لحظة سوء حظ قادتني الي مكتب سونلك بمدينة كرو!

جمعة, 2022-11-04 14:43

اني صبيحة يوم 26 / 10/ 22 م قادني سوء حظ عاثر إلي مكتب مدير قسم سونلك في مدينة كرو .حيث انتظرت الرجل كي اقابله للمرة الثانية، و ياليتني لم افعل ذلك!
ان مقابلتي الاولى مع رئيس القسم  قد كانت تتعلق بتسديد فاتورة متأخرة على المستأجر  المالي الذي كان يسكن منزلي ، رغم كون معظم ما في تلك الفاتورة كان متحصلا من تقديرات جيزافيه ، و حيث قد سدت الفاتورة و قد بقى لي على الشركة قرابة 15000 اوقية قديمة حيث قال لي المدير حينها بانها سوف تخصم لاحقا من الفاتورة المقبلة.
وحيث قدمت على مقر المركز هذه المرة من اجل تحويل اسم المستأجر الذي كان حسابه مسجلا على اسم اخت زوجتي . لذلك قد قابلت محاسب المركز قبل وصول السيد المدير لأستطلع منه إجراءات تحويل الاسم ، الذي قال لي في حسابك مبلغ يغطي الفاتورة الجديدة و بالتالي ما على السيد المدير الا توقيف الحساب القديم و جعله على اسمك ثم  تفعيله في اليوم التالي أو الموالي .
اذا فلما جاء السيد رئيس المركز حوالي 10 صباحا حيث وجدني امامه منتظرا بالباب ، و قد سلمت عليه بإحترام ، و قد رد علي السلام ببرودة موظف شبه عام يعمل في مدينة كرو قد تعود على احتقار الزبناء كما يبدو !
وحيث اني احتياطيا بالإضافة الى سني المتقدم قدمت له نفسي باعتباري محاميًا قديمًا ، و يا ليتني لم افعل ايضا و ذلك لكون ذلك التقديم ما زاده الا احتقارا لي و لمهنة المحاماة بصفة عامة ، وكذا القضاء نفسه من ورائها !
لقد طلبت من الرجل ببساطة تحويل اسم المشترك الي أسمي بدلا منه باعتباري مالكًا للمنزل ، حيث قال لي ذلك يستدعي تسديدك للفاتورة الجديدة دونما ان يخصم منها المبلغ المتبقي لكم اصلا و الذي يغطي تكاليف الفاتورة الجديدة و ان تبقي شئ فسيكون في حدود 1000 قديمة.
و لما استشكلت الامر و كون الشركة تقدر الفواتير جزافا أحيانا و لما يريد الزبون استرجاع ما زاد عن استهلاكه الفعلي فان المشكلة تكمن هناك حيث استشاط غضب الرجل و تحول وجهه من شبه وجه عادي الى وجه مكفهر  يتطاير الشرر منه بادي الاستعداد للبطش بي . وقد حاول طردي من المكتب قائلا "اخرج من مكتبي" مما استصدر مني ردة فعل قائلا له ان المكتب ليس ملكًا لك و كونه مجرد موظف يجب عليه احترام الزبناء الذين هم مصدر راتبه و كذا استمرار الشركة، و كأني كنت اخاطب موظفا اوروبيا او آمريكيا و اذا بي اكتشف الحقيقة المرة و هي اني أمام موظف موريتاني قد بليت به مدينة كرو التي تعودت -رغم طيبة اهلها و كرمهم - على كل وافد من الموظفين الذين يتوارثون احتقار سكانها و كأن ذلك توصية إدارية لا تتقادم ! 
و لم افكر في كون هذا الموظف الذي قلت له اني اريد حقي أن يكون ذلك مصدرا لغضبه و كذا قولي له بانه لابد  من تنفيذه لما اطلبه منه والذي لي الحق فيه او الامتناع عنه و الا فقال لي و ماذا ستفعل اذا رفضت طلبك ناظرا داخل نفسه كما اعتقد الى فارق القوة بيننا و كذا الى سنده في الوظيفة و من هو وراء توظيفه اصلا ، ثم اردف قائلا فهل ستشتكيني للقضاء او للإدارة فكلاهما لا يمكنه استصدار اي قرار ضدي ! 
فقلت له بل سوف اكشف امرك للعامة فقط وكذا أيضا أمثالك من خلالك ممن يحصلون على وظائفهم عن طريق الوساطة و ليست الكفاءة! و هنا استشاط الرجل غضبا  زيادة و قد حاول ضربي فعلا بقنينة ماء ملآنة قد كانت إلى جانبه لولا ان تداركته بقية من عقل لم يتعود احترام كبار السن حتى ولو كانوا زبناء محقين في طلباتهم و كذا أيضا تدخلا من أحد العمال الذي نصحه بعدم استخدام القوة ضدي لكون ذلك  ربما سوف يفاقم الأمر أكثر !
و في ختام هذه القصة الحزينة والتي خلاصتها هي اهانة شيخ وزبون في نفس الوقت وفي مسقط رأسه من طرف موظف شبه عمومي ، وكون هذا الزبون هو الذي يطالب الشركة وليس العكس ! 
و اخيرا فإني أطلب من الشركة إن كانت وطنية حقا أن تغير قوانينها الجائرة القائمة أصلا على استنزاف اموال المواطنين بالفواتير الجزافية في هذه المدينة التي قد هجرها معظم سكانها بسبب اوضاع البلاد السيئة من جهة و كذا ضرائب الشركة المضمنة داخل الفواتير على منازل شبه خاوية على عروشها من اهلها و كذا أيضا حتى من المستأجرين إن وجدوا أصلا !
ثانيا ان تختار رؤساء مراكزها و عمالها مستقبلا على أسس معاير الكفاءة و الخبرة و المرونة و الرزانة ، و كذا احترام الزبناء الذين قد أنشئ المرفق اصلا من اجلهم وهم الذين سيستمر المرفق ايضا بتمويلاتهم وذلك من خلال فواتير منازلهم.
ثالثا عدم تقدير الفواتير جيزافيا و ان حصل شئ من ذلك فيجب على الشركة أن تقوم بالمقاصة في شأنه وذلك يوم تسديد أول فاتورة.
و اخيرا اتمنى من ذلك السيد رئيس مركز سونلك في مدينة كرو ان يتأكد بأن مكتب المركز ليس ملكًا له و أن عليه احترام زبناء مدينة كرو احتراما يليق بهم لكونهم يحترمون كل وافد عليهم و يقدرونه مهما كان ذلك الوافد حتى لوكان ذلك الوافد أحد مدراء مرفق الكهرباء التابع لشركة سونلك !!
 

ذ / إسلمو محمد المختار