تعريف أولي لشارع القدس الجديد لقرائنا الأعزاء، وهم خارج انواكشوط..
إنه الشارع الذي تمت تسميته لترمز للرابط القومي، والديني ما بين احفاد المرابطين، وهم يتطلعون إلى اقامة مشروع نهضوي يستأنفون به دورهم النهضوي، وبين المقدسيين المرابطين في القدس لحمايتها من الصهاينة..
وجرت تسمية الشارع بالقدس، تتمة لإزالة آثار سفارة الكيان الصهيوني، بعيد حربه الاجرامية على مدينة غزة المحررة في ٢٠٠٩م.
حيث، شاهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز - وهذه ليست دعاية للأخير بعد، أن تأبط شر " بيرام" - مظاهر التدمير التي أحدثها الهجوم الامبريالي الصهيو- امريكي على منازل أهلنا في غزة المقاومة حتى النصر، او الشهادة...!
وحينها أصبح تمثال القدس في محل مركز المخابرات الصهيونية في أقصى عاصمة عربية تطل على شواطئ الاطلس العربية، وكان فرض " التطبيع" بتأثير صهاينة فرنسا، ودورهم في فتح أبواب المستعمرات الفرنسية السابقة للكيان الصهيوني، كقاعدة متقدمة لكل احتلال في الوطن العربي من شرقه الى غربه..
وجاءت المظاهر الاحتفالية البارحة عفوية، وتعبر عن التعويض عن المفقود في حياة الأمة اليوم، وهو الانتصار على العدو الحقيقي الذي افتقدته الأمة، كما افتقدت قيادته منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، حيث كانت المظاهرات الوحدوية، تنزل الى الشوارع استجابة لنداء الزعيم الراحل خالد الذكر جمال عبد الناصر،، وذلك في مواجهة قوى الاستكبار، والطغيان الامبريالي..
ومنذ احتلت القاهرة بسفارة في " العمارة" للكيان الصهيوني، مات الضمير العربي بالمؤامرة، وانهزم الوعي العربي، فتراجع دور الأمة في التحرر، والاستقلال..
وعاد الاحتلال الامريكي الامبريالي، ليحتل مراكز النهوض - مصر، وبغداد، واليمن، وفلسطين - منذ فجر التاريخ الحضاري للأمة العربية، وستبقى مراكز للنهضات العربية المستانفة، كما أن تغييب دورها، يشكل مؤشرا على وأد الأمة في قمقم الانحطاط الحضاري...
ولعل الاحتفالات العديدة التي جرت البارحة في معظم العواصم العربية بما فيها القدس تحت الاحتلال المباشر ، وعواصمنا العربية الأخرى، وهي واقعة تحت الاحتلال غير المباشر بالكاد..!
وقد ظهرت صور الاحتفالات من " باب العامود" في القدس القديمة إلى شارع القدس الجديد في انوكشوط، والرباط، والدار البيضاء، ومراكش، وتونس..
إن ذلك يؤكد حقيقة غير قابلة للتأويل، وهي أن المواطن العربي، يحتفل، ويتوحد وجدانيا، وتتلاقى المشاعر المحبطة، لتعبر عن الرفض في ضمير الأمة لواقعها المهزوم، و من جهة أخرى عن مؤشرات، ومرتكزات الوعي الجمعي في مخيالها الثقافي العام الذي، لازال يستجيب لابسط منبه، بتحويل المشاعر، إلى مشاعل متوهجة، ترفع بعلم الانتصار المطلوب، فوق علم الدول القزمية، دول حكام العرب، وهم ما بين مطبع فوق الطاولة، ومطبع تحتها، بمؤتمر " السلام في افريقيا"،،
ولا يظنن مطبع خائن، أن علم المغرب المرفوع، يؤشر لاحتمال تعبيره عن الدولة الرسمية، و سياستها مع الكيان الصهيوني..
ولا يظنن مطبع في" دوبي"، أن صوت المعركة مع العدو، فوقه صوت "المطبع" في المغرب،،!
إن الدرس المستفاد البارحة من المظاهرات العربية التي فجرت مشاعر المواطنين العرب، وفاضت مدامعهم شوقا للأنتصار العربي على أعداء الأمة من الخونة، والمتصهينين، والصهاينة والامبريالية الأمريكية المهزومة في كل الميادين...
إن تظاهرات الانتصار الرمزي في كرة القدم، لتقدم رسالة للقوى الحية في الأمة العربية،، أن عليها أن تجدد دماءها بنبض الشارع العربي الذي لازال حيا، ومتفاعلا، ومستعدا للوثوب إلى أبعد مما يتوقع المخبرون، وسماسرة فرنسا في افريقيا، وذلك للمشاركة في صنع النصر الفعلي، وليس الرياضي الرمزي..
فالنصر الفعلي، ميدانه فلسطين، وقواه في شوارع الوطن العربي من المحيط الى الخليج،، وقيادته حيثما وجدت، وفرضت المشروع السياسي للنهضة العربية..
فهل تستفيد الأمة من هذا الدرس البليغ، والرسالة موجهة للكل.. ؟