قامت إسرائيل عام 1948 وكان العرب قد أعربوا عن رفضهم لقيام إسرائيل في قمة أنشاص عام 1946 كما قامت الجامعة العربية أساسا عام 1944-1945 لضم الصفوف العربية للدفاع عن فلسطين ولذلك بادرت الجيوش العربية خاصة الجيش المصري فى الوصول إلى فلسطين فور الإعلان عن قيام إسرائيل يوم 15 مايو 1948 لمنع العصابات الصهيونية من التمادي في اغتصاب فلسطين وانتهى الأمر بفشل المسعى العربي واستقرار إسرائيل وعدوانها المستمر على مصر أكبر الدول العربية.
وقررت واشنطن وإسرائيل أن إسقاط النظام في مصر وإسقاط مشروعه العربي الهش هو المحطة الأساسية في نقل المشروع الصهيوني إلى مرحلة حاسمة عام 1967 وفي نفس الوقت تولى السادات حكم مصر فكان جاهزا لإكمال المخطط الصهيوني.
ومما يذكر أن مصر الناصرية كانت ترفع لواء صد التحالف الاستعماري الصهيوني ومعهما الرجعية العربية وترتب على ذلك أن دعمت مصر الكفاح المسلح والمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل وبالفعل انطلقت حركة فتح في فبراير19654 وكانت قمة القاهرة قد باركت هذه المبادرة ولم يكن هدف المقاومة تحرير فلسطين وانما أن تشعر إسرائيل والعالم ان الشعب الفلسطيني يرفض إسرائيل.
وطوال العصر الناصري وحتى بعد هزيمة 1967 كان العرب مجمعين على مساندة المقاومة وخلال هذه المرحلة من 1967- 1970 تعثرت المقاومة في لبنان والأردن وقد عاصرت هذه المرجلة ولاحظت ان العرب لم يؤيدو المقاومة اقتناعا وانما ايدوها خوفا من عبد الناصر وحاول عبدالناصر تذليل عقبات المقاومة حتى توفي في سبتمبر 1970وكانت المقاومة هي اخر اعماله.
وتولى أنور السادات الذي اتجه إلى ثلاثة أمور أساسية، الأول: سلخ مصر من عروبتها، والثاني: التسليم باستحالة تحرير فلسطين وهزيمة إسرائيل وفك الارتباط بينها وبين واشنطن، ، والثالث: الانحياز لإسرائيل وأمريكا بعد أن كان الانحياز المصري للعروبة والفلسطينيين وموسكو ضد إسرائيل وواشنطن.
وما دامت مصر قد تخلت عن المقاومة واتخذت جانب إسرائيل مما عكسته معاهدة السلام ونفذت مصر مفهوم إسرائيل لهذه المعاهدة وهي تظن انها بذلك تخدم المصالح المصرية العليا وتجنب الصدام العسكري مع إسرائيل وهذا خط سياسي علما بأن الإرادة السياسية هي التي تنفذ المعاهدة وفق المصلحة المصرية مع ملاحظة أن إسرائيل تطوع كل المعاهدات لمصالحها ولا تلتزم بنصوص المعاهدات.
فمصر هي التي انشأت المقاومة الفلسطينية وقدمت الرعاية لها في ميادين عملها كما أن مصر بعد كامب ديفيد هي التي تخلت بشكل غير مباشر على سند من القول بأن المعاهدة مع إسرائيل قيد على موقفها من المقاومة وهذا غير صحيح قانونا فالأصل هو التقارب المصري الإسرائيلي برعاية مباشرة من واشنطن.
وليست المعاهدات إلا تعبيرا عن هذا الخط الجديد، هذا الموقف المصري ترتب عليه كل المآسي المصرية والعربية وتسييت في اتفاق أوسلو ووادي عربة ثم الموجة الثانية من المعاهدات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
ويبدو أن القاهرة كانت تعول على أن وزنها مع إسرائيل يشمل تأثيرها لصالح إسرائيل مع بقية الدول العربية فلما تراجعت مصر عربيا وظهرت السعودية والخليج لم تجرؤ مصر على الخروج عن الخط الجديد علما بان هذا الخط تهديد مباشر للأمن القومي المصري وإن كان يدعم النظام الحاكم وهو من المساحات التي تظهر تفاوت حسابات النظام عن حسابات المصلحة المصرية القومية وتحاول الحكومة في بعض المواقف تحقيق التوازن بين العاملين والمصلحتين.
