من هذا الصرح العلمي رشفت علما وادبا وصبرا، في اولي خطواتك في التعليم ما بعد التعليم الاساسي. وصلت ضحي، كان يرافقك ابن عمك هذا،فانت لا تعرف شيئا مما ينتظرك! فانتهره هذا الناظر وقال له، اذهب الي حصتك، انت متاخر (امترد) اما التلميذ هذا (واشار إليّ)فيكفي نفسه! ودخلت الي مكتب الناظر، فانهي تسجيلي، وطمانني الا اني لست متاخر كما كنت اظن، وان الدراسة في بدايتها.
اليوم، انا في زيارة للاعدادية بعد ما يقرب من عشرين سنة علي اللقاء الاول. لقد كانت الاعدادية في منعزل من الارض ومتنفس من الفضاء، اليوم احيطت بهذا الحائط واطبق عليها الساكنون بمنازلهم. اليوم الاعدادية للاسف، تتنفس بصعوبة، او هي في ضيق من التنفس. كنت تستطيع رؤية المدرسة رقم 1 وليس بينها وبين الاعدادية الا كثبان ورمال، اليوم سد البناء كل هذا. كانت خلف الاعدادية الي الكثبان الغربية فضاء خلفي واسع لممارسة الرياضة، لم يعد هذا موجودا.
كان هذا المدير (#الحسن ول الحاج الحبيب)من اشد المديرين مواظبة واحتراما للوقت. يقف قبل الثامنة، في ساحة المدرسة فينادي علي التلاميذ ان اسرعوا. ثم نقف في الساحة حتي يتم رفع العلم، فندلف الي الحصص والدراسة. واذا تغيب استاذ مع انها كان نادرا ما يحدث، يكلف التلاميذ ببعض الاعمال المنزلية. الاساتذة ممتازون ومنطلقون، ومتحمسون. التقيت بمحمد ول محمد في وقت فائت فسلمت عليه، لا اعرف ان كان تذكر ماذكرته به. واستاذ الفرنسية الممتاز، والرياضيات والتاريخ، واستاذ العلوم الاثير اللطيف ولد امين. الى كل هؤلاء تحياتي وتقديري.
سالت هؤلاء (تلاميذ وسواقات عند باب الاعدادية) هل الناس والتلاميذ بنفس الشغف وتلك الهرولة، وذاك الجري وراء العلم وتحصيله، كما عهدته في منتصف التسعينيات? الاجابات متباينة للاسف، انما لا تباين ان هذا المكان ذكري اثيرة للكثير ممن سلكوا سبيل العلم والتعلم.
كل الاخلاص والعرفان من التلميذ:
سيد احمد ولد اعمر ولد محم