لا شك ان طاقاتِ الشباب المتفجرةَ واداءاتِه المتميزَة في اللعبة السياسية، سلعةٌ رائجةٌ في عالم التجارة بالسياسة. ولذلك ترى ان رؤساء جميع الاحزاب السياسية في موريتانيا يخصصون نسبةً مُعتبرةً من رأسمالهم الخطابي الدعوي لىشراء ثقة الشباب واثقين بذلك ان التنافس عليه هو الطريق الوحيد إلى أي مكاسب ونجاحات قد يحققونها.. والغريب في الامر ان ظاهرة استغلال هذه السلعة ليست جديدة على المستثمر السياسي في موريتانيا، فقد استغلتها جميعُ قِوَى الطيف السياسي من كادحين وقوميين وإسلاميين وعلمانيين وحراطين وانقلابين ومنتخَبين، في مختلف تغيرات مؤشر البورصة السياسي في هذا البلد. ومما لا شك فيه ايضا ان فئات من هذا الشباب الموريتاني اصبحت تدرك جيدا خطورة الدور الذي يمكن ان تقوم به في التشويش على حسابات هؤلاء المستثمرين. كما انهم اصبحوا يدركون ان كل تضحياتهم التى قاموا بها من اجل النهوض بهذه الدولة المتعثرة دائما في وحل الفساد والمحسوبية، ذهبت سدى مقابل مقعد نيابي، او وظيفة، او حقيبة وزارية او حتى كرسي رئاسي يتمتع به هذا او ذاك. ولعل في الإرهاصات والمُحاولات الخجولة التى قامت بها قوى هذا الشباب اثناء قيامِ قيامةِ الربيع العربي وبعد حسابه العسير، متمثلةً في انشاء احزاب وتجمعات باسم الشباب ما يشهدُ على ذلك. لكنها ارهاصات ومحاولاتٌ سرعانما اسرع إليها الفشل ليأفل نجمُها الخافت امام إغراءات الحزب الحاكم ووعود رؤساء الأحزاب السياسية الأخرى . وقبل يومين يطالعنا لاعبٌ سياسي جديد ليخطب فينا من اعلى شرفة شباب المعارضة في مرحلةٍ من مراحل المخاض العسير لانطلاق فعاليات الحوارالسياسي، خطابا يستجدى فيه شبابه إلى القيام بمسؤولياته من اجل النهوض باعباء دولة يراها في امسِّ الحاجة إلى ذلك. ولا يتورع السيد الرئيس المحامى ان يردد على مسامع "شبابه" المعارض عبارات جميلة تُذكى فيه مرارة النقمة على واقعه المتردى وعلى الحزب الحاكم وغيرهِ ممن يعتبر الشباب مجرد ديكور ...أو مجرد لعبة كرتونية.... او أداة تسلية .. يُتَمَتَّعُ بها عند الحاجة.. كَأَنَّمَا سَيَكُونُ هو في معزل عن ذلك إذا اوصلته سواعد الذين يستمعون إليه اليومَ إلى منتهاه غداً. واحرص هنا إلى تنبيه السيد الرئيس المحامى ان هذا النمط من العبارات لم يتورع عن ترديده كل الذين سبقوه إلى منابر الإغراء بالشباب بمن في ذلك السيد الرئيس العقيد وغيره من السادة رؤساء الأحزاب وسدنة الفقه السياسي. . وانا إلى ذلك لا اتهم السيد ولد بوحبينى بل احترم فيه مقاومته ودفاعه السلمي عن حقوق المرأة و حقوق القضاء الذى خلع من اجله عباءته امام رئيس الحكومة في افتتاح السنة القضائية لهذا العام، ولربما توسمتُ فيه انه سيكون انقى اقرانه سراويلَ طبَّاخٍ وابْرأَهم ذمةً إذا تعلق الأمر بطبخ الأكاذيب على الشعب الموريتاني وشبابه. ولكننى اتهم فيه قُرَنَاءَه من قادة المنتدى الذين يتكلم باسمهم كما اتهم فيه امثالهم من قادة الحزب الحاكم لأن اغلب هؤلاء والائك تشهدُ عليهم سوابقهم وبوائقهم في استنزاف ما قدروا عليه - وقد قدروا على كل شيء- من خيرات هذا البلد كما تشهدُ عليهم في التنكرد ائما لطاقات شبابه المتفجرة كلما وصلوا بها إلى مبتغاهم. بقلم محمد ولد اباه ادمنتن، كندا