ويبدو أن مصر كانت سعيدة بانفتاح إسرائيل مع بقية الدول العربية عن طريقها ولو بشكل غير مباشر وكل ذلك دعم للعلاقات المصرية مع إسرائيل وواشنطن.
في هذا المناخ ليس غريبا أن يغلب الاتجاه الخليجي المتسق مع الموقفين الأمريكي والإسرائيلي وإحلال إيران محل إسرائيل، فانقلبت الموازين وكانت نتيجتها تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية ومعارضة الاتجاه إلى إعادتها.
ويمكن تفسير الموقف العربي المعادي للمقاومة للأسباب الآتية:
قامت إسرائيل عام 1948 وكان العرب قد أعربوا عن رفضهم لقيام إسرائيل في قمة أنشاص عام 1946 كما قامت الجامعة العربية أساسا عام 1944-1945 لضم الصفوف العربية للدفاع عن فلسطين ولذلك بادرت الجيوش العربية خاصة الجيش المصري إلى الوصول إلى فلسطين فور الإعلان عن قيام إسرائيل يوم 15 مايو 1948 لمنع العصابات الصهيونية من التمادي في اغتصاب فلسطين وانتهى الأمر بفشل المسعى العربي واستقرار إسرائيل وعدوانها المستمر على مصر أكبر الدول العربية.
وقررت واشنطن وإسرائيل أن إسقاط النظام في مصر وإسقاط مشروعه العربي الهش هو المحطة الأساسية في نقل المشروع الصهيوني إلى مرحلة حاسمة عام 1967 وفي نفس الوقت تولى السادات حكم مصر فكان جاهزا لإكمال المخطط الصهيوني.
ومما يذكر أن مصر الناصرية كانت ترفع لواء صد التحالف الاستعماري الصهيوني ومعهما الرجعية العربية وترتب على ذلك أن دعمت مصر الكفاح المسلح والمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل وبالفعل انطلقت حركة فتح في فبر1965 وكانت قمة القاهرة قد باركت هذه المبادرة ولم يكن هدف المقاومة تحرير فلسطين وغنما أن تشعر إسرائيل والعالم ان الشعب الفلسطيني يرفض إسرائيل.
وطوال العصر الناصري وحتى بعد هزيمة 1967 كان العرب مجمعين على مساندة المقاومة وخلال هذه المرحلة من 1967- 1970 تعثرت المقاومة في لبنان والأردن وحاول عبدالناصر تذليل عقبات المقاومة حتى توفي في سبتمبر 1970،.
وتولى أنور السادات الذي اتجه إلى ثلاثة أمور أساسية، الأول: سلخ مصر من عروبتها، والثاني: التسليم باستحالة تحرير فلسطين وهزيمة إسرائيل وفك الارتباط بينها وبين واشنطن، ، والثالث: الانحياز لإسرائيل وأمريكا بعد أن كان الانحياز المصري للعروبة والفلسطينيين وموسكو ضد إسرائيل وواشنطن.
وما دامت مصر قد تخلت عن المقاومة واتخذت جانب إسرائيل مما عكسته معاهدة السلام ونفذت مصر مفهوم إسرائيل لهذه المعاهدة وهي تظن انها بذلك تخدم المصالح المصرية العليا وتجنب الصدام العسكري مع إسرائيل وهذا خط سياسي علما بأن الإرادة السياسية هي التي تنفذ المعاهدة وفق المصلحة المصرية مع ملاحظة أن إسرائيل تطوع كل المعاهدات لمصالحها ولا تلتزم بنصوص المعاهدات.
