الْماَيَعِرْفَكْ يَخِسْرَكْ

جمعة, 2022-11-18 19:29

قبل انتقادنا لأي شخص أو تقييمنا له فيجب علينا أولا معرفته لأنه من غير اللائق استصدار تبريرات لأمر ما دون الإحاطة بموضوعه ، وذلك ما أظنه الخطأ الذي قد وقع فيه السيد احمد باب ولد حمين -وأرجو أن يكون إسمه كذلك - في شأن ما صدر منه ضد العقيد محمد لمين ولد احمد لعلي مما لايليق بشخصه المحترم ! 
وهذا من ضمن ما قد جعلني أستغرب اتهام احمد باب للعقيد محمد لمين بما يشبه الخيانة لجيشه ودولته وكذا سلطاته ذلك بزعمه محاباته لضباط زنوج قد حاولوا انقلابا عسكريا فاشلا وكذا تكتمه على بعض أسرارهم من خلال الوثائق التي أودعها البعض منهم لديه !!
علما أن انقلاب الزنوج لم يكن بدعة في بلادنا بل سبقه الكثير من الانقلابات وأعقبته كذلك ! وحتى أن بعض من قادوا تلك الإنقلابات ما زالوا يوجدون الآن في أعلى سلم الهرم الإجتماعي ! ويتفاخرون بما قد قاموا به من اعمال نهارا جهارا وخارجا على الدستور والقانون والاعراف معا !
بعد تلك التوطئة السابقة أرى بأنك أيها السيد المحترم احمد بحاجة لمعرفة من هو ذلك الضابط لأنك كما يبدو قد قست ما تتهمته به من افعال  على غيره ممن ربما قد يصدر منهم ما يشبه  ما قدقلت عنه ! 
علما ان الإنسان لا يمكن قياسه على غيره وذلك لاختلاف العوامل الوراثية والبئية وحتى أن التوأمين لا يتفقان في البصمة الواحدة رغم خروجهما من رحم واحدة !
إن الضابط محمد لمين هو ذلك الشاب الذي عرفته في انواذيبو والذي جاءت بنا  الظروف لنقرآ معا في المغرب ، وكذا كون  منزلينا في مدينة گرو لا ببعدان  عن بعضها إلا بمقدار مساحة منزلين . كما وقد عرفته ضابطا وساكنته وسمعت عنه من زملائه الضباط وكذا من المدنين أيضا  ، فجميع هؤلاء وأولئك يتفقون على أن مثل محمد لمين في الصدق والنزاهة والإيمان والشجاعة الموروثة من جد عن جد لايضاهيه في ذلك من قد عاشوا معنا في حفبتنا الزمنية هذه أنا وأنت ! 
وربما تلك المميزات هي التي بوأته لإدارة صندوق الحرس الوطني ولأكثر من عقد من الزمن دون أن يحدث لغط ما في مأتمن عليه واختير له كإدارة لذلك المرفق الحيوي الذي يحتوي على اموال مؤسسة الحرس العتيدة تلك التي تعد أول نواة لجيشنا الوطني المحترم .
سيدي احمد إن ما قد اتهمت به محمد لمين وكونه قد تستر على ضباط زنوج وأنه كذلك كان رفيقا بهم وموضعا لأسرارهم ! فهل في ذلك من عيب يذكر ؟! وما هي تلك الاسرار والأمانات ياترى ؟ إنها مجرد خواطر لسجناء عبروا يها شعرا وأدبًا ولا علاقة لها بانقلابهم العسكري ذلك ولا بمواقفهم من النظام القائم يومئذ ! ومثلهم كمعظم السجناء المثقفين الذين قد تكون لديهم خواطر وتأملات يودون الرجوع إليها بعد إطلاق سراحهم " أراك عصي الدمع شيمتك الصبر " ..، ! فهلا قد اضطلعت مثلا على روائع ابو فراس الحمداني حيث كان سجينا لدى الروم  ! 
وكون ارجاع محمد لمين لتلك الأمانة ألا تعدها  من باب رد ( الامانات إلى أهلها )؟ كما أوصى ربنا عز وجل وكذا حسن معاملته تلك لسجناء الزنوج والبعثيين أيضا فهي من باب الأستجارة التي أوصى بها ربنا للمشركين فكيف -والحال هكذا - ألا تكون للمسلمين أيضا ! علما أن كل ما قد قام به محمد لمين تجاه هؤلاء وربما أولئك السجناء كان قد اشترطه على رؤسائه الذين خيرهم بين ترك الأمر له فيما يتعلق بمعاملة السجناء ، أو قبول إستقالته نهائيا ولو اضطرته تلك الإستقالة للعمل في مرابض الحيونات ! 
أيها السيد سيد احمد باب بعد مامر معنا فيجب عليك ان تعتذر لهذا الضابط المحترم عما صدر منك في حقه من اتهام بالخيانة دون أي سند أو مصوغ يثبتان  ذلك لتكون قد اعتمت عليهما  أو أي منهما في إصدار حكمك ذلك غير المسبب لا شرعيا و لا قانونيا !
ثانيا بأن تكفر عن تلك الخطيئة بأن تطلب معنا بأن يرقى الضابط محمد لمين الى الرتبة المستحقة له قانونيا !
و لو انصف الزمن و كذا الحياة  السياسية لما كان محمد لمين الآن الا وهو جنرال  بحكم مدارسه العسكرية التي اكملها بتفوق . وكذا مهنيته و تفانيه في عمله وخدمة وطنه ، الا  كونه معربا و لفرنكفونية هي المسيطرة . وكذا عدم اخذه للمال العام  الذي كان ربما قد يجعل منه محل اعتبار لدى البعض لليسهل له ذلك ما قد يريد من ترقية ! وأيضا كذلك عدم استخدامه للجهة وكذا  القبيلة لنفس الغرض ! كل ذلك قد اقعد بالرجل  عن الحصول على منصبه المستحق حسب المعايير العسكرية !!
و اخيرا أقول لك أيها السيد احمد بأن تهمة محمد لمين بموالاة الزنوج ضد وطنه وجيشه و كذا سلطاته فليس لها هناك ما يبررها  خصوصا بأنه من سكان مدينة كرو التي لا يوجد بها من الزنوج سوى اسرة واحدة وربما اثنتين  ، و ليستا له قرابة نسب بهما و لا مصاهرة و لا لغة قد تجعله يتواصل بها معهما ، و حتى لو كان من المرتشين لما كان في حاجة أصلا لترقية او منصب . وهو الذي لا يملك الآن سوى منزله الذي تقيم فيه عائلته فقط .
و في الختام أقول لك أيها الاحمد باننا في ظرف زمني اصبح فيه اعلام حقوق الانسان و الوحدة الوطنية هما المسيطرين و كذا المساواة وتكافؤ الفرص مما يجعل كل ذلك من الضابط محمد لمين -الذي كانت هذه مبادئه -و يعمل بمقتضاها لكان من لوا زم نجاح تلك الأهداف إذًا كنا جادين في تحقيقها أصلا أن يوضع الضابط محمد لمين في المكان و الزمان الذين يمكنانه  من أن يلعب فيهما الادوار المناسبة . وذلك من اجل تحقيق كل تلك الأهداف النبيلة والتي على رأسها الوحدة الوطنية مادام ذلك ماضيه مع الزنوج كما زعمت أيها السيد احمد باب !  و كما قد كان ماضيه أيضا مع البعثيين - وهو أصلا ليس من المنتمين إليهم - كما قلت أنا ! 

ذ/ اسلم محمد المختار