يوما بعد يوم، تؤكد مجتمعاتنا العربية والافريقية، أنها قادرة على احداث التغيير المنشود ، ومواجهة اعدائها، من الامبريالية الفرنس- امريكا،، ومؤكدة قاعدة النضال الوطني، والقومي في " أن اوقات الخطر، هي دائما فرصة الأمم الحية" - على رأي جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى -
فبالأمس، قام قادة القوات الوطنية في كل من الجمهوريات الثلاث : مالي، بركينا فاسو، وغينيا، بتغيير انظمة الجوع والاضطهاد، والقمع لرؤساء، هم عبارة عن" وكلاء" للمحتل الفرنسي، وتأتي الانقلابات استجابة لمطالب الشعوب الحية التي قال شبابها بأصوات جهورية، سمعها كل من عنده حس وطني، في أن " الأكل في المطبخ الأفريقي الآن، وليس مثل الأمس.. سيلطخ ثوب صاحبه"، لكن "ماكرون" رئيس فرنسا، تجاهل ذلك النداء المقدس الذي وجهه شباب افريقيا في إطار النصح للمحتل الفرنسي خلال استضافته لمجموعات من القوى الحية من مختلف الاقطار الافريقية، وكان ذلك في مدينة "مونبلييه" في الجنوب الفرنسي.
وفي مؤتمر مع رؤساء دول الساحل، قال الصحافي النجيري، في مؤتمر صحفي : " إن بلادنا تحت الاحتلال منذ حيء بما يسمى بقوات الاحتلال الغربي التي رفعت شعارها الكاذب، والمخادع " بالحرب ضد الارهاب".
ذلك أنها ضرب على كل مدينة وقرية حصارا ظالما ، منع افراد المجتمع من التنقل بين أقاليم النيجر".
كانت تلك المكاشفآت الصارخة بتقديم الحقائق المؤلمة عن سياسة المحتل الفرنسي، وتبعية سياسة " وكلائه" من رؤساء، لا يؤهلهم غياب الوعي الوطني في أن يكونوا قادة لدول الساحل التي احتلتها القوات الفرنسية والناتوية، والامريكية بعد ان استجلبت اليها الدواعش من العراق، وليبيا، وافغانستان، وسورية، لتكون مبررا لاحتلالها الذ ي لا توقيت لمواجهته للإرهاب الداعشي، الأمر الذي يطرح السؤال حول أيهما، أولى بالمواجهة، واخراجه من البلاد،، ؟
ولعل مواجهة المحتلين الامبرياليين، هو الخيار الأكثر منطقية، إذا علمنا بأن أحد رؤساء الانقلاب في جمهورية مالي، حين انتقد القوات الفرنسيين في تواطؤها مع االانفصاليين، فكان رد فعل قوات المحتل الفرنسي، أن سجنته لعد شهور…
وحين خرج من السجن، فكان لا بد من الاستجابة لنداء الوطن الذي تنشأ عليه منذ شب في المدارس الوطنية التربوية ، وقواعد الوطنية التي تنشأ عليها الجيش المالي منذ الاستقلال الوطني الذي لم يكن مشروطا بالحماية الفرنسية على عكس الاقطار الافريقية التي استقلت خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من سنة ١٩٦٠م.
واليوم هو السادس من الشهر الثامن الذي انتهى فيه توقيت الوعيد، ولتهدد من طرف " وكلاء" فرنسا، لقادة الانقلاب الوطني في النيجر، ولا يستبعد التدخل العسكري ضد المؤسسة الوطنية في النيجر، وذلك لتصدير المشاكل الداخلية التي تواجه عملاء فرنسا، وامريكا في نجيريا، والسنغال، وبنين، والتوغو، وغيرها من الاقطار الافريقية التي صودرت فيها مواقف مجتمعاتها التي ترفض التبعية، والحروب بالوكالة..
وسيكون تدخل قادتها في الشؤون الداخلية للنيجر، مؤشرات للتخلص منها با نقابات عسكرية، او حركات اجتماعية وطنية، ستكشف المستور من سوء سياسة الانظمة التابعة في افريقيا الغربية..
فهل ستكون بلادنا بمعزل عن سياسة التبعية العمياء، او ستغمض قيادتها الأعين لتجد قواتها العتيدة نفسها في اوحال الرمال في النيجر لا قدر الله ؟!