إنما اللغط الذي قد دار حول كلمة النائب المحترم لا يعدو كون كلمته تلك إسقاط كتعبير سياسي في ثوب أدبي قشيب ، ولم يكن السيد النائب ولد الشيخ محمد فاضل أول ولا آخر من استخدم ذلك التعبير البليغ! بل قد سبقه إليه الكثيرون بما في ذلك القرآن الكريم لما وصف حملة كتاب الله المنزل على نبيه موسى عليه السلام (التورية) حيث ورد فيه ذلك الإسقاط أو التشبيه التمثيلي في قوله تعالى " مثل الذين حملوا التورية ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم …”
صدق الله العظيم و من المعلوم لدى الأصوليين أن العلة في عموم اللفظ لا في خصوص السبب ، و المتدبر فيما ترمي إليه تلك الآيه الكريمه محل استشهادنا سيعلم أن الذم الوارد فيها موجه لأوئك الذين لم يعملوا بمقتضى ما يدعو إليه ذلك الكتاب المقدس وكون تشبيهه لهم بحمير تحمل كتبا يعد توبيخا لهم على ذلك التقصير في العمل بما أمر هم به ربهم عز وجل من خلال ما ورد في ذلك الكتاب المقدس !
و من تلك القصة نستنتج منها و نقيس عليه كون اسقاط السيد النائب ولد الشيخ محمد فاضل حين قدم لكلمته تلك بذلك الإسقاط الذي هو في حد ذاته مجرد تشبيه تمثيلي حين قال أن ما وصفت به التلميذة في اختبارها رسول الله من إذاية بالغة! وذلك حسب المتواتر عما جاء في ذلك الاختبار المسئ لجناب رسولنا عليه صلاة الله و أزكى سلامه.
و حيث ان ذلك الاختبار الذي قد اصبح الشغل الشاغل للشعب و الحكومة معا، حيث صار بسببه ضغط شديد على الحكومة من طرف الاوروبيين الذين هم مستهزؤون أصلا بالدين الاسلامي من خلال إهاناتهم المتكررة لرموزه و كذا حرقهم للمصحف الشريف في الطرقات العامة و أمام مساجد المسلمين تماديا في احتقارً الأمتين العربية والاسلامية العاجزتين عن فعل أي شيئ ذي بال ضدهم !
و من جهة ثانية قد أصبح الشعب الموريتاني هو الآخر لم يعد بإمكانه جراء ما قد حصل من إساءات متكررة لنبيه التنازل عن الاخذ بحزم بكلما من شأنه أن يؤدي الى نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القضية المثيرة للجدل !
و هنا أوصي سيادة الرئيس بعدم اختبار إرادة هذا الشعب في هذه القضية بالذات لكونه قد تنازل سابقا عن الكثير من مبادئه و قيمه الا جتماعية المتعلقة بدينهم الحنيف و قرآنهم العظيم ورسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك من اجل السلم والاستقرار ، وبالتالي لا انصحكم يا سيادة الرئيس بحصر هذا الشعب في الزاوية وهو يلتف حول نائبه المفضل الذي يطرح مشاكله ويدافع عن قيمه ودينه ولغته أكثر من أي نائب في ذلك البرلمان الأعرج !
السيد الرئيس إن (حكومة قدر الله) هذه التي تتخبط في وحل هذه القضية منذ ما ظهر ذلك الاختبار المسيئ و ذلك بمحاولة تكتم إعلامها الرسمي على الموضوع و كذا وزارة العدل التى الجمها الله عن قول كلمة حق في شأن ما قد حصل بما يتعلق بتلك الإساءة الشيئ الذي قد ورط الحكومة و على رأسها رئيس الدولة نفسه ! والذي يبدو ان ذلك التخبط أو الهيمان جعلا النظام يبحث عن إيجاد كبش فداء وليس (كبش اسماعيل عليه السلام )لليخرجها من ذلك المأزق الذي سببته لها وزارة العدل برفضها الإجابة على أسئلة النواب تلك المتعلقة بصاحبة الاختبار المشؤوم ! و لم يكن كبش الفداء ذلك سوى النائب المحترم الذي قد بدؤوا للأسف يلفقون له تهمة الازدراء بالرموز الوطنية وذلك دون أن يتدبروا الأمر و يتأملوا في ما ترمي اليه كلمة النائب . و التي ليست موجهة قطعا للسيد الرئيس ولد الغزواني بل وإن كانت قد وجهت لأي كان فإنهم أولائك الأشخاص سواء كانوا نوابا جددا أو هم قدماء أو بطانة سوء تبحث عن موطئ قدم لها في معية رئيس الدولة و حاشيته .
