
أكد رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، خطورة الوضع الحالي في غزة، مشيرا إلى أنه "يستدعي هبة جماعية لإيصال المساعدات العاجلة ووقف الأعمال العدوانية".
وقال رئيس الجمهورية في خطاب ألقاه في "قمة القاهرة للسلام"، إنه "على المجتمع الدولي العمل بجد لإرساء حل الدولتين لتحقيق الأمن والاستقرار"، مضيفا القول: "لا بد من الإسراع في إيجاد ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية وإعادة تأمين الخدمات الأساسية". مؤكدا أنه "آن الأوان لأن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد في المنطقة بسلام أو أمن مستديم إلا بقدر ما ينعم الآخرون به". واصفا الوضع في المنطقة بأنه "كارثي بكل المقاييس"، مضيفا أن "ما يتعرض له المدنيون العزل ينافي كل القيم والمبادئ، ويصادم مرتكزات الوجدان البشري الفطري "بما يشهده من جرائم صارخة ضد الإنسانية يمثل مستشفى المعمداني أحد صوره". مشيرا إلى أن استمرار هذا الوضع ينذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط لا يمكن التنبؤ بمآلاتها وحجم آثار مفاعيلها السلبية على المنطقة والعالم.
وجاء في الخطاب ما نصه: "
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي،
السادة والسيدات،
أتقدم، بداية، بالشكر الجزيل إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مبادرته القيمة للدعوة إلى هذه القمة استجابة للظرف الاستثنائي الذي يمر به قطاع غزة وانعكاساته الهدامة على المنطقة حالا ومآلا.
إن الوضع الراهن في المنطقة كارثي بكل المقاييس، فما يتعرض له المدنيون العزل ينافي كل القيم والمبادئ، ويصادم مرتكزات الوجدان البشري الفطري بما يشهده من تدمير وحصار وجرائم صارخة ضد الإنسانية، يمثل مستشفى المعمداني إحدى أفظع صورها.
إن استمرار هذا الوضع ينذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط بمجمله، لا يمكن التنبؤ بمآلاتها، ولا بحجم آثار مفاعيلها السلبية على المنطقة ككل والعالم بأسره.
وتستدعي خطورة الوضع القائم، بإلحاح، هبة قوية من الجميع، وبذلا كل الجهود الممكنة من أجل تداركه.
فلا بد من الإسراع في إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة تأمين الخدمات الأساسية، من ماء، وكهرباء، ودواء، ووقود.
كما لا بد من العمل على إقرار وقف فوري لإطلاق النار، يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية، ويتيح فرصة للعمل على استعادة الأمن والاستقرار.
وإن ما تشهده هذه المنطقة، من عنف وكوارث، ليس إلا نتيجة حتمية وعرضا من أعراض الإشكال المركزي الذي يعصف بأمنها واستقرارها منذ عشرات السنين، والمتمثل في عدم إنفاذ حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية.
لقد آن الأوان لأن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد، في هذه المنطقة، بسلام أو أمن مستديم، إلا بقدر ما ينعم الآخرون به.
فالسلام كما الأمن لا يحرز بكسب معركة أو الانتصار في حرب، إذ دوامه مشروط بشموله الجميع.
ولذا يتعين إذن علينا، وعلى المجتمع الدولي بمجمله، العمل بجدية وعزم، وصدق إرادة، لإيجاد حل تقوم بموجبه دولتان، فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان جنبا إلى جنب، في أمن وسلام.
وإن أسس هذا الحل موجودة في قرارات الشرعية الدولية، وفي المبادرات السياسية كالمبادرة العربية، ولن ينتظم للمنطقة، بدونه أمن ولا استقرار.
وإنني إذ أتطلع أن تساهم هذه القمة في الإسراع بتدارك الوضع الكارثي في قطاع غزة، وفي الدفع باتجاه قيام حل الدولتين، لأرجو لأعمالها كل التوفيق والنجاح.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"