كنت صباح اليوم 12/27 / 2022م و أنا اتابع نشرة اخبار موريتانيا من تلفزتنا الوطنية و هي تقدم حصيلة ما دار في مجلس الوزراء يوم أمس من مشاريع قوانين واعدة ، حيث كان الوزراء يومئذ نظراتهم شبه حائرة و كأنهم قطيع غنم يجزو في حظيرته ، وأفراده مشدودي الرقاب مع جذوع الشجر ، حيث تابعت ذلك المشهد الحزين آسفا ولا شعوريًا وأول ما قد لفت انتباه نظراتي ووقفت حياله كثيرا فقد كان مشهد السيد الوزير محمد محمود ولد بي الذي يبدو كالمحكوم عليه بالمؤبد في ذلك المجلس ربما يعود ذلك لتقديم خدمة لجهة ما أو لأكثر من جهة ربما !
و هناك من نظراته حائرة خوفا من مجهول ما سيأتي في المستقبل القريب من قرارات رئاسية والتي ربما تؤدي الى غياب بعض أولائك الوجوه الواجمة -يوم أمس -عن ذلك المجلس الذي لا يحضره عادةً الا المحظو ظين بالمقياس الوطني الحالي !
وذلك لكون ذلك المجلس هو المصدر شبه الوحيد للرزق في بلادنا! وأما تلك النسوة الوزيرات فكأنهن قد تجمدن في مقاعدهن و قد كانت نظراتهن حائرة والتي تابعتها وهي دالة على مدى انشغالهن ذهنيا بأمرين اثنين هما الاسرة و متطلباتها الكثيرة من جهة و كذا أيضا ما سيمسك لهن (شرك ) واتساب من صور و غير ذلك من (اخرامز الطافلات )من جهة ثانية ، علما أنهن كان بالإمكان غيابهن تماما عن ذلك المجلس وذلك لكون حضورهن فيه كان مطلوبا لذاته . بل كان لإرضاء الغربيين الذين لم يشبعوا غرائزهم المتوحشة بعدو من عري النساء و كذا حضور ذلك العري في أي مشهد قد يظهرن فيه النساء حتى و لو حاولن التدثر بما رق لديهن من ثياب !
لليعود بصري الكرة ثانية وهو حسير هذه المرة لليستقر على وجه وزير الاقتصاد السيد كان الذي لا شك أنه كان يتساءل لحظتئذ عن لما ذا يحتفظ به السيد الرئيس في منصبه ذلك بعد ما صدر منه من إساءات بليغة قد تهدد يوماما الوحدة الوطنية ! لليستنتج الوزير نفسه لاحقا من حواره الباطني مع نفسه بأن بقاءه في ذلك المنصب كوزير فلربما يعود إلى توازنات داخلية قد تلعب فيها كونفدرالية مقاطعة (انتيكان )و ما ترمز له من ادوار كبيرة لعلها تخدم مستقبلا اللحمة الوطنية إن دعت الحاجة لذلك !
لليتجه البصر من جديد داخل قاعة المجلس فإذا هو يمر مرور الكرام على وجه وزير الدفاع الذي هو الآخر رقمًا ثابتًا في ذلك المجلس ولربما أيضا ولنفس السبب الذي أبقى الوزير كان في منصبه ، مضاف الى ذلك حاجة الرئيس إلى وزير الدفاع قبل ان يطوى ملف العشرية الذي هو الشغل الشاغل للرأي العام الوطني لما يعلق عليه من اهتمام !
لليتنقل البصر من جديد الى سيادة وزير المالية الذي يبدو مشغولًا ذهنيا كمن كان يقلب تفكيره بين احتمالين اثنين (أمل و يأس) أمل في البقاء في الوزارة طيلة السنة القادمة على الأقل أو الاختفاء المفاجئ من ممرات و كذا دهاليز قاعات ذلك المجلس العتيد ، مكان الحل والعقد والبناء والتعمير ، وكذا الخراب والتدمير !!
و أخيرا و بصري مازال في جولته السياحية تلك مترددا بين وجوه الوزراء و الوزيرات فإذا به يصادف السيد الوزير الاول السابق الذي كان محل احترام لدى الجميع و هو الوزير الحالي كذلك في الحكومة الحالية الدكتور ملاي ولد محمد الاقظف و اذا به شبه غائب عما يشغل بال أفراد ذلك المجلس و يمناه تربت بإيقاع بطيئ فوق يسراه (ضاربا كما يبدو أخماسا بأشعار ) بعد ما تأكد من حاجة السيد الرئيس إليه وهو قاب قوسين أو ادنى من اكثر من استحقاق انتخابي ! و هو كون الرئيس كذلك يحتاج الى من سيسوقه سياسيا بعد ما لم يستطع الوفاء بتعهداته إلا للمفسدين !
أما البقية من الشعب فما قدم لهم من هبات وخدمات فما هو في الحقيقة إلا شبه رشاوى قدمت مسبقا قبل الانتخابات القادمة ! وذلك في الوقت الذي قد اتسعت فيه خرقات الفساد الكثيرة على را تق برنامج تعهداتي صاحب مكنة الخياطة المعطلة !
للينتقل بصري لاحقا وإذا به هذه المرة واقفا قبالة السيد الريس وجها لوجه وهو نفسه الآخذ الآن كما يبدو " زغبة رمضان ولله الحمدو ، وذلك قبل حلول هلاله المبارك" وهو الذي بدا يظهر جدية واهتماما كبيرين في إيجاد ما سيجلب له الكثير من أصوات المواطنيين الموريتانيين في مختلف الانتخابات القادمة !ولربما رغبته تلك تكمن في تخوفه -المبرر- من احتمال نقل عدوى المقاطعة التونسية المشؤومة إلينا ! وهم الذين قد جربوا كثيرا التصويت في الانتخابات أكثر من مرة ولم تقدمهم تلك الإتخبات ولو إلى خطوة واحدة تجاه ما يحل مشاكلهم الوطنية (الاقتصادية و الاجتماعية) وبالتالي قاطعوا كل الأنتخابات أخيرا علما أن التوانسة قد كانوا في الماضي القدوة لكل الدول العربيه وذلك في سن الدساتير و القوانين و كذا الجمعيات النقابية وحتى في الانتفاضات والثورات الشعبية التي أطاحت بعروش عربية كثيرة لم يكن من المتوقع انهيارها فجأة هكذا وبهذه السرعة وبشكل ( ادراماتيكي ) مخز حزين ومؤسف للغاية !
ذ/ اسلمو ولد محمد المختار و