و نتيجة لما سبق فهو ربما وقوع الحكومة في فخ مبتغى ذلك النائب أو مقصده حين افترض كون السكوت عن نصرة رسول لله صلى الله عليه وسلم لأكثر من عشرين يوما وذلك بعدم الأخذ بزمام المسؤولية بما في ذلك متابعة مرتكب جرم الإساءة على جنابه صلى الله عليه وسلم ، معتبرًا السيد النائب - قياسا - لو أن تلك الاساءة كانت قد ارتكبت ضد الرئيس لحركت الدعوة الجنائية مباشرة بعد آخر حرف نبست به شفة ناطقه !
وأخيرا ومن خلال متابعتي لكلمة ذلك النائب فإنه لم يكن يقصد الاساءة على شخص الرئيس و لا على أي شخص آخر بعينه مهما كانت صفته . بل كان كل همه من خلال تلك الكلمة فهو استنهاض همم السلطات المختصة في شأن الاتهام بأن تخذ مسؤوليتها و ذلك من اجل كشف الغطاء عما قد حصل بواسطة تحقيق دقيق و عادل ممن له الاختصاص و المسؤولية للينال الجاني إن كان ما قد صدر منه انتقاص من شأنه أن يمس من مكانة رسولنا صلى الله عليه وسلم ! وبصفتي محاميا و قد اطلعت على ما قد قال النائب الموقر فإنه لم يكن قطعا يقصد السيد الرئيس بذلك الاسقاط لا كشخص عادي أو رمز من رموز الدولة علما أن قانون الرموز محل الجدل إن كان قد حدد الرموز الوطنية فإنه لم يحدد بدقة تلك الكلمات الدالة على ما قد يعتبر إساءة على ذلك الرمز أو غيره .
وبناء على ذلك وباعتبار ماإذا كان هناك غموض ما في ما قد صدر من السيد النائب فان تفسيره يعود اليه وحده و يكفي أنه لما حصل لبس ما من طرف البعض وذلك بسوء نية أو حسد أو حقد أوتزلف فإن السيد النائب بادر بالغاء تلك الكلمة من صفحته و كذا حتى من وسائل الإعلام عامة معتذرا في نفس الوقت لكل من قد فهم كلمته خطأً !
و في الختام فإني أنصح السيد الرئيس و أنا صادق معه بالا يستمع الى الغوغائين و المتزلفين و حاشية السؤء في هذه القضية بالذات وألا يستمع إلا الى ضميره و عقله و حكمته و أن يأمر بعدم متابعة السيد النائب محمد بوي ولد محمد فاضل الذي قد كان اللسان المعبر عن مشاكل شعبه والمدافع عن مصالحه تحت قبة البرلمان و كذا لكون سابقة وصفه الرئيس السابق بأبشع مما اتهم به في حق الرئيس الجديد ، إلا أن ولد عبد العزيز رغم نرجسيته تفادى الاحتكاك بنائب الشعب خو فا من فقدان شعبيته وذلك بمقارعته لشخص عنيد قد اصبح رمزا فعليا يمثل كافة فئات الشعب الموريتاني وطنيا و اخلاقيا بالاضافة إلى كونه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو الذي قد أصبح شبه الوحيد الذي يذود عن حيا ضه في ميدان صار فيه دين الإسلام نفسه يحتاج الى من يآزره بجد وصدق وإخلاص كنائب الشعب السيد محمدبوي ولد الشيخ محمد فاضل !
ذ/اسلمو ولد محد المختار