أيتها السيدة الفاضلة مريم بنت محمد فاضل و لد الداه كما سمتك اسرتك الفاضلة فإني قد لجأت لك الآن كما قد كان ذلك مني يوم كنت موظفة في السفارة الموريتانية في آمريكا حيث كنت نعم الموظف الذي يخدم مواطنيه و بدون تمييز و حتى بصبر و بلا كلل أو ملل وهناك الكثير ممن يشاركني نفس الرأي ممن قد استفادوا من خدماتك التي كنت تقدمينها و بأريحية تامة !
و حتى أنك قد ضحيت بوظيفتك لما تطلب الأمر منك ذلك لما كنت يومها في آمريكا حيث كنت تعالجين طفلك و ذلك مقابل مساعدتك لبعض الشباب الموريتانين الذين كانوا مهددين بالسجن بسبب ممارساتهم لتجارة بعض المواد التي تتطلب التجارة فيها إذنا خاصا بذلك !
سيدتي بعد هذه التوطئة التعريفية بشخصكم الكريم فإني اطلب منك حاليا و أنت في خلوة عائلية معه سيادة الرئيس بأن تكوني له كمستشارة نصوح وذلك لمصلحة شعبك المغلوب على أمره وكذا لتخبريه إن كان لا يعلم أن ذلك الشعب الطيب غيرراض عن تسيير حكوماته التي مكنها من زمام أمورالبلاد والعباد ظننا منه ان ذلك ربماقد يكون أحسن ربما للتخفيف من البيرقراطية الادارية ! و لكنه كما ظهر لاحقا فقد كان العكس للأسف و الذي يبدو أن الداعي الى كل ذلك فلربما يكون التكاسل الناتج عن الراحة أو الاسترخاء اللذين قد خضع لهما بعد التقاعد مباشرة و قبل انطلاقة حملته الرئاسية التي اوصلته إلى سدة الحكم !
و قد كنت آمل أن يكون السيد الرئيس قد أحس بوطأة ممارسات حكومات رئيس الوزراء ولد بلال الثلاث و ربما الأكثر من ذلك اذا ما نجحتم في مأموريتكم الثانيه !
واليكن في علمكم بأن الأربع سنوات التي قد انقضت من المأمورية الأولى فقد كانت سنوات عجاف لم تكن فيها سنابل رطبة أو يابسة تدخر لليقتات بها الشعب في ظل أوضاع غير مبشرة بالخير والتي بدت مؤشراتها في هجرة عشرات آلاف من الشباب و ترك البلاد خاوية على عروشها فلربما تتوقع غزوًا من بعض الجيران الذين يدعون ملكية تاريخية لجزء من بلادنا، و لأولائك الذين يدعون ملكيتها بالكامل أيضا ، ولربما ما عليها بما في ذلك نحن أنفسنا !
و قد يكون تغاضيكم يا سيادة الرئيس عن هذه الهجرة الشبابية قد يكون للتخفيف من حرج البطالة و لربما أيضا خوفا من ردة الفعل ذلك الشباب بسبب كل ما قد سبق ذكره ! وكذا ارتفاع الأسعار و انعدام الآمال في مستقبل واعد ، و غياب المساواة أو تكافؤ الفرص وذلك فيما قد يتعلق بالتوظيف و التعيين و المسابقات و الانتخابات و حتى الصفقات العامة، و ربما والأهم من كل ذلك فهو طرد ذلك الشباب المحبط نتيجة ما قد سبق ذكره والذين ربما قد يصوتون لغير صالحكم يا سيادة الرئيس في تلك المأمورية الثانيه. و ذلك من أجل إلا يتبقى في البلاد من المواطنين الذين ربما قد يشاركون في تلك الأستحقاقات القادمة سوى العجزة و الشيوخ الذين يرون أن التصويت لرئيس الدولة واجب شرعي وذلك لكون الرئيس بالنسبة لهم فهوأمير المؤمنين وكونه كذلك خليفة للمسلمين في أرضه !
أيتها السيدة مريم و أنت مازلت في تلك الخلوة العائلية مع السيد الرئيس فقولي له نيابة عني وكذا عن غيري من معظم المواطنين بأننا لا نرى أي مبررً مقنع لاختيار ولد بلال و ربما لطاقمه الوزاري لما تبقى من هذه المأمورية وذلك ربما قياسا على ما مضى منها و لربما يضاف إليهم المختار ولد الجاي ، وولد عبد الجليل و ربما أيضا محمد ولد عبد العزيز نفسه فلم لا ! فليس هنالك أي مستحيل في بلاد السيبة سابقا ، كما كانت تدعى !و هي اليوم يجب تسميتها ببلاد العدم ، وذلك بعد ما صارت إليه أحوالها !
فالمهم كما يبدو للسيد الرئيس فهو ان تبقى الامور على ما كانت عليه ، فليس لديه المزاج الكافي لتجربة آخرين و المهم من ذلك كما يبدو جليا أن تظل الشمس تطلع من الشرق و تغيب في جهة الغرب ، و أن يبقى الغرب راض عما يدور في موريتانيا ، وكذا أيضا بعض دول الإستبداد من الأشقاء و الأصدقاء على حد سواء !
و في الختام فإني أراني شخصيا ما زلت محتفظا لك أيتها السيدة مريم بما قد ذكرت عنك سلفا لما كنت في آمريكا وأنت معنا الشيئ الذي قد جعلني أثق في أنك قادرة على إعادة زوجك ربما إلى جادة الطريق التي ليلها كنهارها وأن تسمعيه أنين الفقراء والمساكين الذين قد فقدوا أبناءهم - وربما إلى الأبد - بسبب هجرتهم القسرية وذلك بسبب ضوضاء أبواق المفسدين الصاخبة ! وكذا تسيير أوتدبير الحكومات شبه العسكرية المتعاقبة على حكم البلاد منذ انقلاب 1978م !
ولم يبق لي قوله في هذا المضمار أيتها المحترمة سوى المقولة المنسوبة للمفكر والولي الصالح الشيخ محمد المامي رحمة الله عليه والذي قد قال في إطار تنبئاته تلك
المتعلقة بمستقبل بلادنا " خالگ فار فرير اشرگ شرگة جفلو منها لفيال والخط الصالح مايدرگ يلخبخابة دونك لعيال " !
ذ / إسلمو محمد المختار ولد مانا