فمصر هي التي انشأت المقاومة الفلسطينية وقدمت الرعاية لها في ميادين عملها كما أن مصر بعد كامب ديفيد هي التي تخلت بشكل غير مباشر على سند من القول بأن المعاهدة مع إسرائيل قيد على موقفها من المقاومة وهذا غير صحيح قانونا فالأصل هو التقارب المصري الإسرائيلي برعاية مباشرة من واشنطن.
وليست المعاهدات إلا تعبيرا عن هذا الخط الجديد، هذا الموقف المصري ترتب عليه اتفاق أوسلو ووادي عربة ثم الموجة الثانية من المعاهدات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
ويبدو أن القاهرة كانت تعول على أن وزنها مع إسرائيل يشمل تأثيرها لصالح إسرائيل مع بقية الدول العربية فلما تراجعت مصر عربيا وظهرت السعودية والخليج لم تجرؤ مصر على الخروج عن الخط الجديد علما بان هذا الخط تهديد مباشر للأمن القومي المصري وإن كان يدعم النظام الحاكم وهو من المساحات التي تظهر تفاوت حسابات النظام عن حسابات المصلحة المصرية القومية وتحاول الحكومة في بعض المواقف تحقيق التوازن بين العاملين والمصلحتين.
ويبدو أن مصر كانت سعيدة بانفتاح إسرائيل مع بقية الدول العربية عن طريقها ولو بشكل غير مباشر وكل ذلك دعم للعلاقات المصرية مع إسرائيل وواشنطن.
في هذا المناخ ليس غريبا أن يغلب الاتجاه الخليجي المتسق مع الموقفين الأمريكي والإسرائيلي وإحلال إيران محل إسرائيل، فانقلبت الموازين وكانت نتيجتها تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية ومعارضة الاتجاه إلى إعادتها.
ويمكن تفسير الموقف العربي المعادي للمقاومة للأسباب الآتية:
أولا: أن نظم الحكم العربية نظم استبدادية لا تطيق المعارضة والمعارضة تشبه عندها المقاومة علما بان المقاومة تكون للأجنبي أما المعارضة فتكون في علاقة الحاكم بالمحكوم.
وهذه النظم لا تميز بين المقاومة والمناهضة والمعارضة فمن لا يؤيد السلطة يعتبر عدوا للشعب والوطن على أساس أن نظام الحكم هو الوطن والولاء له ولاء للوطن.
ولذلك لا تميز النظم العربية بين المتجنس والجنسية الأصلية فيجوز إسقاط الجنسية او سحبها في الحالتين، صحيح أن الحالات السبع الواردة في المادة 16 من قانون الجنسية عام 1975 محددة ولكن فهم هذه المادة يتوقف على السلطة.
ثانيا: أن معاداة المقاومة مجاملة لإسرائيل وشرط جوهري لرضا واشنطن.
ثالثا: ان إحلال إيران محل إسرائيل في الصراع رغم أن إسرائيل هي التي تحتل فلسطين وتخرب الدول العربية ومن المحتمل ان تتحالف إيران مع إسرائيل وفي هذه الحالة يخسر العرب كل شيء لأوطانهم وهذا لا يهم الحكام مادامت كراسيهم مضمونة من واشنطن وإسرائيل.
وقد ترتب على هذه النقلة من استهداف إسرائيل إلى استهداف إيران لا لشيء إلا لأنها لا تعادي إسرائيل وأمريكا لأسباب معظمها إيرانية أن أدخلت حزب الله في قائمة الإرهاب مادام مرتبطا بإيران وضد إسرائيل وبذلك أصبحت المقاومة السنية والشيعية المدعومة من إيران في مرمى العداء العربي وقد اقترحت لتعرية الموقف الرسمي العربي أن يهم العرب تحقيق تسوية عادلة نسبيا في فلسطين فلا تحتاج إلى المقاومة ولا إيران، أو يدعم العرب المقاومة ويسحبوا البساط من تحت أرجل إيران.
السفير الدكتور عبدالله الأشعل كاتب ودلبوماسي مصري