسخاء اليد والمناظر الطبيعة الخلابة حيث المياه المتدفقة من سفوح الجبال ( آرواجه) على واد حصباء بطحائه تنير الأفق في الليالي المظلمة على جنباتها الأشجار المثمرة بكل لذيذ الثمار .
كلير : قرية صغيرة هادئة في باطن جبال لعصابة من جهة الغرب تقابلها فتحة واسعة في الجبل جعلت منه يمينا ويسارا -وأنت تنظر إليه من القرية- تتدفق من سفح الجبل كثبان رملية سجنجلية المنظر حريرية الملمس .
من يمين الجبل ينزل واد ينطلق من فتحة مائية دائمة الجريان أطلق عليها السكان " أُذِنْ ِلفْرَسْ" لأنك إذا نظرتها من بعيد والماء ينزل منها تراها على شكل اسمها ( أذن لفرس ).
ومن جهة اليسار ينزل من فتحة أخرى دائمة الجريان واد " كلير " الذي يطلق عليه محليا " لمسيله" لبياض تربته ونظافة بطحائه وكثرة أشجاره وخصوبة مرعاه.
ويكون الواديان على موعد فيلتقيان في مصب واحد غرب القرية يدعى : أحسي الحله ليصبا في وادي گومل الشهير ؛ وبذلك كانت القرية في جزيرة من الأشجار تفصل بينها مع الوادي الذي يقع جنوب القرية كثبان متحركة في فصل الصيف والشتاء وتثبتها الامطار في فصل الخريف لتكون بذلك ملتقى الشباب في الأصيل كل يمارس هواياته ومنها الرماية .
ومن أراد ان يرى المحيط بكل أبعاده الجمالية ومن زواياه المختلفة فالمكان المناسب :" دار أهل البخاري" التي بناها المرحوم : محمد مولد الملقب أمحنيه على مرتفع يقع في وسط المدينة ؛ وكان - رحمه الله- من حفظة القرآن المتقنين ومن معلميه للصبيان ومن أسخياء المدينة وأكثرهم استقبالا للضيوف خاصة من أعيان المجتمع من علماء وشعراء.
ولي مع المرحوم قصة جميلة يقصر المقام عن ذكرها .
وبالجملة فإن وصف الجانب الشكلي لمدينة " كلير " يقاس عليه ماعليه أهلها من جميل الأرواح ونظافتها وكرم أهلها تماما كأشجار ومياه أوديتهم .
وفي الختام من لديه سؤال حول الموضوع فإنني مصغ ومستعد للإجابة.