كل ما تفاقمت الأوضاع السياسية في المجتمعات الأمة العربية، كلما طرح السؤال حول مفهوم القومية العربية، لا عن نشأتها، و تاريخها، ومضمونها الثقافي، وفكرها الثوري الذي أنجزت قياداته التاريخية الخطوات الأولية للتغيير المنشود، وعملت على تحرير الأمة من الاحتلالات خلال الخمسين سنة الأخيرة من القرن الماضي، فواجهت قوى الاستكبار العالمي في مصر١٩٥٦، والعراق ١٩٩١، وفي ليبيا ١٩٨٦م، و٢٠١١م، وسورية ٢٠١٢م.
واليمن، ولبنان المقاوم، والسودان، وجزائر الثورة التي يستبسل مجتمعها من اجل الحفاظ على استقلال الجزائر، والتمسك بخطها الرافض لأشكال" التطبيع"، والتبعية..
إن القومية العربية، يتساءل منظرو الفكر الرجعي ، ليثيروا الشكوك في تغريداتهم الغبية على " توتير" عن وظيفتها في استبعاد احتمال إنقاذها للأمة العربية بعد أن أسدل ستار اليأس على جميع الطرق غير الملتوية - التي انتهت إلى قاعدة الاحتلال الامبريالي الأمريكي ، الصهيوني في فلسطين المحتلة -
في حين أن ظيفة الوعي للقومية العربية، تظهر حسب المعطيات الموجودة في الدفاع عن الخطوط الأمامية للأمة، فتارة تعبر عن ملامح الوعي في انتصار عسكري جزئي على الكيان الصهيوني في جنوب لبنان، او في " غزة" المقاومة"، او في اليمن ضد عملاء امريكا، وطورا، و هو من أضعف الإيمان بالوعي القومي في رفض" التطبيع"، أو محاربة قواه المهزومة فكريا، والمأجورة عمليا، ومهما تظاهرت بصفاء المعتقد الاسلامي، او صحوته المزعومة، للاسلام السياسي، فسيبقى حكم التاريخ عليها، أنها من اتباع المحتلين، والغزاة..
والتاريخ، والأمة، يلعنانهما، كلما شجب العملاء والخونة، والمرتدون عبر التطورات التي واجهت الأمة في دروب التحرر، والتقدم، والوحدة..
وماذا تساوي تغريدة الأكاديمي الرجعي التي، لم يروج لها إعلاميا غير " الحرة" الامريكية عن جهله بالقومية العربية، ومضمون فكرها التوعوي، وفاعليات قواها الحية في الأمة، وهي التي قاومت المحتلين حين واصلت الدرب لتحرير الأمة، ولازال الوعي القومي في ضمير الأمة، هو النبض الحي الذي ، يناوئ، ويناهض، ويدافع، حتى بالقيادات البديلة التي اجترحتها أمتنا - حين افتقدت قياداتها القومية التي صنعت للأمة تارخها النهضوي الحداثي - لتجعل من قائد فريق رياضي قائدا رمزيا،، تقام اعراس الأفراح الموحدة لانتصاره، ويرفع العلم الفلسطيني، كقائد بديل، فترتعد فرائص الخونة والعملاء، وتهاجم ألمانيا، وهي الكلب المخنوق،، وتختفي الأشباح الهزيلة من رعاة "ريع" الغاز، والبترول في الخليج العربي، ومصر، والأردن، والمغرب.. ويرتفع نعيب الكتاب من امثال " تركي الحمد"..!
وخلال ذلك اجترحت الآمال العريضة في الرغبات المكبوتة للمواطن العربي بما ينتمي في رمزيته إلى وعي الأمة القومي في الفكر الاجتماعي السياسي (في علم النفس الاجتماعي)، قيادة بديلة تهيئ بها الأحلام الوردية العربية للدور المنتظر للقيادة القومية للمجتمعات العربية، وهذه تغالب " عوارض" الزمن العربي الرديء الذي لن يقاوم بقيادة بديلة من هذا النموذج الذي سينضاف لأشكال القيادات السياسية فى اعداد المسرح السياسي لتغيير الرموز " الدمى" التي نصبتها التجزئة العربية، والتخلف الاجتماعي، والثقافي والسياسي الحالي من الرياض، الى انواكشط، والرباط..
أليس هذا افصح ترجمان لمقاومة وعي القومية العربية للتحديات التي تواجه الأمة داخيا، وخارجيا؟
يا هذا الأكاديمي الرجعي، إن موقعك في احدى جامعات " أمراء الحروب" في "دول الطوائف" العربية في الثلث الأول من القرن الواحد والعشرين.. هل تعي جيدا بما يكفي للانتباه أنه زمن استنساخي ، واستعادة لمان الهزائم الذي أتي للأمة أمس، كما اليوم باشباح قيادات، وبامثالك من رجال الفكر الأكاديمي، صوتا ناعبا، يغرد في عش الدبابير هذا، المحكوم عليه بالانقراض، مع القوارض،،؟
أين ابن عباد في" اشبيليا"، وبني الأفطس في" سرقوسطة".. وما افطس من وجه رموز "الدمى"، تلك القيادات القبيحة الجبانة، الراكعة لغير الله في اقدس بلاد الرحمن، ولسانك المتذيل، وثقافة الخنوع التي تلوك مفرداتها، بغباء الجهل، والا كنت عرفت أن الأقليات العرقية، كانت، وستبقى من افتعال مؤامرات الاحتلال الامريكي، والقوى التابعة التي شقت وحدة الصف الوطني في العراق، حين كان يقاوم.. وسيبقى يقاوم، لأن القيادة القومية آتية، وليست مما يؤجل، اويؤخر، او يمكن استبعاده بالتغريدات، ولا براجمات الصواريخ،، لأنها تعبر عن روح الأمة، وكتحياتيما قال:" هيجل" في قراءة واعية - لا غبية، كالتي غردت بها على حسابك في "تويتر" - لتاريخ الأمم في الدفع بالقيادة المعبرة عن روح الأمة، والدور المناط بها في مقولته: ((..وإن لم يأت "نابليون"، فكان سيأتي نابليونا ..))
د/ إشيب ولد أباتي